الخميس ٨ أيلول (سبتمبر) ٢٠١٦
اختتام فعاليات الورشة التدريبية الخاصة
بقلم عاد نعمان

بـِ «حل النزاعات والتخفيف من التطرف»

تعتزم مؤسسة (ألف باء) مدنية وتعايش إقامة لقاء مجتمعي في عدن نهاية الأسبوع القادم، والذي يحمل عنوان (بناء السلم والتعايش المجتمعي)، وجاء من ضمن توصيات الورشة التدريبية الخاصة بـِ (حل النزاعات والتخفيف من التطرف)، التي اختتمتها المؤسسة اليوم في صنعاء، بالشراكة مع مركز الأديان والدبلوماسية.

يؤكد الموجه التربوي/ميعاد جٌمن على أهمية الحوارات المجتمعية بهدف التخفيف من النزاعات، وإجراء البحوث المتخصصة في هذا المجال، والعمل على توثيقها، ويرى جُمن ذلك من خلال إيجاد نماذج للقيادة المجتمعية، وتعزيز مبادئ المواطنة وتقبل الرأي والرأي الآخر وكذا الفكر الإيجابي الناقد، ويقول: "على المجتمع بكافة شرائحه العمل على نبذ ثقافة العنف بكل أشكاله، باعتبار النزاعات حالة مرضية عرضية، وليست طبيعة متأصلة فيه، وبذلك يتمكن من العمل على حلها والقضاء على أسبابها الجذرية، على أن تكون كافة الجهود المبذولة تتم بصورة واعية وسليمة ترضي الأطراف المتنازعة"، مشيراً إلى ضرورة الاحترام والتقدير من جميع الأطراف المتنازعة، والاستماع الجيد منها، وعدم إلقاء الاتهامات واللوم من أي طرف كان، بالإضافة إلى تحديد نقاط الخلاف والتوافق، ومشاركة الجميع في البحث عن حلول مشتركة ودائمة.

منى فيصل – معلمة لغة إنجليزية جامعية، وإحدى المشاركات في الورشة التدريبية، تؤكد على أهمية إقامة مثل هكذا فعاليات مدنية ومجتمعية، وتقول: "إن ما وصل إليه الحال في البلاد، وعدن خصوصاً، خلال السنتين الأخيرتين يستدعي عقد مثل هذه الورشة التدريبية لجميع مكونات المجتمع، وبالأخص الأعيان والوجهات والقيادات الشبابية، فالحرب لم تنتهِ بعد، والمواطن لا يعلم السلطة بيد من، وعامة الناس بحاجة لمعرفة حقوقهم"، وتواصل: "على الجهات التي تحل محل الأجهزة الأمنية الرسمية والمعترف بها محلياً في عدن وإقليمياً، أن تستمر بالضرب بيد من حديد كل من يتركب انتهاك، مهما كانت مكانته المجتمعية؛ فهكذا إجراءات وعقوبات صارمة من شأنها أن تعيد الثقة والأمل إلى الشارع، المتضرر الأوحد والأكبر من كافة أنواع الانتهاكات، التي تسببها النزاعات والتطرف"، وفيما يتعلق بالمشاركة المجتمعية في حل النزاعات والتخفيف من التطرف، ترى فيصل أن من حق جميع مكونات المجتمع أن تحظى بفرص التواجد والمشاركة في لقاءات وحلقات نقاشية ودورات وورش تدريبية في هذا المجال، على أن تكون المواد التدريبية ملائمة ومناسبة بمحتواها، وتضمن تفاعل الجميع معها، من الأمي ومتوسط التعليم والأكاديمي والمثقف.

وأرجع حلمي الجاوي – نائب رئيس تجمع (أبناء عدن) أهم أسباب تجذر النزاع وتفشي التطرف في عدن إلى إقصاء المكونات المجتمعية الفاعلة حقيقةً بإدارة كافة شؤونها في مناطقها، وكذا تهميشها في صياغة جميع المراحل التي مرت بها، والتدخل الخارجي في الشأن الداخلي للبلاد، وفرض الوصاية والتأثير على القرارات الوطنية، والتسويف والمماطلة بتنفيذ كل ما تم الاتفاق عليه في مراحل النزاع، بالإضافة لعدم وضع أسس صحيحة تحدد شكل ونظام الدولة بشكل عادل، يحقق جميع مطالب المجتمع، وفي ذات الصدد يلخص الجاوي الحلول بإعادة الدور التنويري والريادي لعدن، باعتبارها منطقة حرة دولية، وإشراك أبنائها في وضع حلول للصراع الداخلي، وتمكينهم من صياغة المرحلة القادمة، وكذا تسليم شؤون إدارة المناطق لأبنائها ومكوناتها الفعالة، ومعالجة كافة الأسباب الجذرية للصراعات منذ ستينيات القرن الماضي، ووضع ميثاق شرف وطني يحدد ملامح شكل ونظام الدولة، تحقق العدالة التي تلبي تطلعات المجتمع، إلى جانب ترشيد الخطاب الديني والإعلامي، بما يعزز مبادئ التعايش وثقافة الاعتدال والوسطية في المجتمع، ووضع برامج وخطط مدروسة لمعالجة الأسباب الحقيقة؛ للتطرف والإرهاب بالتعاون مع المجتمع الدولي.

من جانبها أوضحت الناشطة/نهار علي: "تعرفت خلال التدريب على الكثير من تجارب الآخرين، والتي بدت متنوعة بطرق وآليات تعاطيهم مع النزاع والتطرف، لقد توسعت وجهة نظري تجاه الآخر المختلف، وأتضح أن الجميع يعاني من الظلم بشكل أو بآخر، ما عزز لدي شعور التعاطف والتضامن مع الآخر"، مضيفةً: "نحن دوماً ما نتحدث عن رغبتنا في حل النزاعات والتخفيف من التطرف والقضاء على الإرهاب دون أن نتخذ خطوات فعلية وملموسة سواءً تجاه أنفسنا، وهذا في الأول، بأن نعي مكامن الحلول ومدى تأثيرها واستدامتها، وثانياً تجاه الآخر، وهنا نفتقر للموضوعية والحيادية بالبحث عن تلك الحلول"، منوهةً إلى أن التدريب ساعدها في إدراك بعض الإشكاليات والتعقيدات حول بعض المفاهيم المتعلقة بدور الوسيط والوساطة.

ومن المتوقع أن يحضر اللقاء المجتمعي مجموعة من رجال الدين وناشطين حقوقيين وإعلاميين، بالإضافة للعشرين مشارك ومشاركة في الورشة التدريبية المذكورة آنفاً، من معلمين وموجهين تربويين وممثلي منظمات مجتمع مدني وأئمة مساجد ومحامين وطلاب جامعيين، من عدن، من اكتسبوا خبرة أكبر في إيجاد حلول ناجعة للنزاعات المحلية، وطوروا قدراتهم الفكرية للعب دور الوساطة في المشاكل والقضايا المجتمعية.

يُذكر أن (ألف باء) مؤسسة مجتمع مدني، تأسست في منتصف 2012م، ومقرها الرئيسي في عدن، تعمل ببرامجها ومشاريعها على نشر التوعية بمفاهيم المدنية والتعايش، وتهتم بكافة الجوانب التي من شأنها المساعدة في بناء مجتمع مدني، يحترم التنوع والمواطنة المتساوية وحقوق الأفراد والجماعات.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى