الأحد ١ آب (أغسطس) ٢٠٠٤
بقلم
حنين و ذكرى
أما من دَمْعِكَ المُنسابِ بد | |
أليسَ له معَ الأشجانِ حَدُّ | |
دُموعِي كُلُّها شَوقٌ وحزنٌ | |
وللمشتاقِِ دَمعٌ لا يُردّ | |
يُكَفكِفُ مَرةً ويَنوحُ أُخرى | |
فبينَ ضُلوعِه بَرقٌ ورَعدُ | |
أنا فُطِرتْ على الأحزانِ روحي | |
فهل لمسافرٍ في الحزنِ عَوْدُ؟ | |
أقولُ لليلتي والبدرُ فيها | |
يُعطِّرُه منَ الشُّرُفاتِ وَرْد | |
ألا يا ملتقى العُشاق دوماً | |
لماذا كُلُّ ليلِ العشقِ سُهدُ؟ | |
رويدَكَ - خاطبتني- أنتَ صب | |
بلادُك دائماً في القلبِ تشدو | |
فقلتُ أجلْ، أراها كل يوم | |
وإن غابتْ عن العينين.. تبدوُ | |
تذكرتُ المنازلَ والدوالي | |
فأزهرَ حينَها في القلبِ وُدّ | |
تذكَّرتُ المآذنَ إذْ تنادي | |
وأجراسَ الكنائِسِ إذْ تَرُدُّ | |
وأطفالاً على عُشبِ الروابي | |
فبين الفُلِّ والحَنّونِ تعدو | |
لهم إن شاهدوا يوماً غُزاةً | |
زئيرٌ هابَه في البأسِ جُنْد | |
وريحَ المسجدِ الأقصى مَساءً | |
يقلِّبُ طعمَها في الثغرِ وَجد | |
صلاةُ الناس إن زاروه شوقاً | |
على سَجاده قُبَلٌ وخَدّ | |
سأذكرُ نُورَه طفلاً وكهلاً | |
فلي في أرضِهِ الغراءِ عَهد | |
تذكرتُ الجبالَ، جِبالَ حيفا | |
فعندَ سفوحِها عِزٌّ ومَجْد | |
على قاماتِها دُرَرٌ وضوءٌ | |
وفوقَ جبينِها مِسكٌ ورَنْدُ | |
أقولُ لليلتي والبَدرُ فيها | |
يطيِّبُه من الشُرُفاتِ ورْد | |
أنا يا ليلتي قد طالَ سُهدي | |
وأبكى مهجتي شَوقٌ وبُعْد | |
أحاولُ أن أنالَ النومَ حتى | |
أرى وطني كما في الحُلْمِ يغدو | |
أحنُّ إلى بلادٍ عشتُ فيها | |
مع النَجماتِ ألمِسُها وأعدو | |
بلادي حُبها في الروحِ يسري | |
كأن مرورَها في البالِ شَهدُ | |
سأذكرُ ما حَييتُ سُهولَ عِزٍّ | |
حَمى أطرافَها في الليلِ أُسْد | |
وأذكرُ مَوكِبَ الشُهداءِ يمضي | |
ويحملُهم على الأكتافِ حشدُ | |
وصَوتاً قالَ للأبطالِ هَيَّا | |
ويا ثوارَ نابلسَ استعدوا | |
هلُموا نتَّحِدْ سَداً مَنيعاً | |
فإن عَدوَّنا الغدارَ وَغدُ | |
ليكبرَ في عُيونِ البَدْرِ نصرٌ | |
ويطلعَ مع ضِياء الفجرِ عَوْدُ |
كاليفورنيا - 3 تموز 2004