الأربعاء ١٤ أيلول (سبتمبر) ٢٠١١
بقلم شفيق حبيب

بيـروت ... والمنفــى....

«كـُتبت هذه القصيدة عقب مجزرة صبرا وشاتيلا في 16.9.1982 والخروج الفلسطيني من لبنان إثر الاجتياح الإسرائيلي في نفس العام»

أزفَ الرّحيلْ،
لم يبق َ غيرُ رجولة ِ الأبطال ِ
والصّمت ِ الثقيلْ...
لم يبقَ غيرُ عيون ِ أطفال ٍ يُفجِّرُهــا العويـــلْ...
رفضـَتْ بقاعُ العالم ِ العربيِّ ضيفا ً نازفــا ً،
جُــرحا ً يسيـــلْ...
صَغـُرَتْ بقاع ُ العالم ِ العربيِّ حتى أصبحتْ
مِسـْــخا ً بحجم ِ البصْقة ِ الصّفــراءِ
يلفظها عليـــلْ..
ألأرضُ ضاقت،
مرحبا ً بالبحر ِ يحملـُنا إلى المنفى الطويــلْ..
وعيونُ حكام ِ العروبة ِ جامدات ٌ
مثلَ بلـّور ٍ صقيــلْ
عاش الملوك ُ وزمــرة ُ الرؤســاءِ
والوزراءِ والسِّلـك ِ الجليلْ (!!)
فليجْرعوا الهرمونَ ممزوجا ً بشهد ِ النحْـل ِ
أو منقوع حبّ الزنجبيــلْ
لتظلَّ شهوتـُهُم حديث َ العاهرات ِ
ومومســات الليل ِ..حولَ الكأس ِ
والخمرة ِ والجنــس ِ الجميلْ (!!)
 
* * * *
 
بيروت ُ!!
يا حُبَّ المُقاتل ِ والقتيلْ،
إنـّا سففنـا من ترابك ِ حين جـُعنـا
والحصارُ يدقُّ بابَـك ِ،
والبنـادق ُ.. والمدافـِع ُ والطبــولْ
بيروت ُ!!
يا درعَ المقاتل ِ والقتيلْ
لم ننسَ دفءَ جناحِك ِ الطاوي مـآسينــا
وأحزان َ التشـرّد ِ...
والضـّيــاعَ المـُــرَّ...
والليلَ الثقيـــلْ..
والعالمُ العربيُّ يُـسْـكِرُهُ الخمــولْ..
يتراهنون على دمانا في قصور الخِزي ِ
والشـّرف ِ الذليــلْ
يتقاسمونَ ثياب َ مَـوْتـانــا...
وأطراف َ الرّجــال ِ... وأعيُن َ الأطــفال ِ
واللحمَ المـُمـَزّقَ والمـُعـَلـّقَ
في الشـــوارع ِ كالغسيـــلْ.....
 
* * * *
بيروت ُ!!
يا معشوقة َ الشـّعَراءِ والفن ِّ الأصيـــلْ...
أبكي عليك ِ ومنك ِ يا ذات َ الغــدائر ِ
والعيون ِ السـّمر ِ والقــد ِّ النحيـــلْ...
شـرّعت ِ أبوابـَك ِ للخصيـان ِ
أرباب ِ الحشـيـــش ِ..
وسادة ِ الأفيون ِ والبترول ِ
والمجــد ِ المُز َيَّف ِ... والدّخيـــلْ..
فلتشـْرَئبـّي اليومَ من بين ِ الــرّمــاد ِ
تـَرَيْ تمـاســيحَ العروبــة ِ
تأكلُ الدولارَ... تشربـُــهُ...
تـُعـَلــِّقـُــهُ تمائمَ في الرِّقــاب ِ
لكي تـّـرُد َّ «الكفرَ والعِصيان َ»
عن شعب ٍ بتولْ.
 
* * * *
بيروتُ!!
يا قِديّسة َ الغربــاءِ!! تحملُ فوقَ كتفـَيـْهــا
شــعارَ الطـُّهْـر ِ والمجــد ِ الأثيــلْ..
بيروت!!
يـا نجـما ًٍ يميــلُ إلى الأفــولْ...
تخذوك ِ جاريــة ً يضاجعُها لصوصُ العصــر ِ:
ر ِعْديــدٌ... جبان ٌ أو عميـــلْ...
بيروتُ فوقَ الشاطىءِ المغسول ِ بالـدَّم ِ
تندبُ الأبطــال َ إذ أزف َ الــرّحيـــلْ
وعلى سطــوح ِ بيوتِــهــــا..
يبكي الحَمـــامُ...
ينـــــوح ُ...
يرتعِــش ُ الهــديـلْ...
بيروت ُ!!
يا بيروت ُ!!
هل تدرين َ أن الشـرق َ ماخـورٌ رذيـــلْ..؟؟
وعروبتي!
بين المـوائــد ِ والسـّكارى أصبحت ْ جســدا َ هزيــلْ..؟؟

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى