الاثنين ١٥ شباط (فبراير) ٢٠١٠
بقلم حسن المير أحمد

حين تضحكين

تضحكين.. فتزهر الطرقات بالورود، وتومض النجوم، وتورق الأشجار في الخريف.. وتستفيق النسمات الشذية القادمة من الحقول، وتُفتح النوافذ في البيوت.. تغرد البلابل منتشية ويهدل الحمام من جديد .. وينهض الكسيح راكضاً وراء الريح، وتختفي النهدات في الصدور، وتستوي الهضاب وتخضّر السهول..

تضحكين، فترجع الطيور المهاجرة.. وتقفز الغزلان في الغابات راقصة على إيقاع صوتك الرنان، ويستعيد القمر ضوءه المكبوت ويغمر الضياء ساحات اللقاءات الجميلة، ويستعيد اليائسون أحلامًا سعيدة ..

تضحكين.. فتردد الجبال صدى الرجوع وتثمر البساتين على سفوحها،

ويتهادى الموج على الشواطئ ناعمًا يغسل الحجارة والرمال مرددًا نشيد الخلود..

.. وحين تضحكين، توقظين في روحي الأمل وتعود بهجة مثلى إلى قلبي،

ويستعيد النبض إيقاعه، وتحتلني نشوة مجهولة حلوة تفرح النفس المستكينة للكآبة والأفول..

فلتضحكي اليوم.. ولتضحكي الآن.. ولتستمري في الضحك اللذيذ على مدى الأيام المقبلات، لكي تجعلي من كل شيء زاهي القسمات.. فقد أرهقتني ملامح الذبول.

ها أنت يا من تزهر الروح في حضورها، وينتشي الإحساس بالحياة، تزاحمين الفراشات نعومة وتألقاً، وتفردين بسمة عن لآلئ تستقطب خيوط الشمس.. تلامسها فتعكس ضوءها الفتان ألوانا ً شقية، ثم تغزل ثوبك البهي لتكوني نجمة حكاية عشق لا تنتهي!!

لتضحكي إذاً، وبلسمي جرحي الخفي برنة ضحكتك الموسيقية، وودعي سوء الظنون، واجعليني أستحي من دمعك حتى في المنام، وادفعيني إلى حد السكينة بعد أن أدمنت الجنون!!

اضحكي.. ولو تحطمت أسلحتي المتاحة وبات اندحاري على أسوار حبك قاب قوسين وأدنى، أو أن أيامي بدأت تخبو في الهزيع الأخير من العمر المصادر قبل الأوان!!

اضحكي، فلعل تلك الضحكة العجلى "تفرفح" قلبك المسكون بالصدود وتفتح فيه نافذة أتسلل منها لأقبض على أكسير الخلود وأستقر بين الحنايا الطيبات حتى فناء الكون..

اضحكي.. وودعي حزناً "تشّرش" في قاع روحينا، لعل انتشاؤك بالمرح يصيبني بالعدوى، وربما في حينها أتمكن من أن أصيبك بعدوى حبي الكوني لكل صغيرة وكبيرة تتعلق بك.. أو حتى تنسب إليك.. فحلقي بين الغيوم واربطي جسدي حول معصمك أو كاحلك سواراً أو خلخالاً ناعماً يرافقك في الأرض والسماء وأنى تشائين!!


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى