السبت ٢٤ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠١٢
مهداة إلى أهالي الأطفال الأبرياء ضحايا قطار منفلوط
بقلم تامر عبد الحميد أنيس

بين ضفَّتَي الجُرح

يا إلهي ! قَدْ ماتَ مَنْ كُنْتُ أَرْنُو حينَ مَوتِي لِأَنْ يُصَلِّي عليَّا

أَلْفُ آهٍ عليك ! دُنْيايَ بؤسٌ ، وشقاءٌ ، فكيفَ بَعْدَكَ أحْيَا

كيف أَسْلُو ؟ أَمْ كَيْفَ يا ناسُ ألقَى لذَّةً ؟ أو أعيشُ عَيْشًا هنيَّا

هَلْ سمِعْتُمْ بميِّتٍ دفَنُوهُ ذاقَ طُعْمًا أوْ ذاقَ في القَبْرِ رِيَّا ؟!

يا أنينِي اْسْتَمِرَّ ، يا دَمْعُ لا تَرْقَأْ ، وَحُزْني أرجوكَ كُنْ لي نَجِيَّا

ألمِي دائمٌ ، وقلْبي أَسِيرٌ في يدِ الكَرْبِ والشَّقاءِ سوِيَّا

هل عويلي يرُدُّكَ اليْوْمَ ؟! أمْ هلْ صار حقًّا فِراقُنا أَبَدِيَّا ؟!!

كلُّ مِصْرٍ عليكَ بينَ نُواحٍ وعَزاءٍ ، وَلَسْتُ أَسْمَعُ شَيَّا

ما يُفِيدُ العَزاءُ فِي فَلْذَةِ الكِبْدِ إذا ما اكْتَوَى بِهِ الكِبْدُ كَيَّا

وَلَدِي هدَّنِي رَحِيلُكَ طِفْلًا فَتَصَدَّعْتُ من لظاهُ عَشِيَّا

ما مُصابي – وإنْ تشاركْتُ فيهِ – بالمُصابِ الذي يَهونُ عليَّا

كُلَّما حاولَتْ خيالاتُ وَهْمِي أْنْ ترَى وجْهَكَ البريءَ السَّنِيَّا

حاصَرَتْها الأشلاءُ مِنْ كُلِّ صَوْبٍ ، قَطَّعَتْ قَلْبِيَ البَئِيسَ مَلِيَّا

يا إلهي ! رُحماكَ ؛ إنّي ضَعِيفٌ أَرْتَجِي مِنْكَ أنْ أَكُونَ قَوِيَّا

خَلَفٌ ظالمٌ ، وأنتَ رحيمٌ ، فَأَعِنِّي أطْوِي حياتِيَ طَيَّا

كُلُّ شَيْءٍ إلى رِضاكَ قليلٌ ، يا إلهي ! فاغْفِرْ نَحيبًا شَقِيَّا

يا إلهي ! أنتَ المَلاذُ فأسكِنْ وَلَدي في الجِنانِ ، واجْعَلْهُ حَيَّا


مشاركة منتدى

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى