السبت ٢٦ كانون الثاني (يناير) ٢٠١٣
بقلم بدعي محمد عبد الوهاب

انتفض يا صعيد

( قطارات الصعيد )
 
قطارَ الموت من أهلي ألا تسأم
تغادر دارنا يوماً
فتشكي شوق أحبابي لتأتينا
قطارَ الموتِ من خجلٍ ألا ترحم
فكم من زهرةٍ تبكي
إذا هبَّت رياحُ الموت وادينا
وكم من طفلةٍ تنعي
على القضبان في صمتٍ
رجالاً ضلّوا ماضينا
وكم أمٍّ لنا خرَّت
علي القضبان تستجمع
رُفات الابن تُبكينا
وكم أبٍّ بلا سيفٍ
شريط الذكرى يقتله
بسوء الحال يرمينا
 
قطارَ الموتِ لا ترأفْ
فلم ترأف بنا أهلٌ
لهم فينا
أخوَّة أرض أو دينا
نعيشُ الحبَّ والأسفار تقتلنا
نخاف الليل إن هلَّتْ
خيوط الفجر في الأحداق تُفنينا
 
أنا كلُّ خرائطي رُسمت
ففي المنيا مقبرةٌ
يُكفَّنُ فيها أحياءٌ تُناجينا
وفي أسيوط مذبحةٌ
علي القضبان أشلاءٌ مبعثرةٌ
لأطفالٍ تُنادينا
أنا كل كرامتي هُدرت
وهبتُ السوط للراعي فلم يُحسن
وصار معذباً فينا
بنيتُ الجسر من أكبادي كيْ يعبر
فلم تعبر سوى التيجان يحملها
وقد ضاعت أمانينا
 
صعيدَ العزَّةِ المنكوبة انتفضوا
فإن الصمت شيطانٌ
من النيران آتينا
صعيدَ الفقرِ والفقراء لن تبقى
لنا في مُرسي ألحفةٌ
سوى الأشواك تأوينا
صعيد العقل هل وفَّى
لنا وعداً يُغازلنا
بمرمى العين يهدينا
مرَّت الأيام لم نسمع
سوى خُطباً تُداعبنا
وسوء الحال يرمينا
مرَّت الأيام لم نحضن
سوى أوهام قائدنا
وقُرص الصبر يعطينا
 
ألا فالمجد لا يأتي
بل الفرسان تأتيه
فهيَّا نحيي ماضينا
 
....

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى