حمـار المزرعة
في أحد الأيام ذهب الفلاح كعادته إلي السوق ليبيع الزبدة والبيض، لكن اليوم يبدو الفلاح سعيدا جدا لأنه أخيرا تمكن من إدخار المال اللازم لشراء الحمار الذي يريده، ما عليه سوي بيع ما معه ليكمل حقه.
عاد الفلاح إلى مزرعته راكبا حماره الجديد وهو لا يصدق أنه أخيرا تمكن من شرائه.
ترك الفلاح الحمار مع حيوانات المزرعة ودخل إلي بيته.
في المزرعة يوجد بقرة وبضع دجاجات، كان الحمار سعيدا جدا أخيرا سيصبح لديه أصدقاء فقد كان وحيدا عند مالكه القديم. تقدم الحمار ليرحب بأصدقائه الجدد وأخبرهم أنه مستعد لمساعدتهم، لكنهم لم يعيروه انتباها.
تعجب الحمار وسألهم إن كان قد أخطأ في شيء عند دخوله. ردت البقرة بتكبر: مساعدة! وماهي فائدتك؟ لا نعرف لم صاحب المزرعة سعيد بالحصول عليك؟ ماذا (بم) ستفيده أنت؟ أنا أحضر له لبنا طازجا كل يوم تشربه عائلته أو يبيعه أو يصنع منه الزبدة والجبن والقشطة. ردت دجاجة ونحن أيضا نبيض بيضا كثيرا يكفيه ويبيع الباقي ويستفيد من ثمنه. ماذا ستعطيه أنت؟
فكر الحمار قليلا وشعر بالإحراج منهم فهو بالفعل لن يفيد الفلاح بشيء.
ظلت الحيوانات تسخر من الحمار طوال الليل
(لا فائدة منك ، لا مكان لك بيننا،نحن أفضل منك)
في الصباح الباكر دخل الفلاح إلي المزرعة وحلب البقرة وحمد الله على اللبن الكثير، وذهب إلي الدجاج فوجد بيضا كثيرا ففرح بذلك وأخيرا ذهب إلي الحمار. نظر الحمار إلى الفلاح محبطا، كان يتمنى أن يفيده بشيء، ماتعرض له من الإحباط بالأمس جعله يشعر أنه عبئا (عبء) على صاحب المزرعة.
نظر الفلاح إلي الحمار بسعادة وربت على ظهره بلطف قائلا: الحمد لله وأخيرا يمكنني الركوب على ظهر الحمار إلي السوق بدلا من تعبي كل يوم من مشي هذه المسافة الطويلة مع حمل البيض واللبن.
ذهب الفلاح ليعد نفسه للذهاب إلي السوق، أما الحمار فقد استعاد ثقته بنفسه ونظر إلى باقي الحيوانات بفخر، ها هي قيمتي وهذا ما أفعله..لولا وجودي لسار الفلاح هذه المسافة الطويلة، سأحمله على ظهري هو وما تعطونه له.
تعلم الحمار أنه لا يجب أن نشعر أننا أقل من غيرنا لمجرد أننا مختلفون عنهم ،فلكل منا قدراته وميوله،
أحيانا اختلافنا هذا يكون سبب تميزنا.
= انتهت =