الأربعاء ٢٠ آب (أغسطس) ٢٠١٤
بقلم
جنازة كوكب
مات الفتىنعاهُ شيخُ الحارهْوأُسدلتْ ستارهْ*ولا يزالُ ظلُّنا مستنكرًا نهارهْولا يزال الجبن جاثمًا على صدورناوماتت الجسارهْ*نعيش كلَّ يومٍ مثلما اعتدنا قرونانمجِّد الطعامَ والشرابَ والمُجونانقبِّل اللحى ونطعنُ الظهورَ بالخناجرْنُبهرجُ المساجدَ التي –من هجرِها- تحولتْ مقابرْوالربُّ–ربُّنا- يجيءُ حاملاً دولارهْ*مات الولدْلأنه كان -ككل عاشقٍ- يهوى البلدْويزرع الأحلام في ترابهاوفي سبيل عزِّها يفني الجسدْويهزم انكسارهْ*مات الفتىنعاه شيخ الحارهْواستقبل الوفودَ من حاراتِنا المهلهلهْوأُقفل الكِتاب واستقالت الأحلامْواصطفت الشاشاتُ ترصدُ الدموعْكزيف فيلمٍ هولِيووديٍّفتبًّا للذي أخرجه ومثَّلهْوأنتمُ يا أيها الجرذان والأقزامْحيَّ على الرجوعْ*مات الفتىنعاه شيخ الحارهْلو أنه كان يغنِّي حاملا قيثارهْلقيل: ذلك الجدعْ!لكنه أعلن بالحقِّ وبالحقِّ صدَعْسقاكم المرارَهْأطعمكم وجعْ*مات الفتىفي غفلةٍ من الزمان.. لم يقل لنا: متى؟وسُطِّر النعي بأسماء المعزِّينَبآلاف المنافقينَكتبوا أسماءهمْوأقرباءهمْ وأصدقاءهمْوأعلنوا ولاءَهمْوامتلأت صحائفْوانتشرت صورتُهُ على المقاهيفي الملاهيفوقَ جدران المعابدْجنبَ أبواب المساجدْفي المتاحفْ!*وكان موتُ الفتى بابًا لأرزاقِ!