السبت ٢٢ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠٠٨
بقلم رامي نزيه أبو شهاب

حليب المجرة الحامض

في كل مساء أركن إلى حاسوبي المتهالك علني أرواد كلمة عن نفسها

أستجدي أن تأتيني طيعة وسائغة

كامرأة شبقة تبحث عن عاشق

بيد أن اللغة باتت تعرف أن كآبتي ستعقد لسانها

فقررت أن تستحيل إلى بخار يتصاعد من دمي ويرنو إلى الشيء الغامض البعيد

هو الكون فضفاض

إلا أنه أضيق من أن يكفيني قدر كلمة في سطرٍ شعري

ظمأٌ ..........

أحتاجُ إلى شيءٍ من حليب المجرة الحامض كي أعيدَ شيئاً من طفولتي التي أنهكها سُلُّ الاجترار

فأعول على مياه المزاريب

لشوارع نصفَ مضاءة

وربعَ معتمة

ومكتملةَ الوحدة ...

المشاة يتركون ّفي تساؤلاً لا متناهياً عن وِجهة سيري

قلتُ لهم: حيثُ تسيرونَ أموت، وحيثُ تموتون أسير

اتكأت جدارا في الزقاق

كي أصلبُ نفسي لأُبْعث

يا مدينتي بين ثدييك ما طاب لي من بخورٍ وزعفران

هل تكفيني كي أدركَ أنني متساوٍ مع كل ملوك الأرض المتخمين باليقظة ؟!

على حين أستمتعُ أنا بسباتِ أفعى في شتاء طويل .

أحلم أن أعود كاملاً إلى منزلي كي أنعمَ بعشاءٍ ساخن ومن ثم أندسُّ في فراشٍ وثير

ومن ثم أبدأُ طقوسَ متابعة فيلم الساعة العاشرة فأكتمل في المتخيل

أنسى أنني كنتُ في مدينة تتشاكلُ فيها الأحلامُ لنصفِ رجلٍ ونصف أنثى وحفنةٍ من أولاد وقطيعٍ من العذارى

جاري يربضُ بين فخذي زوجته حالماً بحسناء

زوجته تربضُ أسفله ، تقضمُ شهوتها بعينين اصطادتا رائحتها- اليوم - وهي تعبرُ سوق

الخضار، أشعلتها كلمةٌ داعرة قوضتْ رتابةَ أنوثتها المُنحسرة في وعاء للطبخ

آهٍ ما أشهى أن أسيرَ في البرودة و السماء الداكنة تسيّحُ ملامحي

حتى تذوبَ كشمعِ العشاق

أبدو في واجهاتِ المحلات وفي ضجيجِ الحافلات

ألعنُ فكرةَ أن أكونَ مُتوافراً في الحياة

سائراً إلى حتفي الحلو

حيثُ سينهي

ما تجمعَ في حلقي من مرارةِ ترديد السؤال

من أنا في فوق التراب

أو بين طيات النوم ؟

أأنا اختصار مقنن لشاهد القبر ؟!


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى