بلا ذكريات
أماتَ حنيني إليكِ بلا ذكرياتْ؟
فحبّي إليكِ توفّى
و شوقي إليكِ تغطّى بسترٍ
و أصبح قلبي بهذي الصفاتْ
أُحاول أن أتجنّب كسر القلوبِ
و ألّا يلاحق قلبي
هوى العاشقاتْ
و لكنَّ قلبي رقيقٌ
يحوّل صوت الصراخ إلى أُغنياتْ
و يرجع أصل الغيومِ
إلى مطرْ
و يرجع ثكلى العيون ِ
إلى أُمّهاتْ
و يرسم بالشعرِ
وجه القمرْ
أماتَ حنيني إليكِ بلا ذكرياتْ؟
أُحاول أن أتذكّرْ
فلم أتذكّرْ عطر النهودِ
و لم أتذكّرْ لون الشفاهِ
و لم أتذكّرْ شكل الخدودِ
و لم أتذكّرْ قصّة حبّي
و كيف يكون عليها وجودي؟
و إنّي بشعري أُحاول ألّا
أموت بلا لثم ثغرٍ
ولا ضمِّ شعرٍ
ولا لمسِ خصرِ
فكلّ الأماني تموت
و أبقى وحيداً بأبيات شعري
و إنّي بحبّي
أحاول دوماً بألّا أُخبّئ
فيض الشعورْ
و ألّا أُقاتل شوقي
و ألّا أُدثّر حبّي
و ألّا أُناقش ثغراً تذوّق
طعم الغرورْ
و إنّي أجنّ أطيش أثورْ
إذا ما رأيت غزالاً بجنبي يدورْ
و يملك بستان قلبي
فيرعى الحشائش فيهِ
و يلبس عطر الزهورْ
و إنّي بشعري كحارس حبٍّ
فأطرق أبواب كلّ البناتْ
أوزّع حلوى
و ربطات شعرٍ
و بعض الوصايا إلى العاشقاتْ
و أدعو النساء جميعاً
لحضرة شعري
و كرت زفافٍ إلى العازباتْ
و لكنْ أحاول شيئاً بأن أتذكّرَ منكِ
و ألقى بأنّي نسيتُ
بأنّي عشقتكِ يوماً
و أنّي لمست يديكِ
و إنّكِ وهمٌ و لا شيء فيَّ
يدلُّ عليكِ
فمهما سألتُ
و مهما بحثتُ
بكلِّ مكانٍ
لأعثر يوماً على شفتيكِ
فإنّي أعود وحيداً بلا ذكرياتْ
لعلّيَ قد جئتُ يوماً إليكِ
لألثمَ ثغراً
و أقطع وعداً
هربتُ لكي لا أموت َ بفرط
جمالٍ لديكِ
و أسأل نفسي كثيراً
إذا كان فيكِ جمالٌ كهذي الصفاتْ
لماذا أعود وحيداً بلا ذكرياتْ