الثلاثاء ٩ نيسان (أبريل) ٢٠٢٤
بقلم إبراهيم خليل إبراهيم

حكاية صورة

صورة العندليب عبد الحليم حافظ مع المجاهدة الجزائرية جميلة بوحيرد أثناء زياراتها إلى القاهرة عام 1962.

يذكر أن جميلة بوحيرد من المناضلات اللائي ساهمن بشكل مباشر في الثورة الجزائرية على الاستعمار الفرنسي وهى من مواليد عام 1935 في حي القصبة بالجزائر العاصمة ووالدها جزائري وأمها تونسية وكانت جميلة البنت الوحيدة بين أفراد أسرتها فقد أنجبت والدتها 7 شبان وكانت والدتها صاحبة التأثير الأكبر في حبها للوطن وأول من زرع فيها حب الوطن وذكرتها بأنها جزائرية لا فرنسية.

واصلت جميلة بوحيرد تعليمها المدرسي ثم التحقت بمعهد للخياطة والتفصيل فقد كانت تهوى تصميم الأزياء وكانت ماهرة في ركوب الخيل.

عندما اندلعت الثورة الجزائرية عام 1954 انضمت جميلة إلى جبهة التحرير الوطني الجزائرية للنضال ضد الاحتلال الفرنسي ثم التحقت بصفوف الفدائيين وكانت أول المتطوعات لزرع القنابل في طريق الاستعمار الفرنسي ونظراً لبطولاتها أصبحت المطاردة رقم 1 حتى ألقى القبض عليها عام 1957 عندما سقطت على الأرض تنزف دماً بعد إصابتها برصاصة في الكتف وتم نقلها إلى المستشفى وبدأ الفرنسيون بتعذيبها وتعرضت للصعق الكهربائي لمدة ثلاثة أيام كي تعترف على زملائها لكنها تحملت هذا التعذيب وكانت تغيب عن الوعي وحين تفيق تقول (الجزائر أُمُنا)

حين فشل المعذِّبون في انتزاع أي اعتراف منها تقرر محاكمتها صورياً وصدر بحقها حكماً بالإعدام عام 1957 وأثناء المحاكمة وفور النطق بالحكم قالت: (أعرف أنكم سوف تحكمون علي بالإعدام لكن لا تنسوا إنكم بقتلي تغتالون تقاليد الحرية في بلدكم ولكنكم لن تمنعوا الجزائر من أن تصبح حرة مستقلة).

تحدد يوم 7 مارس 1958 لتنفيذ الحكم لكن العالم كله ثار واجتمعت لجنة حقوق الإنسان بالأمم المتحدة بعد أن تلقت الملايين من برقيات الاستنكار من كل أنحاء العالم فتأجل تنفيذ الحكم ثم عُدّل إلى السجن مدى الحياة.

بعد تحرير الجزائر عام 1962 خرجت جميلة بوحيرد من السجن وتزوجت محاميها الفرنسي جاك فيرجيس سنة 1965 الذي دافع عن مناضلي جبهة التحرير الوطني خاصة المجاهدة جميلة بوحيرد والذي أسلم واتخذ منصور اسمًا له.

كتب الشعراء قصائد شعر في جميلة بوحيرد ووفي عام 1962 حضرت إلى مصر بدعوة من الزعيم جمال عبد الناصر وبعد انتهاء الزيارة طلبت من مندوب رئاسة الجمهورية أن تظل بالقاهرة يوما واحدا إضافيا فقال مندوب رئاسة الجمهورية: أهلا وسهلا بك ولو لمدة 10 سنوات فقلت له: لا .. أريد يوما واحدا بشرط أن أقابل الموسيقار محمد عبد الوهاب.

بالفعل تم لقاء الموسيقار محمد عبد الوهاب والمناضلة جميلة بوحيرد وأول ما رأيته قالت له: مساء الخير يا أستاذ.. فرد: أنت جميل .. فقالت: نعم أنا.

سألها محمد عبد الوهاب: هل ما قرأته عنك صحيح؟ قالت: لا أعرف ماذا قرأت بالضبط فأنا كنت بالسجن محكوماً علىّ بالإعدام ولا أقرأ ما تنشره الصحف وليس معى راديو ولكن ما حدث لى كتبته كله بخط يدى.

هذا اللقاء كان من أحلام المناضلة جميلة بوحيرد فقد كتبت في أوراقها: (كنت فى السجن وفى الصباح كنا نجلس وكل واحدة منا تروى حلماً حلمت به وكنت شاردة وسألتنى زميلاتى عن سبب شرودى؟ فقلت لهن: إننى وصلت إلى صالون محمد عبد الوهاب وهو يعزف على العود .. فردت زميلاتى: تحلمين ؟! فقلت لهن: لكن حلمى سيتحقق) .

في شهر فبراير 2018 حضرت المناضلة الجزائرية جميلة بوحيرد إلى مصر ضيفة شرف الدورة الثانية من مهرجان أسوان الدولي لسينما المرأة الذى نظم في الفترة من 20 حتى 27 فبرير 2018 برعاية المجلس القومي للمرأة بالتعاون مع وزارتي الثقافة والسياحة في مصر وحمل اسم جميلة بوحيرد.

قالت المناضلة الجزائرية جميلة بوحيرد: أنا لاأحب التكريمات ودفاعي عن وطني الجزائر كان من القلب) وقالت أيضا: (محمد عبد الوهاب وعبد الحليم حافظ حبايبى والشعب المصري كله عزيز على قلبى وبحطكم فى عيونى وسوف أذهب لزيارة قبر الزعيم جمال عبد الناصر وأشكركم جميعا).


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى