الأربعاء ١٠ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠١٤
بقلم
بعيداً عن الحزن وقريباً منها
قالتْ له :عِطْرُ القصيدةِ دافئٌ في حجرتي ،و كذا حروفُ رويِّها …و ممالِكُ الحزنِ المخزَّنِفي الرغيفِ و في الندى،تقتاتُ أطرافَ البدايةِ و النهايةِكلَّما جَمَّعْتُ شوقَ لواحظيو أنا أقولُ لها بكلِّ صراحتييا سيِّداتِ الحُلْمِ ،و الأحلامُ بعضَ مرافئيعَبَقُ اللقاءِ مُغَرِّدٌفي مُقْلتيو البسمةُ الكحلاءُتقبض حيرتي و تأوُّهيهذا أوانُ لقائِنا فتهيَّئيهذا بريدُ حنينِنا فتأهَّبيالفجرُ يكشفُ حسرتيو العينُ تقرأ مهجتيماضٍ إليكِ و لو رأتْني دمعتي ..بُسْتانُ عُمْركِ صامِتٌمِنْ ألفِ دهرٍو الشهودُ يزوِّرونَ حقائقه ..فرصيدُنا أمسى هزيلاًبالشحوبِ يزيَّنُ …حيناً يفزُّ الخوفُ منكسراًو طوراً يحزمُ الأحزانَثمَّ يُتَمْتِمُ …***قالَتْ لهُ :في الصَّمْتِ ضَيَّعْنا العنادِلَو الربيعَ ، و ما تبقَّى للأماني مَهْرَبُأعَرَفْتَ، يا نبضَ السَّناءِ، موائداًأغْنَتْكَ بعدَ موائدي؟!ألمَسْتَ، يا وَرْدَ البيانِ و لحظَهُ،لغَةَ العيونِ بغُصَّتي ؟؟و نقولُ بَعْدَ سُويعةٍ :جَفَّتْ مناهِلُ طرَّزَتْهابالمحبَّةِ بسمةٌ ،هلاَّ سقَتْنا من ينابيع الجوىتلك الينابيع التي غرقتْأمامَ براءتي …***هي أنتِ و الأقلامُتأكلُ قصَّتي و بلاهتيهي نحنُ، إنْ حلَّ الشتاءُمهيّجاً أشجاننا،أعطاكِ ثلجاً ناصعاًفي الصدرِ يحياثُمَّ أعطيكِ الوعودَ بيادرا …ها نحنُ في غرفِ المواعظِ قصَّةٌ ،قدْ عطَّرَتْها بالمنى سُحُبُ اللّقا …فتكحَّلَتْ للقادماتِ من الجراحِ الزاحفة …***هيَ دهشةُ البوحِ العليلِو قدحواها مخدعي،و الواقفون وراءَ قلبيأيقنوا أنَّ المسافةَبيننا تمتدُّ حيناًثمَّ حينا تُقْطَعُ …هُمْ للحروفِ بريقهاهُمْ للسماءِ نجومهابيني و بين الواجفين رؤىًو حُلْمي مثلُ حُلْمِكِ صابرٌيتدثَّرُ …هذي رؤاكِ على الحبالِبنَتْ مسارِحَ وهمِهافتسلَّقَتْ، و توكَّأتْإيّاكِ أن ترمي عتابكِفي سلالٍ من ضجرْ***فصَّلْتُ حزني مرَّةً و خَلَعْتُه …فسَّرْتُهُ للسَّائلينَفما أتاني بالخبرْ …حزني و حزنُكِ زورقٌو مدادُ قلبي شاردٌ قبل الغرقْ …منذا رآكِ تلامسينَ بكاءَهُمْ و سرورَهم؟منذا رآني في الصّباحِ و في المساءِمحاصِراً و محاصَراً ؟لكنّني جاوزْتُ حزني بالنظر .منذا أتاني في الضحىو الحزنُ قد حَزَمَ الحقائبَ و ارتدىدمعَ الفراقِ مفارقا … ؟مَنْ كان بينَ دموعِنا و قلوبناقطفَ النقاءَ و غرَّدا …هذا الزمانُ بقربنا يتبسَّمُ …و كذا المكانُ لأجلِنا يتكلَّمُلكنَّنا لم نُدْركِ الأبعادَ فينا ،و الحياةُ تُعلِّمُ …