الاثنين ٢٢ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٠٨
بقلم
ما أضيقَ الحياة (في غزة) لولا فسحة الموت
مدينةُ الموتِتأتيني في المَناملا تحْمِلُ سوى قميصِهاوبقيةَ عريٍّلا شيءَ يغسلُ الذّنب َسوى كأسِ نَبيذٍبِصُحبةِ نصفِ الأمواتهم الصَاعدون سَبعَ سَمواتالقادمون من حَفلةِ سَمر ٍفي غَزةغزةُعريُّنا المُتجددمواطئُ الألمِ المَنسيكثيابِ العشّاقغزةُتغسلُ ما اكتسى لحمَها من أزهارِناالتي أودعنَاها جثتهاوهي تموتَ في الرّمادترحلُ دُوننا غزةبينما نختلفُفي أينا انتصرَفي لعبةِ الحرببيدق ٌيزيح بيدقاًلعنةُ الطّحالب في أجوافِناعُشبُ البحروبعضُ المُرجانواصلوا موتَكم في مُوجزِ الأنباءبينما نَحْتضرُ مُتخمينبعبثِ الوجودنتقاذفُ ما طابَ لنامن تعاليمِ الدّيناتركونا في قَصيدةِ الحَياةنَخيطُ ثوباً نسندُ فيه العِرينبيذُنا الصّمتُونبيذُهم أحمرُ قانٍلم ندرك بعد أن العتمةَ تشعلُ في الّلحم شَمعة ًتَدخلُ في البَياضنَتعجلُ صوبَ النور لنحترقَنبحثُ عن شَرعيةٍ ماكي نَتماهى بالأبيضنَعشقُ أنْ نسكنَ بمن يتقنُ سَرد الأُفولونحبُ الضّوءوللوضوءنَتيممُ بالجُثثحتى نُقيمَ رقصَنا المَمْجوجتعلمْنَا أنْ نتكاثرَ كأرانبفي الجُحورنُشعلُ أنواراً تبددُ العَتمةنُعللُ النفسَ بالآمالنَرقبُهاما أضيقَ الحياة- في غزة -لولا فسحةُ الموتبحرٌ ينفتحُ على بحريخرجون إلى الفضاءِ الأزرقلا يبتغون فضلا ًمن تُرابلا شكلَ لهمفي شكلِ الترابلم يدركوهأضاعَ يوسفُ أخوتَهلم يضيعوهرماهم في غيابةِ الجُبينتظرون بعضَ السّيارةأتى موتُه وسارَفي حياةٍ أخرىوشكلٍ آخرلم ندركْهُبينما نحن / هم في الجُبِّ يختلفونفي الماءلونهُ طعمه ُرائحتُه شكلُهفاستحالوا إلى ماءإلى ماء