الأحد ١٣ شباط (فبراير) ٢٠١١
بقلم
حبيــبتي القـاهـــرة..
-وحشتيني-..يا أنتِ،يا مدينتي..أيتها النائمة على ضفاف الروح..يرحل العمر إليكِ يا مدينة القلب..يا قمرا مزروعا في ذاك الأفق الرحب،يركض في حواريك وساحاتك..أحبكِ كلما أخذتني شوارعك الصاخبة بالفرح والعشاق ووجوه الأصدقاء،أحبك كلما طالعني عبق –الحسين-و-السيدة-،كلما عانقت ليلك ونيلك وتلك المراكب التي تزرعني كنجمة في يديه،أحبك أكثر يا مدينة الروح..يا عمرا تراقص على حواف الزمن،يا نجما ركض بعيدا وأضاء المكان..أحبكِ أكثر كلما طالعتني المطارات الباردة إذ تعيدني اللحظة إلى ذاك الدفء الذي لا أشعر به إلا حين أحط بأرضك وصوت–وردة الجزائر- يتردد بأذني:وحشتوني..وحشتوني..وأسمع همسكِ بالقلب:نورتِ..أنتِ ما كنتِ يوما مجرد مدينة،كنت أجمل قصص – شهرزاد- التي دفأت بها ليل مليكها،وكنتِ أجملكنتِ حلما،لكِ كل الأشياء أيتها المدينة التي تسكن دمي..لكِ التاريخ،والحلم،لكِ العشق،والقصائد،ورنين أغنية يكتبها القلب لك وحدكِ..**هل تعرفين..سافرتُ كثيرا،طفتُ مدنا كثيرة زاهية الألوان،عابقة بعطر الحب،والأمسيات،وكنتِ تلوحين كنجمة في أفق بعيد،تشيرين بأضوائك البهية وأنا أقف من على برجكِ، فيسافر خيالي إلى حيث تكبر تلك الأمنيات الجميلة التي لا تحدث إلا في القصص..تكبر القصص وإذا أنا أجول في حاراتك..أتفقد تلك الوجوه التي رغم تعب الأيام ماتزال تحتفظ بنكهة لهجتها ودفء حكاياها..تلوح شمسك في عيني بريقا يخطفني مني وأنا أجول بشوارعك..من-طلعت حرب-إلى-مصطفى كامل-إلى-عبد الخالق ثروت-وتلك الأمسيات التي عادة ما تنتهي- بنادي القصة- أو-بالنادي اليوناني- على فنجان قهوة أو –سحلب- دافئ.أيتها الوردة التي ما مل النيل يوما من ريها،مازال وجهكِ يلوح في عيني كما تلوح تلك أضواء لياليكِ وسفينة-أكواريوس- تغوص في عمق النيل ..مازال ليلك يمطر بعيني حُبا كلما ضعت بشوارع مدينة غيرك، وكلما طالعتني وجوه أخرى أكثر جمالا ولكنها بلا دفء..مازال ليلك وعمو-سيف-يروي لي حكايات الزمن الجميل ببلاد المغرب ويختم حكاياه بقوله:بس يا خسارة ما شفتش الجزائر..كنت أروي له بعضا من حكاياي وتنتهي الجلسة بفنجان شاي وضحكة..كم أفتقد أيامك تلك أيتها الجميلة كوردة والدافئة كقصيدة حب..**شيء ما يعيدني إليك..شيء نبت في القلب وتسلق هضبات الروح ..تراك تعرفين ما هو؟انه العشق أيتها المتفردة..غابت المدن الجميلة وغابت الأمسيات التي من شعر ..ووحدك بقيتِ في القلب..وحدكِ مازلت أحن إليك كلما هزني صوت –الست-وحملني إلى هناك..إلى حيث الزمن الجميل..إلى زمن-مي-وبقية الأسماء التي صنعت ذاكرتنا..وإذا أنا مزروعة من جديد في قصة وحدك تعرفين نهايتها..ويرغمني وجهك على أن أعود..كل المدن كانت جميلة إذ أجلس إلى مقاهيها وأداعب طرقاتها،لكنني ما عشقت غيرك أيتها الأقحوانة..ما عشقت غير نيلك الممتد كلوحة خلابة،ما عشقت غير ليلك الذي أقف فيه على–المقطم- لأراك وأنت تتلألئين من بعيد كقطعة كريستال..**كوني بألف خير أيتها الجميلة والدافئة..كوني بحجم عشقي واتركي الباقي علي لأحبك دوما..