الأحد ٢٥ أيار (مايو) ٢٠١٤
خارطَةٌ للفَرَحْ...
عبد الناصر صالح
تَمُرّينَ، رغمَ انْتشار الحَواجِزِ،حاوَلْتُ رَسْمَكِ خارطةً في فَضاءِ عُيونيوسُنْبُلَةً تَتَفَتَّحُ في بَيْدرِ القَلْبِفي قَطراتِ الدّمِ المُتَفَجّرِ مثل البراكينِحاولتُ رَسْمك شمساً تَبُثُّ الشُّعاعَ،لتُرْضِعَ أطفالَها فوقَ ليلِ الحدودِوحاوَلْتُ،كانَ سقوطُ الجَماجمِيَنْحتُ في الصَّخْرِ فَجْراًوكَوْكَبَةً من تُراب الوطَنْ.وأشهدُ أنّي أحبُّكِأشهدُ أنّي تداخَلْتُ في صَدْرك المَرْمَريّ،بُعِثْتُ،وكانَتْ على دَمِها الأرضُ تَرْقصُتَصْنعُ في الزَّمنِ الصَّعبِمُعجِزَةَ المُعجزاتِالنّجومُ من الليلِ تَطْلُعوالعُشبُ يَنْبُتُ فوقَ السُّهولِسَنابلَ قَمْحٍسأنتظرُ الآنَأشْهدُ ميلادَ شمسِ الظَّهيرةِأفتحُ في البحرِ نافذةًفي السّماءِ مَداخل للفرحِ الغَضِّأنتظرُ الآنَفي راحتي يُثْمِرُ اللَّوزُفي جَبْهتي تَطْبعُ الأرضُ زَنْبَقَهاوالرّياحُ مواعيدَهاكنتُ أعلنُ فيكِ ابتداءَ القصيدةِأبْعَثُ في ضَوءِ عينيْك سِرَّ اقتحاميوأبْذرُ في روحكِ البِكْرِبارقَةَ الأملِ البِكرِقُلْتُ: الطَّريقُ ضميري إلى البحرِوالحُلْمُ أجنِحتيكُنْتُ أصعدُ من جَسَدٍ يَتَقَمَّصُ موتيويَقذِفُني خِلْسةً لنشيدِ الحجارةِيأخُذُني لنُضوجِ العبارةِأصعَدُ:يَمْلِكُني النَّبْعُ والشَّجَرُ المتورّدُأخرجُ من جَسَدٍ يَتَقَمَّصُنيوأشيّدُ في البحرِ بوابةً للحياهْ.* * *تَمُرّينَ، رغم انتشارِ الحواجزِتَخْضَرُّ زَيْتونةٌ في عُبورِكِتورِقُ سُنْبلةٌيَتَراجع ظِلُّ الجنودِ على النَّهرِيَسْكُتُ صوتُ الرّصاصِفألتاحُأفتحُ للشّوقِ شريانَ عُمرييُلاحِقُني الشَّوقُأدْخُلُ في الغَيْمِ، في المَطَرِ الخَصْبِ( هل يَصِلُ الصُّبْحُ ؟هل يَبْرَأُ الجُرْحُ ؟هل تَتَجَمّع حولَ مُحيطِ السّماءِ الكواكبُ ؟ )كُنتِ الهواءَ الذّي يَتَناسَلُفي وَرْدَةِ الدَّمِتَخْتَصرينَ المسافةَ بين الصهيلالمدوّي بأوردتي والقصيدةِتنتشرينَ على ساحلِ الإنتظارِ،أكاليلَ عِشْقٍوتَبْتَسِمينْ.* * *وحاوَلْتُ رَسْمكِ شارةَ نَصْرٍعلى حائط الرُّوحِقُلْتُ: العيونُ انْتمائيوخارطتي جِسْمُكِ الأبديُّ على الشَّطِّوالوَجْدُ من دَمِكِ الأرجُواني يَصْعَدُينطفئ الحزن بين جناحيْكِقُلْتُ: وأطْلَقْتُ في أرضِ روحِكِ أغنيةًللفَرَحْ.* * *وحاوَلْتُ رَسْمكِ في القَلْبِ زيتونةً تَتَمرَّدُ،قافلةً تَتَوحَّدُمَوْجاً بذاكرتي يَتَجَدَّدُأشْهَدُ أنّي أحبُّكِما بينَ وجهي وبينَ التّلالِ المُنيفةِ خارطَةٌقُلْتُ: كانَتْ على السّاعِدَيْنِ تَحُطُّ النَّوارِسُيَفْتَرشُ النَّهرُ أصدافَهُ،يَتَفَتَّحُ في هدأة الماءِ زهر جفونكيسبحُيَتَشَكَّلُ وَجْهُكِ في قَفَصِ الصَّدرِتُثْمِرُ أشجارُ خَدَّيْكِأشْهدُ أنّي اكْتَشَفتُكِلُغَةً محفورةً في دَميفاحْتَمَلْتُ،تَسَلَّقَني الوَعْدُوالمُدُنُ المُستَرَقَّةُ حَطَّت على الأرض خاتَمَهاكانَ وَجْهُكِ شجراً طالعاً في دَميقُلْتُ: وَجْهُكِ ذاكرتيقُلتُ: أصْعَدُكَيْ أوصِلَ الوَجْه في الوَجْهِوالجُرْحَ في الجُرحِوالنَّبْضَ في النَّبْضِقُلْتُ: انْتَظَرتُكِصَوْتُك أغنيتَيـ هل غَرَّبَتْنيَ أوتارُ صَوتِكِأمْ أدْرَكَتْني الرُّؤى؟* * *ألا أيُّها العِشْقُ كُنْ زَمنيأيُّها العِشْقُ كُنْ غُرْبَتي.. وَدَليلي.
عبد الناصر صالح