السبت ٢٤ شباط (فبراير) ٢٠٢٤

«خط الزناتي» بالمكتبة الوسائطية

فاطمة عدلي

«خط الزناتي» بالمكتبة الوسائطية.. صناعة الخيال: أسرار الكتابة في تجربة شعيب حليفي. إعداد:فاطمة عدلي كعادتها دوما في الاحتفاء بالرواد نظمت مجلة الرؤى العربية للإبداع والنقد،بشراكة مع مؤسسة مسجد الحسن الثاني بالدار البيضاء، ندوة فكرية حول "صناعة الخيال: أسرار الكتابة في تجربة شعيب حليفي" يوم السبت 17فبراير 2024. افتتحت الندوة بكلمة المجلة التي قدمتها الأستاذة فاطمة عدلي حيث وجهت الشكر إلى المؤسسة المنظمة ولجنة التنظيم والحضور المشارك وكل الفعاليات الثقافية المساهمة في إنجاح الندوة،لتعطي الكلمة للأستاذ عبد الرحمن بوطيب المدير العام لمجلة الرؤى العربية للإبداع والنقد، الذي استهل الندوة بكلمة مختصرة قدم فيها الروائي شعيب حليفي،الذي تناول الكلمة بدوره، معبرا عن شكره للمؤسسة المنظمة التي دأبت على تنظيم مثل هذه اللقاءات الوازنة التي تسهم في التعريف بقضايا الفكر والإبداع، داعيا إلى الارتباط بالذاكرة التاريخية والقيم الفكرية المؤسسة لهويتنا.. أولى المداخلات كانت لبوشعيب الساوري تحت عنوان "إبداعية النقد الروائي عند شعيب حليفي" قدمها بالنيابة عنه شريشي المعاشي،حيث أشار إلى تدشين شعيب حليفي لممارسة جديدة في مسار النقد الروائي العربي بإصداره كتاب "ثقافة النص الروائي" معلنا عن تخليه عن النقد الأكاديمي الجامعي الصارم وتبني النقد الإبداعي الجمالي ،الذي يجده أقرب إلى نفسه من النقد المحتكم إلى المفاهيم والمناهج والنظريات، ويدعو إلى ورش ممارسة نقدية لا تلغي الكاتب الذي يظل حاضرا بقوة في الفعل النقدي. ويطرح الساوري مجموعة من التساؤلات عن دواعي هذا الانتقال من النقد الأكاديمي إلى النقد الإبداعي وما الجديد الذي يحمله هذا الاختيار النقدي.. وللإجابة عن هذه التساؤلات قسم السامري مداخلته إلى ثلاثة مرتكزات كانت كالتالي: 1دواعي هذاالانتقال المتمثلة في عاملين:

 أحدهما موضوعي يتمثل في تصورحليفي للنقد كخصوصية تنطلق من خصوصيات الجنس الأدبي الذي يكون موضوعا له. وثانيهما ذاتي يتعلق بالهوية الإبداعية لشعيب حليفي التي انتصرت على هوية حليفي الناقد والأستاذ الجامعي. 2المرتكز الثاني أشار فيه المتدخل إلى دعوة حليفي إلى ممارسة نقد حر حيث دعا إلى ضرورة تجديد النص النقدي وتطوير أدواته واشتغالاته مع التأمل الحر في النصوص والتفكير من داخلها.. وفي مرتكزثالث تمت الدعوة إلى نزع الجدية عن الفعل النقدي وجعل الكتابة النقدية فرصة للاستمتاع.. أما المداخلة الثانية فكانت لأحمد كوال تحت عنوان "من الانتروبولوجيا إلى الرواية" تم من خلالها تسليط الضوء على قضايا التاريخ والانتروبولوجيا، والعجائبي في رواية شعيب حليفي "خط الزناتي" وكتابه "سبع رسائل إلى صالح بن طريف" وقد أشار أحمد كوال في بداية تدخله إلى وجود نوع من التشابه بين ما ذهب إليه شعيب حليفي في موقفه من التاريخ والمؤرخين وبين ما قرأه في مقدمة كتاب منسي للشاعر معروف الرصافي تحت عنوان "الشخصية المحمدية أو حل اللغز المقدس" رغم تفاوت الفترة التاريخية التي ينتمي إليها كل واحد منهما. ولم يغفل المتدخل اهتمام شعيب حليفي بالتراث الشفهي والعمل على نقله إلى أجيال المستقبل، بغية تحصين الهوية المغربية وتقويتها. وأشار أحمد كوال كذلك إلى العنصر العجائبي في الرواية بولوج عالم الحيوانات وجعلها تتكلم، إذ يجد القارئ نفسه كما لو يدخل عالم "كليلة ودمنة". ثم تأتي مداخلة الأستاذ نورالدين حنيف التي عنونها ب" كتابة المناقب في رواية خط الزناتي للروائي شعيب حليفي".

تناول نورالدين حنيف الرواية من خلال ما أسماه المناقب ،حيث أشار إلى منقب التناص الديني من خلال موسى الزناتي وهو يتحدث عن الطفل الذي كانه، ثم انتقل إلى منقب الرؤية المختلفة والتصور للذات والوجود عند موسى الزناتي، مرورا بالمنقب الثالث الذي يتكرر في الرواية ،بحصر الزمن في يوم واحد نعيش داخله مع أحداث الرواية كأننا في صورة من الخيال العلمي. وخص المنقب الرابع بتفسير العدم، فالنقطة عند الزناتي هي الخروج من العدم إلى الوجود. أما المنقب الأخير فربطه بالحدس معتمدا على قول موسى الزناتي عندما سأله الراعي عن علم الغيب، فأجابه أنه يحدس ويرى ويحس،و لا يعلم الغيب.. المداخلة الأخيرة كانت للأستاذ جمال بندحمان، تحت عنوان "وحدة المجال وتعدد المسارات" وقد قدمها من خلال ثلاثة محاور تتعلق بمحددات الكتابة عند شعيب حليفي كانت كالتالي: - محددات الكتابة الأكاديمية والنضالية في تجربة الكاتب. - وحدة المجال وتعدد المسارات في الحكي. - رواية خط الزناتي من حيث حكي المجال وصناعة الخيال.

وقف جمال بندحمان في البداية أمام تعريف الخيال كصناعة في تجربة شعيب حليفي الإبداعية، مع التأكيد على تجربته المتعددة خارج مجال الخيال. وفي مقاربته للنص الإبداعي أشار إلى شقين: الشق الأكاديمي الذي يؤسس للجدية والانضباط ووضوح الرؤية. الشق النضالي الذي يرتبط بالحرية والدفاع عنها،والخيال يرتبط بالحرية، إذ لا يمكن سجنه،حتى وإن تم اعتقال الجسد. ويخلص جمال بندحمان إلى أن الرؤية المعلنة عند شعيب حليفي تنزع نحو الانتصار للإبداع والانتصار للمحلي في صيغته المجالية وتحويل الإنساني إلى كوني مع الانتصار للمحلي. المحور الثاني: الحكي عند شعيب حليفي: وحدة المجال وتعدد المسارات. يصنف جمال بندحمان الروائيين إلى نوعين، الرواة المبدعون ورواة المجال والمشاريع الحكائية الذين يكتبون ضمن أهداف محددة، ويضع شعيب حليفي ضمن هؤلاء،(أعني رواة المجال)حيث ارتبط بالشاوية وأغنى هذا المجال بتاريخه وحوادثه وبياضاته التي ملأ فراغاتها.

فما قدمه شعيب حليفي ليس تاريخا ولا توثيقا،ولكنه كتابة بالتاريخ وملء البياضات. المحور الثالث: رواية خط الزناتي من حيث حكي المجال وصناعة الخيال: يرى جمال بندحمان أن شعيب حليفي يوظف في روايته التاريخ المحلي والمجال الجغرافي مما يجعل روايته متحررة من القيود التنميطيةمتحدية سلطة النوع والقارئ الخطي،حيث تدعو قارئها إلى إعادة تشييد وبناء الحدث. وفي الختام أكد شعيب حليفي على أهمية الخيال والكتابة والرواية في الدفاع عن وجود الأسلاف،كما أتحف الحضور بنص سردي زاد من جماليته الإلقاء الممتع والمعبر. واختتم اللقاء بمجموعةمن المداخلات والأسئلة من طرف الحضور،والتي لقيت استحسانا وتجاوبا، وشكلت أرضية لانفتاح المتن الروائي على تأويلات وإضاءات جديدة.

فاطمة عدلي

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى