حشود الآمال
هناك في قطعة أرض اختلفت عليها الجهات ....
تجمعت عليها حشود من الآمال والآلام ...
تترقب انتهاء الأيام الكالحة ...
لتقطف الورد الموعود ...
وتجني العسل المرتقب .
تأتي الرياح ... تهب قوية ... أعاصير الجهات الأربع ...
تتصارع على بقعة واحدة ....وكأن الأرض ضاقت عليهم بما رحبت ...
تنسف الرياح الورد الذي جف عبر الأيام ...
وتعكر الزوابع خلايا النحل بالهباب ...
وتقشعر الأرض وتلتحف رداء البرد ...
وتتلبد السماء بالسحاب ...
ولا مطر...
ولا تبقي الرياح العاتية إلا أعقاب الورد...
لتذكر البائس ببؤسه والحالم ليصحو من كبوته .... ولكن هيهات …
ومن النحل يموت كثير ....
وتحيى نحلات ظمأى لا تعرف أين تعيش
تبقى وردة نسيتها الريح لكي تحكي للجيل القادم عما شاهدت بأم عين أمها ...
وتقسم أنها لم تحلم بما رأت بكل حياتها...
تحكي قصتها ... فتأتي الريح تعاتبها وتهز جذورها
ثم تطؤها قدم وحش بري ... تعيش أياما ذابلة ثم....
وقفت هناك متفرجا بعيني المجردة هنيهة ... ممتطيا ظهر راحلتي
وبالمنظار نظرت إلى الحشود فإذا بهم على مد البصر ..
لا ماء ...ولا ردود...ولا وقود ... ينتظرون اليوم الموعود ...
والحارس يقف شامخا على كتفه سيف وبيده رمح مشرعة ...
يعلم ، وحده ، أن الموعود مفقود ولن يأت أبدا ..
نظروا إلي ، نظرة شاحبة ، ظنوا بي الظنون
راودتني فكرة حمقاء ...فكرت بجني العسل ...
لم يسمعوا مني شيء ولم انبس ببنت شفة ...
سكتت ألسنتهم ... وقالت عيونهم لا تتورط ...
قلت أجرب .... ضحك الجميع ....
ولأول مرة يضحك الناس في هذا المحشر ، ولو لم يكن شر البلية ما يضحك لما ضحكوا