كانت السماء ممددة على حدود الفضاء
و كان الفضاء ممددا على سارية في مقتبل
الباب – و الباب ممدد على دعابات العمر المشدودة
نحو المكان.
مثلما كنتُ عند أول غصة
أضرم في الفراغ عشرين فاصلة
و أولد مطمورا بأسراب المساء
و بالذاكرة.
قلت ما يحدث أعمق من أن أراه
سيشبه لي أن المكان رماد ... الرماد مشوب
بأباريق الفضة محطمة على مقربة
من البساط.
ثمة ساحرة تملأ عطشى من كوبها
(تملأ كوبها من عطشي)
تتبعني إلى الغرفة الداكنة –
تزدحم الغرفة بالتفاصيل اليتيمة قرب
الدولاب ...
و تورق النافذة.
أدركت هبوب الوقت عند نجمة في الطريق
الطريق مكتظ ببرود حارق – و الرمل محمر
كالجمربعد قارعة النوء
و إبان النزوح.
قالت لي النجمة : لا حزن لك كاف حتى تصل الخطو
بالخطو في قيظك المحتوم
و تمضي..
لا بحر يتسع للموج الذي يرتطم بداخلك الآن
لا غبار يدل البواسل على موضع الغرق
جثة أثقل من الطواف حول ملاذع أرملة
و ليس ثمة في البحر نورس
ينعى رحيلك.
قلت أكون سيزيف إذا
أمشي إلى عصابات روحي دهرا
و لا أصل ..
و إن مت، فليبصرني النورس صامتا
هي النجمة الزهراء تنطفئ في صحرائها
و لا أحد ينتبه ..
في داخلي موج – و إن أبحرت لن أغرق
إذ هل سمعت بموج في الموج يغرق.
أنا سيزيف ... نزوة القلب المعتق
بالمنفى الأسير ..
في خطواتي البرد و البحر
و العاصفة.