الخميس ٥ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠٠٩
بقلم
ثمة أفق
ثمة أفقيرفض أن ينتظرني عند المساءالعاكف على العتمة.هل يعرف أحد كيف يمكنأن يعانق الأفقخصر صفصافةتهدهد نجمة على قارعة الغروبوتناغي ترانيم شفقموغل في مواكب النخيل؟أخبرت امرأتي ذات أنةساورت هديل البوح عند سفحالحنين:الريح نقش الفراغ,تشرع باب الأفق للغياب.المساء مر بي,والأفق الضارب في التيهيرسل من أنفاسه أسراراتغلف حزني المسكوبمدرارا.تعتق الشفق قربانا يقرب المساءللغيم زلفى.هل كنت حالما إذ نذرت للشفق رقصة البوح؟كنت أعرف أن للغيمشقوة الريح.للقلب أوهامهوللحلم زلاته الفاتنة.كم ربيعا يسرح على ضفاف العمركم زنبقة تشرق في مهب الوقتوكم بسمة تطرز وجه الشمس؟كم من هذه الأشياء يمر كل يوم؟فقط أعكف على لوحة يسطر بعدها اللامرئيضباب بحجم المدى.بحجم الظل...بحجم الصدى...ناديته من جوف الغياب:اقعد عند رأس دمي الأبيضواحشد من دمعتين هامتافي نسغ الحزنبعض الحليب وزنبقاتولا تحفل بالبارود...امكث بعيدا في السرابودع عنك موتي تؤبنهصلوات فاجرةوبضع أبخرة وعبرتان يؤججهما الهراءوسؤال عن غد بدوني و...بدونك!يحدث أن البلابل تهاجر ليلابين عناوين المطريحدث أن يترجل البحر عن الزبدويزحف من تلقاء الرمل ويمد لسانهليصادف حورية عند ناصية الحلم...يحدث ألا ينتظرني على أرصفة العمرربيع أو حتى ريشة لقبرة داهمها الصقيع...لكن الذي لا يحدث أفظع...ما الذي شد صخرة الوقت إلى سنديانةتعلق شعرها عند حافة الشمسالملتاعة بالفقد والحريق؟ما الذي شد المساء إلى عتبة الرماد والزعيق؟ما الذي شدني من هوائي المنفوشحنايا من أنين؟ما الذي أجج من أفول الحلمغواية العطش؟أن أكون ملحا أو سرابا يهاجرفي احتدام الأفول,فتلك مشيئة الريح...ثمة أفق يرسم لي من عباءة الليلمواسم ثكلى ترتق بعضا من أحلامي التيداهمتها خرائط الوجع..وتسكب من ملامح التيهفصول الزقومعلى احتمال الشذى...ثمة مساء يواري سوءة النهارالآيل للتعب...