تأمل الظواهر المخفية
شعر: لطيف هلمت
ترجمة: مكرم رشيد الطالباني
أفكرُ دوماً
كيفَ يتسع لكل هذه القبلاتُ:
الفمُ
أتعجبُ
كيف يتسعُ لكلّ هذه الألحان:
النايُ
يا إلهي
كيفَ يتسعُ اليراعُ
لكلّ هذه :
الكلمات
يجرفُني أمواجُ الإندهاشُ
كيفَ يتسعُ لكل هذه الهموم والأفراحُ:
القلبُ
أفكّرُ دون أن أفهم
كيفَ تتسعُ لكلّ هذه الثلوج
والأمطار و الرعود والبروق:
الغيمةُ
لا ليس صحيحاً حتى سمفونيات بتهوفن
وألحان ناي جلال الدين الرومي
ليست أعذبَ من:
صدى القُبلِ
منذ عشرةِ أعوام شلّ أحدُ جناحيها
لا تستطيع الطيران
والنجاة بنفسها من إطار لوحةٍ في المتحفِ:
سنونوةٌ
في خضم ظلام أربعينية الشتاء هذه
لا يزالُ يشعربالحَرّ
يسبحُ في نهرِ عتبة دارنا:
القمرُ
عجباً تأسرُ الطيورَ دوماً
بحبةِ قمحٍ:
المصيدةُ
ينقبُ أعماق الأنهارِ
يبدو أنه يبحثُ عن نجمةٍ ضائعةٍ:
القمرُ
يا ترى عرسُ أية زهرةٍ فاتنةٍ
لا زالتْ ترقصُ أمام الريح العاتية:
الاشجارُ
عجباً أرى في كلّ مرّة شخصاً يشبهني في كلّ:
مرآةٍ
لقد ضاعَ أحدُ صغارها وقتَ القصف الكيمياوي
لذا تراها متشحةً بالسواد:
السنونوة
أعطني غصنَ ضحكةٍ
كي أصنعَ منها في شيخوختي هذه:
عصى لي
لم يُنسسج لصنع حلقات الشنقِ
ولا لنسجِ شباك إصطياد الأسماكِ
بل صُنِعَ لإطلاق الطائرات الورقية نحو السماء:
الخيطُ