الأربعاء ٢٥ كانون الثاني (يناير) ٢٠١٢
بقلم
المطر .. خطاب بدون لغه
يجلس أمامي وأنا أغسل التراب والضبابيناجي المجهول الذي طال في سمائيويتدفأ على بخار جوفهأراقبه وهو نائمٌ، حائرٌ، يُعد فطوره بكسليبحث في غرف المنزل عن أحدِ ترك أثره ومضىوينتظر آخرون عابرون في جسدهما إن إنتهى من إعداد زاده، إلا وإنطلق يبحث عن حريته في عالمٍ مظلمتارةً يحاور الصمت المختبأ بالجماداتويغني بأعلى صوته (المزعج) لكي يستأنس بالثورةتلك ثورته على صمته حين يجتمع مع آخرينيضحكني قراره اليومي بترك الماضي ونيته لإتخاذ قرارات جديدهويبكيني مطراً عندما أجده سجين هالة الحرية التي يتصف بهافهو لا يدرك أنه مستهدف من الصبرولا يعلم بأنه تجربة الضحية التي تتحول هديه من القدر إلى الحائرينأنا المطر، أطارده بوحدتهفيعتذر عن حماقاته التحرريهأنا البرد أهاجمه لكي أثير فيه زئير البراكينأراقبه وهو ينظر من شباك منزله إلى السماءويفتح حيرته في شفقها ليحلق بروحه ويعانق المطرالمطر يرسم بقطراته على الزجاجقصائد ذهبيهفيها رسائل وألغازفيها لغةٌ حائرههل سيقرأها بحدسه؟أم يفتت معانيها بدون قصد؟ما زال يبتسم، لا أدري كم يمتلك من الإبتساماتفهل هو خائف من الألم؟لا أدري لأنه يتماها مع طبيعة الأشياء فيحرج معانيها المختبئه.