حالمة بالكلمات
حالمة بالكلمات الجميلة حينا وحينا بمشهد اللقاء، تحمل سماعة الهاتف لتحادثه، لا يرد ،تواسي نفسها... لا بأس فقد إتفقنا على عدم الإنزعاج حين لا يرد أحدنا، ربما مشغول .. ربما لا يسمع الرنين ،ربما!تظاهرت بالإنشغال لبعض الوقت، لم تستطع كبت غضبها، بعثت برساله عبر الجوال، سأكون متفرغة حتى الساعة التاسعة. إنتظرت.. السابعة ...السابعة والنصف... الثامنة.. يالبرودة أعصابه . عادت لتحدث نفسها بما أسر لها " أنهما مقدران لبعضهما"، ولا بأس لو تأخر أحدهما في السؤال عن الآخر. أغلقت الجهاز تماما حتى توهم نفسها بأنه سيتصل في لحظة وما ،ولن ترد، بعد ساعة عادت وفتحت الجهاز، عدت لنفس الدائرة.
في كل مره يتصالحان ، وحين يبدأ بالإهمال أو الغياب يغمرها الحزن والإحساس بالهزيمة ،هذه المرة لن أعود أليه حتى لو أعتذر أو أو أو... أخذت تتمتم خائفة غير قادرة على النوم ،فسمرت عينيها في سقف الغرفة .حين يقول لها سيدتي إجبرتك الحياة أن أحظى بسكينتي وأرضى، بإمرأة مثلك ترضى غرور من هو مثلي ،لا لتتحدث إليه فقط بل لتحبه،يا لنعمة السماء. يرضيها هذا الهراء قليلا، ثم تعود لتجتر الإحساس المر بالإهمال، تمر الساعات بطيئة بطيئة، في اليوم الثاني ترفع السماعة حتى تخبره بأنها لن تسمح له أن يعاملها كأمر مفهوم ضمنا بل هي ذات تستحق أن تكون أولوية طالما أنه لا يستطيع إعطائها هذه الأولوية فالأفضل أن ينسحب دون أن يتسبب بأذيتها أكثر، سأكون حازمة معه. من يعتقد نفسه ؟تحدث نفسها ترفع السماعة تطلب الرقم. يرن الهاتف الأن سأجد حلا لهذه المهزلة .
تسمع صوته هادئا يأتيها وكأن الأمر لا يعني له شيئا
– لا بأس يا عزيزتي فقد إنشغلت ولم أستطع الإتصال
تعلمين كم أحبك يا صغيرتي
أعذريني، عبئي وإنشغالي
مابين كلماته تخرج أسئلة العتب.
لا بأس عزيزي عد لعملك أستطيع تقدير ذلك حتما ،تتراجع لهجتها، وتهدأ رويدا رويدا.. تتمنى لو أن لديها الشجاعة لتقول ما لديها، ولكن هكذا تمر الأشياء وتعود لتعلق ضمن إحتياجاته المؤجله ولتنتظر رنين الهاتف.
(2)
حين غاب حضوره بعد ان اختلفا على كل شيء ولا شيء، عادت لتستحثه على الكلام،وحالما وصلت غرفتها ،مرحبا اتصلتَ كي تقول لي تصبحين على خير..أليس كذلك؟. هو يعلم تماما انها تريد اعترافا اخر... تصبحين على خير..قل لي احبك.. طبعا أحبك تنتهي تلك الليلة وكانها تحتاج في كل ليلة لاثبات بانها ستكون حبيبته ليوم آخر
تعود لدفاتر طالباتها اللواتي تصر على تذكيرهن بأن المرأة ذات مستقلة وليست بحاجة لإعتراف رجل لتكون ما تريد.. ليكن اعترافكن من الداخل عادت تتمتم ..طبعا يحبني
سأغيب لعدة أيام ... أين؟ رحلة مع الأصدقاء إلى مكان سياحي ... لا تقلقي! وذهب ولم يتصل ليودعها...هي من تتحدث لتودع وتسأل وتطمئن،لا بأس إتصلت من جوالها..لم يرد.. مرة تلو أخرى..اتصلت من رقم آخر فأجاب... ربما لا يريد احراجي أو أحراج نفسه ربما ...ربما
حين عاد سألته عن جواله أكان معه في رحلته....لا لم يكن معي
– أكيد ...نعم
– لماذا؟... لا شيء
عرفت انه يكذب ولكن هل تملك الجرأة في ان تقول له "بل كان الهاتف معك"،لأتلاشى الاحتداد طالما عاد ليحدثني برجعته ...لم تجرؤ ...ولم يعلق ..عادت تنتظر إعترافا ليوم آخر بأن لها رجلا يحبها.