الأحد ١١ حزيران (يونيو) ٢٠٠٦
بقلم حاتم قاسم

حوار مع الدكتور أحمد زياد محبك أستاذ الأدب العربي الحديث بجامعة حلب

الأدب فعالية إنسانية تحمل في طياتها بذور التغيير و التجديد و الانطلاق و الأدبــــــاء الحقيقيون هم المصابيـح المضيـــئة التي تســرج عتمـــة الدروب ، و الأديب الــقاص المسرحي الدكتور أحمد زياد محبك هو أحد الأدباء الذين أســــهموا في تنشـيط حركة الأدب العربي خاصة في الحكايا الشعبية سواء في النشر الورقي أو التدريس الجامعي

الدكتور أحمد زياد محبك في سطور :

 من مواليد مدينة حلب عام 1949.
 تخرّج في قسم اللغة العربية بجامعة حلب عام 1972.
 نال الماجستير في الأدب العربي الحديث من جامعة حلب عام 1981.
 حاز الدكتوراه في الأدب العربي الحديث من جامعة دمشق عام 1984.
 عين مدرساً لمادة الأدب العربي الحديث بجامعة حلب عام 1984.
 عضو اتحاد الكتاب العرب بدمشق منذ عام 1983 .
 عضو هيئة تحرير جريدة الأسبوع الأدبي من عام 1997إلى عام 2000 .
 عضو نادي التمثيل العربي منذ عام 1988 .
 عضو جمعية العاديات بحلب منذ عام 1998.
 حاز جائزة البتاني في الرقة عن القصة القصيرة عام 1997.
 حاز جائزة جريدة الثورة بدمشق عن القصة القصيرة عام 1998.
 حاز جائزة الباسل للإبداع الفكري بمدينة حلب عام 1998.
 رئيس قسم اللغة العربية من عام 1998 إلى عام 2000 .
 أمين سر اتحاد الكتاب العرب – فرع حلب منذ عام 2001 .
 كرمته جمعية النقد الأدبي في اتحاد الكتاب العرب عام 2001.

 شارك في تحكيم مسابقة القصة التي أجرتها في القاهرة مجلة ديوان العرب الإلكترونية عام 2005.
* ما يزال يعمل أستاذاً لمادة الأدب العربي الحديث بجامعة حلب.

المؤلفات المنشـورة للدكتور أحمد زياد محبِّك

1. حركة التأليف المسرحي في سورية، (دراسة) اتحاد الكتاب العرب، دمشق، 1982.

2. من الحكايات الشعبية، ( حكايات شعبية) وزارة الثقافة، دمشق، 1983.

3. يوم لرجل واحد،( قصص قصيرة) اتحاد الكتاب العرب، دمشق، 1986.

4. المسرحية التاريخية في المسرح العربي المعاصر، (دراسة) دار طلاس، دمشق، 1989.

5. حجارة أرضنا ، (قصص قصيرة) مطبعة عكرمة، دمشق، 1989.

6. الكوبرا تصنع العسل، (رواية) دار القلم العربي، حلب، 1996.

7. بدر الزمان، (مسرحية) دار القلم العربي، حلب، 1996.

8. حلم الأجفان المطبقة، ( قصص قصيرة) اتحاد الكتاب العرب، دمشق، 1996.

9. عريشة الياسمين، ( قصص قصيرة) دار القلم العربي، حلب، 1996.

10. دراسات في المسرحية العربية، (دراسة) مطبوعات جامعة حلب، حلب، 1997.

11. حكايات شعبية (نصوص ودراسة) اتحاد الكتاب العرب، دمشق، 1999.

12. دروب الشعر العربي الحديث (دراسة) مطبوعات جامعة حلب، حلب 2000 .

13. لأنكِ معي ( قصص قصيرة جداً) دار شمأل، دمشق، 2000.

14. طعم العصافير ( قصص قصيرة) دار القلم العربي، حلب، 2000.

15. قصائد مقارنة (دراسة ونصوص) مطبوعات جامعة حلب، حلب،2001.

16. من الأسطورة إلى القصة القصيرة، (دراسة) منشورات دار علاء الدين، دمشق،2001.

17. العودة إلى البحر( قصص قصيرة) اتحاد الكتاب العرب، دمشق،2001.

18. الرحيل من أجل مها ( قصص قصيرة ) اتحاد الكتاب العرب، دمشق، 2003.

19. انكسارات ( بحوث ومقالات) دار المعرفة، بيروت، 2004.

20. الدكتور أحمد زياد محبك ( كتاب التكريم)اتحاد الكتاب العرب، دمشق، 2004 .

21. متعة الرواية (دراسة) دار المعرفة، بيروت، 2005.

22. من التراث الشعبي (دراسة) دار المعرفة، بيروت، 2005.

23. وردات في الليل الأخير ( قصص قصيرة) دار المعرفة، بيروت، 2005.

24. عمر أبوريشة والفنون الجميلة،(دراسة) وزارة الثقافة، دمشق، 2006.

الدكتور أحمد زياد محبك أستاذ جامعي اهتم بالقصة القصيرة و الحكايا الشعبية و ترك فيها بصمة ما تزال عالقة على جدران الذاكرة .

 : الدكتور أحمد زياد محبك، ما هو موقع الأدب في خريطتك اليومية ؟؟
 الأدب هو حرفتي وهوايتي، فأنا أعشقه، فيه أحيا، وبه أعيش، وهو الهواء الذي أتنفسه، وأنا أعيش معه كتابة ونقداً، وليس لي من شغل سواه، وأجده عالماً سامياً، يريحني من ضغط الحياة اليومية وأعبائها المادية، ولكن قد يمر يوم أو شهر أو أكثر ولا أكتب حرفاً، وقد يمر يوم أكتب فيه أضعاف ما أتوقع، فليس لدي برنامج خاص للكتابة، وأنا أرى الأدب حاجة ضرورية للناس كافة، وليس ترفاً ولا تسلية، وفي ظني أن الناس جميعاً يعيشونه في كل حين وفي كل ساعة، ولكن في أشكال ووسائل ومستويات مختلفة، وفي بدائل متعددة، ليس الأدب المعبر عنه بالكلمة إلا واحداً منها، وهناك أشكال أخرى كثيرة منها الموسيقا والرقص والغناء والرسم والنحت والعمارة والسينما والتلفاز، وهي التي تلبي حاجة الإنسان إلى الفن، وتعبر عنه بوسائل مختلفة، كالكلمة واللون والصوت والحجر والحركة، ولكن تبقى الغاية واحدة هي الإنسان، وتلبية حاجته إلى الفن.

 : كونك أستاذاً لمادة الأدب العربي الحديث، ما موقع هذا الأدب في الساحة العــالـمـيــة ؟؟
 ليست العالمية مقياساً للجودة أو القوة أو الأهمية، قيمة الأدب هي في قدرته على الانتشار وتحقيق الوجود في بيئته، والقدرة على التأثير في مجتمعه، والفعل فيه، وتحقيق المستوى العالي من الفنية، وقد تتحقق بعد ذلك العالمية، أو قد لا تتحقق، والكاتب الحق لا يكتب وهو يفكر في العالمية، إنما يكتب لأن الكتابة هي أولاً الهواء الذي يتنفسه، ولا يستطيع الاستغناء عنها، ولأنه يريد الوصول إلى مجتمعه ثانياً وتحقيق وجوده فيه، وفي الأدب العربي الحديث إنتاج جدير بأن يأخذ مكانه في الآداب العالمية، مع التأكيد أن تحقيق العالمية لا يعني الجدارة دائماً، فقد تتحقق العالمية لأدب غير جدير بها، فهناك أسباب تساعد على العالمية منها العلاقات الشخصية والمؤسسات والترجمة وغير ذلك مما قد يكون من أسباب خارج الأدب ولا تدل على قيمة أو أهمية.

 ماذا تعني الحداثة بتضاريسها الأدبية من وجهة نظرك ؟؟ و أين يقف كتابنا منها ؟؟
 لا بد من التجديد في الأدب، لأن الأدب الحق هو عملية تجاوز مستمرة لكل ما هو مستقر، والأدب متطور بالضرورة بتطور الحياة، ولابد من ظهور حركات مجددة باستمرار، ومن هنا تأتي مشروعية الحداثة، على أنها حركة مجددة في الأدب، ولا بد من فهمها وتقويمها في إطار الحركة العامة للأدب، والسياق التاريخي للتطور، وهذا يعني أن الحداثة لا تلغي ما قبلها، كما يعني أنه سيظهر بعدها حركة جديدة، وهكذا فالحداثة مثلها مثل أي حركة تجديدية في الأدب، ولا بد من النظر إليها على أنها حركة تجديدية، ودراستها وفق ما ظهرت، ووفق ما قدمت وأعطت في البيئة العربية والأدب العربي، ومن الصعب قياسها على الحداثة الأوربية، أو تقويمها وفق معاييرها، ولو قيست بمعايير الحداثة الأوربية لما صمدت، وهنا يكمن الخطأ، إذ يحاكمها بعض الدارسين وفق معطيات من خارجها، ولابد بعد ذلك من الإقرار بوجود مستويات واتجاهات من الحداثة في الأدب العربي الحديث، فليست الحداثة لوناً واحداً، فالحداثة عند أدونيس ليست كالحداثة عند محمد علي شمس الدين أو أحمد عبد المعطي حجازي، وهذا الاختلاف والتنوع هو الصحيح، ومن الخطأ أن يتوهم الدارس أن الرومنتيكية مثلاً عبر التاريخ كانت رومنتيكية واحدة، فهي في إنكلترة غيرها في ألمانيا، وهي في ألمانيا غيرها في فرنسا، بل هي عند كولردج ليست كما هي عند لورد بايرون، على الرغم من كونهما معاً من أبرز أعلامها والمنظرين لها، وكذلك يجب أن يكون النظر إلى الحداثة، لا بد من الأخذ بالتعدد والتنوع والاختلاف، وكل واحد من هذه الأمور مختلف عن الآخر، فالتعدد أن يكون هناك عشر بقع من لون واحد هو الأزرق مثلاً، والتنوع أن يكون هناك عشر بقع زرقاء مختلفة في درجة الزرقة بين الفاتح والقاتم وما بينهما من تدرج، والاختلاف أن يكون هناك عشر بقع ذات ألوان مختلفة كلياً في ألوانها، والمشكلة في العقلية العربي المعاصرة بصورة عامة أنها تفترض دائماً الوحدة وترفض التعدد والتنوع والاختلاف.

 أين يقف الدكتور أحمد زياد محبك من الدراسات النقدية الحديثة ؟؟
 لقد تطور النقد العربي الحديث بتطور الحركة الأدبية، واستطاع أن يواكبها، ومن الصعب اتهامه بالتقصير، بل لعله في بعض الحالات قد سبق الحركة الأدبية، وتقدم عليها، ومن الممكن أن نذكر في هذا السياق أسماء نقاد استطاعوا أن يواكبوا الحركة الأدبية، بل استطاعوا أن يغيروا في مفهوم الأدب، وأن يطوروا فيه، ومنهم على سبيل المثال وفق الترتيب الألفبائي: إحسان عباس، جابر عصفور، جبرا إبراهيم جبرا، حسام الخطيب، حميد لحمداني، حنا عبود، خلدون الشمعة، سعيد يقطين، سمر روحي الفيصل، صلاح فضل، عبد السلام المسدي، عبد الله الغذامي، غالي شكري، كمال أبو ديب، محمد الباردي، محيي الدين صبحي، نعيم اليافي، مع الاعتذار لأسماء أخرى كثيرة يمكن ذكرها، مما يعني أن الحركة النقدية نشطة وفعالة، ولكن يبقى الطموح أكبر، ويظل النقد أيضاً حركة لا بد فيها من التجاوز لكل ما هو مستقر.

 المنهج و الرؤية و المصطلح ثلاثية ما يزال النقد الأدبي العربي يدور حول فلكها 00 ما هي رؤيتك لمناهج النقد الحديثة ؟؟
 ليست الاتجاهات والمناهج النقدية والمصطلحات قوانين أو قواعد أو خطوطاً مستقيمة يسير وفقها الناقد ولا يجوز أن يحيد عنها، والقيمة في تعامل الناقد مع المنهج والمصطلح، وفي قدرته على ممارسة حريته، وليس في تقيده بالمصطلح أو المنهج، ولقد مر النقد العربي بمراحل من التطور والتنوع، فقد كان النقد عند العقاد نفسياً، وكان عند طه حسين اجتماعياً، وكان عند محمد مندور فنياً ثم أيديولوجياً، والنقد اليوم يسير في اتجاهات مختلفة أكثر تنوعاً، ففيه النقد البنيوي والأسلوبي والثقافي والمقارن والألسني، وما يزال الاتجاه النفسي مستمراً، وكذلك النقد الاجتماعي، وقد ضعف النقد الأيديولوجي وكاد يغيب، وفي كثير من الحالات يجمع الناقد بين اتجاه وآخر، مما يجعل من الصعب تصنيف الناقد في اتجاه واحد، وهذا دليل ثقافة وحرية، ودليل امتلاك الناقد لرؤيته، وفي كثير من الحالات يستخدم الناقد المصطلح استخداماً خاصاً ويحمله المعنى الذي يريد، وهذا أيضاً دليل حرية وثقافة، ودليل امتلاك الرؤية، ولابد من قبول التنوع في المصطلحات، لأنه دليل حرية، ولا بد من قبول التعدد في فهم المصطلح، لأنه دليل غنى، وإن كان بعض الدارسين يصفون مثل هذه الظواهر بفوضى المصطلح وغموضه واضطرابه، وكأنهم يرغبون في توحيد المصطلح، أو جعل المنهج مقياساً كالمسطرة، ومثل هذه الرغبة هي دليل رؤية أحادية، ولو تحققت لجمد النقد ومات، ولكنها لن تتحقق، وسيصبح النقد أكثر تنوعاً وتعدداً واختلافاً، ولا بد من لاختلاف، لأنه قانون الحياة.

 أين تقف الرواية العربية الحديثة من وجهة نظرك ؟؟
 لقد حققت الرواية العربية المعاصرة قفزة نوعية متميزة على مستوين اثنين، المستوى الأول هو الكم في الإنتاج والتلقي، والمستوى الثاني هو النوع في الإنتاج والتلقي أيضاً، فعلى مستوى الكم ظهر عدد كبير من الروائيين العرب والروائيات في الربع الأخير من القرن العشرين ومطلع القرن الحادي والعشرين، كما حققت الرواية انتشاراً واسعاً بين القراء، وزاد عدد قرائها، وعدد غير قليل من الروايات أعيد طبعها عشرات المرات، وعلى مستوى النوع حققت الرواية العربية مستويات عالية من التطور في تقانات السرد، واستطاعت أن تحقق التجاوز الفني لكل ما يستقر باستمرار، كما استطاعت أن تحقق التواصل مع القراء على الرغم من تطور تقاناتها الفنية، لأنها كانت تلبي لدى القراء شوقاً إلى مثل هذا التطور الفني في تقانات السرد، كما حققت تطوراً في النقد الذي واكبها، وظهرت ممارسات في نقد الرواية متطورة ومتقدمة، وبرز نقاد متخصصون في نقد الرواية، يمارسون أعلى درجات النقد الحديث في مجال الرواية، بخلاف الشعر، الذي يحقق تقانات عالية في الشعرية، ولكنه كلما ازداد تطوراً ازداد بعداً عن الجمهور، أو ازداد الجمهور بعداً عنه، حتى الممارسات النقدية المتطورة في مجال الشعر هي أقل منها في مجال الرواية.

 الكتاب خير جليس بأي الكتب تأثرت 00 و ما هي أحب قصصك إليك؟؟
 الإنسان عندي هو خير جليس، وليس الكتاب، الإنسان في المحل الأول، والكتاب في المحل الثاني، وما دام الإنسان عندي خير جليس، فلا بد من القول إنني تأثرت بالأشخاص أكثر من تأثري بالكتب، ولاسيما أساتذتي، ومن الصعب بعد ذلك أن أحدد كتباً أثرت بي، فهي كثيرة، ولكن أذكر الآن رسالة الغفران للمعري، وديوان المتنبي، والمعلقات، وكتاب نظرية الأدب من تأليف رينيه ويليك وأوستن وارين، وروايات نجيب محفوظ وإبراهيم الكوني، ولو سألتني غداً السؤال نفسه، لذكرت كتباً أخرى، ومن الصعب أن أحدد أحب قصة إلى نفسي، فقد نشرت عشر مجموعات، تضم أكثر من مئة قصة، ولعل روايتي : " الكوبرا تصنع العسل" هي الأحب إلى نفسي لأنني قلت فيها أكثر ما كنت أود قوله.

 المسرحية العربية تتراوح بين الإضحاك الهزلي و السخرية اللاذعة، أين يقف المسرح الفعال في ذاكرة كتاب المسرح العرب ؟؟
 لقد تُرجمتْ إلى العربية آلاف المسرحيات، وكُتبتْ بالعربية مئات المسرحيات، ويحلم كل المثقفين بالمسرح، وهذا دليل طموح، وهو طموح ضروري ومشروع، وأرجو أن يتحقق، ولكنه إلى اليوم، وعلى الرغم من الجهود والمحاولات المبذولة منذ أكثر من مئة عام، لم يتحقق، إلى الآن لم يمتلك العرب المسرح، أي لم يصبح المسرح جزءاً من حياتهم اليومية، أو مظهراً من مظاهر الثقافة، أو عادة من عادات المجتمع، لقد اعتاد المواطن في المجتمع العربي المعاصر على ركوب السيارة والطائرة والتعامل مع الهاتف الجوال والحاسوب والفضائيات، ولكنه ما اعتاد إلى اليوم على ارتياد المسرح، ولعل المقهى قد أصبح من جديد مع النارجيلة المكان المفضل لكثير من أبناء المجتمع العربي، ولاسيما الشباب، في حين ما يزال المسرح مكاناً شاغراً، ولا تكفي كتابة مئات المسرحيات أو ترجمة الألوف، والمسؤولية تقع على الجهات الرسمية، لأن المسرح نشاط جماعي ويحتاج إلى تمويل وجهود كبيرة، ومعظم تلك الجهات الرسمية لا ترعى المسرح ولا تشجعه، لأنها لا تريده، فهو فن تحريضي، ولذلك تُرك المسرح للجهود الفردية وللتمويل الخاص، فانحدر نحو التهريج وأسلوب السخرية، ولا ضير في وجود مثل هذا النوع من المسرح، ولكن بشرط أن توجد إلى جانبه أنواع أخرى من المسرح الجاد.

 هناك أكثر من كتاب يجمع الحكايا الشعبية و نذكر في سورية من له باع طويل في هذا المجال الدكتور أحمد بسام الســــاعي، وعودة إلى الحكـــايا الشعـبية ورؤيـة الدكتور أحمد زياد محبك في ذلك ؟؟؟
 العرب مقصرون التقصير كله في الاهتمام بالتراث الشعبي، على الرغم من أن الدكتور عبد الحميد يونس قد نال الدكتوراه في التراث الشعبي في مصر عام 1955، وعلى الرغم من وجود مقرر الأدب الشعبي في بعض الجامعات العربية في مصر والكويت، ولا بد من الإشادة بجهود الدكتور أحمد بسام الساعي، فهو أول من عني بجمع الحكايات الشعبية في سورية، وهناك جهود أخرى في سورية، ولكنها ما تزال فردية ومتفرقة، منها جهود محمد خالد رمضان في جمعه حكايات من الزبداني، وجهود نزار الأسود في جمع الحكايات الشامية، ويمكن أن تضاف إليها جهودي المتمثلة في كتاب لي أصدره اتحاد الكتاب العرب بدمشق عام 1999 ضم أكثر من مئة وخمسين حكاية، وكتاب آخر صدر عن دار المعرفة ببيروت عام 2005 ضم دراسات عن الحكاية الشعبية، ولابد من ذكر جهود فوزات رزق في درس الحكاية الشعبية، ولكن هذا كله لا يكفي، وأنا أتمنى على المؤسسات الثقافية أن تشكل لجنة من المهتمين بالتراث الشعبي لتوحد جهودهم وترعاها، لإصدار عمل واحد متكامل يشمل كل الحكايات الشعبية في سورية، فهي تراث غني جدير بالاهتمام، ولي رأي في هذا السياق لابد من ذكره، وهو قناعتي بوحدة الحكاية الشعبية العربية، فالحكاية في سورية هي مثل الحكاية في مصر أو تونس أو فلسطين أو سائر أقطار الوطن العربي، بل إن كثيراً من الحكايات العربية القريبة العهد تشبه حكايات ترجع إلى العصر الجاهلي، مما يدل على وحدة التراث الشعبي العربي في الزمان والمكان، ولا بد أن نجد بعض الفروق في الرواية، وهذا أمر طبيعي، ولا يلغي وحدة الحكاية الشعبية العربية، ولكن من المؤسف أن بعض المهتمين بجمع الحكايات الشعبية ذهبوا مذاهب شتى، فبعضهم ينسب الحكاية إلى مدينة وبعضهم ينسبها إلى منطقة، بل إن بعضهم ينسبها إلى حي دون حي في المدينة الواحدة، وهذا خطأ منهجي في جمع الحكاية الشعبية.

 ماذا يمكن أنت تهمس في أذن أدباء الإنترنت العرب ؟؟؟
 المستقبل للحاسوب ولشبكة المعلومات العالمية وللقراءة في الحاسوب وللنشر الضوئي الحاسوبي أو الإلكتروني، لأن في هذا النشر الحرية وسرعة التواصل وسعة الانتشار، ولا بد من حرية النشر الورقي والضوئي، بالمعنى الواسع للحرية، لتصل الثقافة إلى الناس كافة، وسيشهد المستقبل القريب قفزات نوعية في هذا المجال، بل سيشهد المستقبل ما يتجاوز الحلم البشري، ولكن هذا لا يعني العولمة، أي إلغاء الفروق والهويات القومية والثقافية، بل يعني التواصل والتعارف والحرية، أي الإقرار للآخر بهويته وحريته، مما يعني مزيداً من الحرية وتأكيد الهوية، ومن الممكن بوساطة الحاسوب أن تبني عالماً افتراضياً على المستويات كافة، فينشأ كيان معرفي ثقافي يتجاوز الحدود كما يتجاوز أشكال العقبات والعراقيل والتحديات أياً كانت، كما تنشأ علاقات إنسانية أقوى من علاقات الجوار، ومما لاشك فيه أن للنشر الضوئي عيوبه، إذ قد يبدو سهلاً وفي متناول الجميع، وهذا سيقود إلى نشر الجيد والرديء، ولكن شهد النشر في الكتب والصحف والأوراق من قبل ـ وما يزال يشهد ـ نشر الجيد والرديء، وليس كل ما هو مطبوع في كتاب أو مجلة أو صحيفة بالجيد، وتبقى المسؤولية هي مسؤولية الكاتب، ولا بد من أن يتحمل الأمانة.

البريد العادي : كلية الآداب جامعة حلب حلب سورية

البريد الإلكتروني : mohabek@scs-net.org

هاتف المنزل : 2642132 21 00963

الجوال: 094928792


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى