الأحد ٩ آب (أغسطس) ٢٠٢٠
بقلم علي بدوان

بيروت تحترق ولاترفع الإعلام البيضاء

الحدث البيروتي الآليم يوم أمس 4/8/2020، وانفجار العنبر 12 في الميناء، ومايحويه من مستودعً ضخم لمادة الأمونيا (NH4NO3)، حدث استثنائي، اعادنا الى الفترات السابقة التي شهدت تفجيرات تكاد تكون مشابهة في بيروت، كان منها تفجير بناية الفاكهاني 1978، واستشهاد نحو 40 شهيداً. والقصف الجوي "الإسرائيلي" على الفاكهاني ايضاً في 17 تموز/يوليو 1981، وانفجار بناية رحمة وسقوط نحو ستين شهيداً...

تلك الوقائع التي اعتقدنا بأن الزمن قد تجاوزها، بعد أن كانت قد تتالت في مسارات المحنة اللبنانية منذ العام نيسان/ابريل 1975، وكادت أن تجعلنا ننسى المرحلة الماضية، لكن تفجير الأمس أعاد الى الأذهان شريط الوقائع المؤلمة في مسارات الأزمة اللبنانية، وخاصة أثناء حصار بيروت، والقتال الإستثنائي غير المسبوق لقوى المقاومة الفلسطينية والحركة الوطنية اللبنانية في مواجهة قوات الغزو "الإسرائيلي"، فكانت ملحمة البطولة في بيروت، عندما كنّا شيباً، وشباناً في بدايات ربيع العمر نواجه قوات الغزو وجهاً لوجه، فكانت العين تتحدى المخرز.

اليوم، تحية لبيروت، بيروت عاصمة المقاومة، وقلعتها التي صنعها المقاومون من لبنان وفلسطين، وكما رفعت بيروت يافطتها الكبرى عند مغادرة المقاتلين الفلسطينيين لها ولفترة محودة وقد عادوا اليها : "لن نقول لكم وداعاً فبيروت كلها زاحفة نحو فلسطين".

تحية لبيروت، ولأهل بيروت، ولمن ساند المقاومة واحتضنها لسنوات طويلة من أجل فلسطين.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى