جمعية أحمد بهاء الدين تحتفل بصدور "فلسطينيات"
هنا القاهرة، هنا القاهرة
وهنااااااااااااك على مدد الشوف فلسطين
أنا بقى رحت هناك، لكن ولا عمرى نسيت هنا، بس المفارقة إننا (أسامة وأنا) أتقابلنا صدفة على حب الوطن
وشفنا / إنو المشكلة: فلسطين الأمل والألم ودم الشهدا فى الزمان اللى جاى
وقلنا فى ذكرى الانتفاضة / وببعض الإفاضة / ننتفضفض شوية / وننقل لكم فضفضات قعدتنا / ولقطات من زمان ومكان على مرمى حجر، أو هى صور عن الناس اللي شفتهم وقابلتهم هناك، واللى كتبت عن بعضهم في مجلة الشباب اللي بعتتنى أزورهم بعد شهر تقريباً من بداية انتفاضة الأقصى اللى حصلت فى نهاية سبتمبر 2000، وكان من نصيب التحقيقات جايزة أفضل تغطية صحفية من نقابة الصحفيين، ولأن اللى شفته كان كتير واللى اتكتب في مجلة الشباب كان نقطة من بحر، اتحمست وكتبت مشروع كتاب / واتقدمت خطوة لقدام، ورجعت 100 لورا بسبب دوامة الشغل والحياة، لغاية ما لقيت الدعم المادى والمعنوى من جمعية أصدقاء أحمد بهاء الدين ومسابقتها للباحثين الشبان، وده بعد اختيارها كتابى: "فلسطينيات، مشاهدات من الداخل، ملاحظات من الخارج"، عشان يفوز بالمنحة ثم الجايزة، ويتشرف بإنه يشيل إسم أحمد بهاء الدين القيمة والفكرة.
هكذا صدح صوت المصرية الجميلة، آمال عويضة وهى تشدو من قلبها بعشقها لفلسطين، وسط مجموعة من أحبائها الذين احتشدت قلوبهم بمكتبة القاهرة الكبرى بالزمالك ليدق عليها الفنان أسامة فؤاد بأوتار عوده.
كان نوعا من المزج الجميل بين كلمات ومقاطع وصور من كتاب آمال عويضة الصحفية بمجلة الشباب، الفائز بالدورة الرابعة لجائزة أحمد بهاء الدين "فلسطينيات: مشاهدات من الداخل ، ملاحظات من الخارج"، و ألحان الفنان الشاب أسامة فؤاد، الذى قدم مجموعة من أعماله من كلمات الشعراء فؤاد حداد وكوثر مصطفى ومحمد عبد الجيد.
وواصلت الشابة السمراء الجميلة تألقها وهى تحكى قصتها مع فلسطين، وكتابها فلسطينيات: "وعشان كده هتلاقوا فى أول الكتاب مفتتح صغير، أو هي لقطة عمرها ثلاثين سنة وشوية، للراحل الذى لم يغيب "أحمد بهاء الدين" من كتابه "أبعاد فى المواجهة العربية الإسرائيلية"، واختياره مقولة للمفكر الفرنسيى "بول فاليرى"، اللي بيقول فيها:
"إن التاريخ هو أخطر مادة كيميائية أنتجها عقل الإنسان!
ذلك أن التاريخ يضخم الذكريات، ويمزق نفوس الناس، ويقودهم وراء أحلام عظيمة قديمة أو أشباح اضطهاد غابر. وبالنسبة للشعوب، تماماً كالأفراد، كما أن درجة الذاكرة مطلوبة.. فإن درجة من النسيان واجبة!"
وأضاف الأستاذ "بهاء":
"ولاشك أن كلمة "بول فاليرى" فيها كثير من الصواب. ولكن لعلنا، نحن العرب وفى هذه المرحلة بالذات، أحوج ما نكون إلى كثير جداً من التذكر والقليل جدّاً من النسيان؛ لأن العالم من حولنا يتذكر العالم الحقيقى.. وليس العالم فى الكتب والنظريات، ولأن التحدى الإسرائيلى الخطير يقوم على أساس استرجاع ذكريات اندثرت تماماً منذ ألفين من السنين. عندما نرى هذا التحدى الصهيونى يركب موجة تاريخية عمرها مئات السنين من تخلف العرب وتقدم أوروبا العلمى والحضارى والتكنولوجى، ويستفيد من رواسب فى الأعماق الأوروبية من معاداة العرب والخوف من قوتهم وتذكر أيام ازدهار دولتهم.. عندما نرى هذا كله لابد أن نفكر من خلال الرؤيا التاريخية للموقف الذيى نحن فيه، ولابد لنا أن نتذكر...."
وقد كان، إذ كانت تلك الجملة بمثابة حافز دائم للكتابة، عشان أفتكر اللي شفته هناك من 4 سنين ولسه بيتكرر كل يوم."
يعنى ايه انتفاضة؟
وتواصل أمال عويضة ببراءتها ورقتها سرد حكايتها.. كعادتها بالسؤال الذى يفتح الباب إلى المعرفة.. "المهم، افتكر إنه أول ما ابتديت فى كتابة المشروع / عجبتنى فكرة طرح السؤال على نفسى وعلى غيرى وما ادعيتش بطولة المعرفة الكدابة. وقبل ما اسال الناس اللى هناك، ابتديت أسال الناس اللى هنا، واهو زى ما بنقول السؤال مش عيب ولا حرم، ولما قلت يعنى إيه انتفاضة، لقيت إجابة عند عبد الوهاب المسيرى (والألقاب طبعاً محفوظة)، ولقيته بيقول إن:
الانتفاضة من فعل نفض، مثل: نَفَضَ الثوبَ أي حَرَكَه ليزولَ عنه الغبارُ أو نحوُه.
ويقال أيضاً نفض المكان؛ أى نظر جميع ما فيه حتى يعرفٌه.
و"نفضَ الطريق" أي طهَرَه من اللصوص، وهل هناك لصوص أكبر من لصوص الأوطان؟!.
وبشكل عام الكلمة تفترض وجود قوة ما كامنة / كانت ساكنة ثم تحركت، وأن مصادر الحركة ليست من خارج النسق وإنما من داخلِه.
و"النفضة" جماعةُ يبعثون فى الأرض، لينظروا هل فيها عدو أو خوف، وتحمل الكلمة أيضاً معاني الخصوبة، كما في: "نَفَضَ" الكرومُ أى تفتحت عناقيدُه.
"نفضت" المرأة: كَثُر أولادُها.
والمرأة "النفوض" هى كثيرة الأولاد مثل الفلسطينية التى يحسدونها على معدلات خصوبتها التى تعوض بها رحيل حبات القلب.
وهناك تعبيرات، مثل: "نفض" الكسل، "نفض" الهم، وكذلك "انتفض" واقفاً زى المنتفضين في شارع "صلاح الدين" وهو اسم الشارع الرئيسي الواصل بين جنوب غزة وشَمَالِها. والذى كان (وكان فعل ماشى) يمكن قطعه كاملاً بالسيارة فى أقل من ساعة، بينما يقطعُونه الآن فى أزمان مضاعفة / أو لا يقطعونه على الإطلاق بسبب وضع عراقيل الحواجز الأسمنتية على طول الطريق، كما أن بقايا الإطارات المحترقة والأحجار المتناثرة يومياً تؤكد أن ثمة مناوشات بين الصبية والجنود مستمرة للأبد."
كانت أمسية قاهرية رائعة، أظهر فيها الطقس تعاطفا وتضامنا نادرا ما يبديه مع الأنشطة الثقافية الأخرى التى تشهدها القاهرة.. وشهدها العشرات من أصدقاء آمال، و من عشاق فلسطين، ورواد المكتبة، وأعضاء جمعية أصدقاء أحمد بهاء الدين.
وكانت الأمسية قد بدات بكلمة ألقاها محمد عبد الحميد مدير جمعية أصدقاء أحمد بهاء الدين، أشار فيها إلى دور الجمعية فى دعم الباحثين والصحفيين الشبان من خلال المسابقة الثقافية التى قدمت خلال الأعوام القليلة عدداً من الكتب المتميزة ومنها الكتاب المحتفى به، والذي روعى أن يصدر متزامناً مع بداية العام الخامس لانتفاضة الأقصى التى انطلقت فى 29 سبتمبر 2000. كما أشاد بالدور التنويرى الذى تقوم به مكتبة القاهرة، ما يجعلها بمثابة منارة فكرية، وثقافية متنوعة غير قاصرة على جمهور بعينه، وتتميز بالجدية والقيمة المتميزة. وفى نهاية كلمته دعا الحضور إلى الوقوف دقيقة تضامن مع الصامدين فى فلسطين.
وأشار محمد حمدى مدير مكتبة القاهرة الكبرى إلى التعاون الوثيق بين المكتبة والجمعية في إحياء احتفالات سابقة احتضنت فيها المكتبة أنشطة جمعية أصدقاء أحمد بهاء الدين التى ضمت فى كل مرة كوكبة من رجال الفكر والصحافة والأدب، بالإضافة إلى نخبة من الأقلام الواعدة ومن بينهم الكاتبة الشابة التي نجحت في نقل كثير من التفاصيل اليومية من داخل البيوت الفلسطينية الصامدة. وفي نهاية كلمته دعا محمد حمدى الحاضرين للمشاركة فى احتفالية خاصة بالكاتب الراحل "أحمد بهاء الدين"، يوم الخميس 28 أكتوبر، حيث ستحتفل الجمعية بصدور اسطوانة مدمجة تضم مجموعة الأعمال الكاملة للكاتب الراحل، والتى استغرق تنفيذها نحو ثلاثة أعوام.
وفى كلمته أعرب على عبد الحميد مدير مركز الحضارة العربية الناشرة للكتاب عن سعادته بصدور " فلسطينيات" الذى يرصد ملامح المقاومة الفلسطينية اليومية فى الحارة والشارع والمدرسة والجامعة، ويعد أول توثيق إجتماعى لفعاليات الانتفاضة فى صورة تنأى به عن التقارير المعتادة والأخبار التي يتحول فيها الشهداء إلى مجرد أرقام حيث يجمع الكتاب بين ضفتيه مشاهدات، وملاحظات، وصور من الشارع، و"فضفضات" الناس فى 300 صفحة تقريباً، جاءت فى صورة تحقيق صحفى مطول ارتكز على 3 أسابيع قضتها الكاتبة متنقلة بين غزة والضفة، فى الفترة من 28 أكتوبر حتى 16 نوفمبر 2000.
تنبيه: للحصول على نسخة من كتاب "فلسطينيات، مشاهدات من الداخل، ملاحظات من الخارج" يمكن الاتصال بالمؤلفة آمال عويضة على البريد الإلكترونى التالى: amalewida@yahoo.com أو على التليفوون المحمول 20122515230+
مشاركة منتدى
2 تشرين الثاني (نوفمبر) 2004, 08:35
Thanks a lot, and hope that you enjoyed with reading the book,
Amal Ewida
P.S: here you’ll find what Ihab al-Hadari wrote about the book in akhbar al-Adab
http://www.akhbarelyom.org.eg/adab/issues/589/0802.html
عرض مباشر : http://www.akhbarelyom.org.eg/adab/...