الاثنين ٢ أيار (مايو) ٢٠١١
بقلم بسام عورتاني

ترانيم قهوة

ينتظر قهوته لتنضج

يستريح على مقعدِ أنيق

يلقي بنظره على مفترق الطرق الرابط بين الأماكن المرتفعه والأماكن المنخفضه.

يحتاج للحلم ويحتاج للواقع

ثنائية العشق والكره تستقر على شفتيه

ينتظر الهواء المرطِّب لمداه

يناجي النور كما يناجي الظلام

إنه حرية الإصرار والدمعه

أغنية التألق والبسمه

يداعب ذاكرته ليتغذى على فتاتها جسده، عقله، إحساسه

كلها تتقلب وجعاً على ماضيه المتناثر على رقعة جسده

يختلس النظر في مرآته لكي يداعب ما تبقى من أناقته فيها

يردد كلمات النصر وكلمات العدم كأنهما قصيدة سلام ووداع

إنه مخاطرٌ بكله لكي يستقر القمر

ينادي براءةً إختفت في الطرقات وفي المقاهي العاهره

وبين كثبان الحزن والفراق

عساه يعود ذاك الماضي المربك المُحيِّر

الذي أيقظ أيقونة الوجود

وأخفى شراسة الرغبات

ليته هنا من تماها مع حنيني ومع دمعتي ومع صرختي ليعود الحلم

وتعود حيرتي النابته البريئه

ليته هنا لكي يجدد في دمي حماقة السلام ورقة الأحلام وحنان الجمر على التراب

غادرني في آخر وقت للسفر

وهاجر من عالمي بدون أن أحمي بسمته الأخيره

لم ينتظرني ولم ينتظر فرحته بي

إنه المهاجر في عالم الغياهب

إنه صاحب القلم وصاحب الهرَم

ومالك القلم في عتمة الظلام

من آخر مقهى في آخر شارع الحريه

يحتمي بجلده لكي يكافئ حماقته النسائيه

ويعذب ورقةً بيضاءَ برماد سيجارته المشتعله

لا يكترث بالأخبار العاجله ولا بالمأكولات السريعه

ولا يرتب دمعته في كل صباح

إنه عشوائي ونظامي بكل ما تحمل ذاكرته من قذارة

قارئة الفنجان ووحي الوجدان يلتقيان بدون موعدِ وبدون أيُّ بدايات

يعلقان فشلَ الريح على أبواب القصور العتيقه

ويشكوان للموج رقة صدفةٍ بريئه

تحتمي برمل الشفاه ورمل الجباه وحرارة النيازك

رقةٌ تقصف بشوكها وريد الحب وتبعثر كلماته المنمقه على أرصفة الطرقات

وتحتمي بالليل لكي تهرب من أنوثتها الجارحه

إنها هناك،، تغتسل بالغزل المخزون في عبائتها

تبلل أطراف شعرها برذاذ أشعته الشمسيه

تتقلب طرباً لنغمة أنفاسه الحائره

وبالوقت نفسه ترفض ثورته على عقلانية الكلمات

وتختصر جمله بأظافرها

وتنشر هالتها في الطرقات


مشاركة منتدى

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى