دراسة لآراء ونتاجات ابن هشام النحوي وابن هشام اللغوي
الملخص
لقد قام المؤلف في هذا المقال بدراسة آراء و نتاجات لابن هشام النحوي و ابن هشام اللغوي و أهم أهداف يحاولها هذا البحث تعريف بمكانتهما، كلاهما من علماء مدرسة مصر. امتازت تأليفاتهما من جمال الصنعة و قوة الإحكام و سهولة العبارة و براعة التحقيق. تفوق ابن هشام الأنصاري في النحو؛ فهو نحوي عصره غير مدافع و هو المجلي في هذا العلم لايشق له غبار و انتهت إليه مشيخة النحو في عهده و ابن هشام المعافري كن في اللغة طويل البال واسع الإطلاع؛ بلغ به الأرب و كان الرجل عبقريا موهوباً ذا قلب حافظ و لسان لافظ.
الكلمات الدليلية: مصر، الانصارى، المعافرى، النحو، اللغة.
المقدمة
عندما نتحدّث عن المدرسة المصرية في النحو، نحبّ أن نشير إلى أنَّ المدرسة المصرية تمثّل النحو العربي في أنحاء الوطن العربي. يرجع اتصال نحاة مصر بالبصريين إلى القرن الثاني الهجري. قبل دراسة المدرسة المصرية وأعلامها، علينا أن نبيّن المدارس النحوية التي تأثرت بها.
تضع البصرة، النحو على يد أبي الأسود الدّؤلي نَقط الإعراب، والناس يأخذونه على تلاميذه؛ بينما كانت الكوفة مشغولة عن ذلك كلّه؛ على الأقل حتّى منتصف القرن الثاني للهجرة، بقراءات الذكر الكريم و رواية الشعر و الأخبار، وقلّما نظرت في قواعد النحو إلاّ ماسقط إلى بعض أساتذتها من نحاة البصرة إذ كانوا يتتلمذون لهم و يختلفون إلى مجالس محاضراتهم واملاءاتهم. [1] هم الذين أمعنوا في أحوال الكلام العربي واستنبطوا علله، و حكموا فيها المنطق و العقل حتّى جاءت قواعدهم في القياس و النحو الذي بنى عليها متماسكة متناسقة في الجملة؛ هم يختارون بين اللغتين أشيعهما و أقربهما إلى القياس. [2]
لعلّ أهم ما يميز المدرسة الكوفية من المدرسة البصرية اتّساعها في رواية الأشعار و عبارات اللغة عن جميع العرب بدويِّهم و حضريِّهم، بينما كانت المدرسة البصرية تتشدد تشدداً جعل ائمتها لايثبتون في كتبهم النحوية إلا ما سمعوه من العرب الفصحاء الذين سلمت فصاحتهم من شوائب التحضر و آفاته. من المؤكّد أن الزنبورية أقنعت الكسائى بأن ما بيده من النحو و قواهده قليل و أنه ينبغي أن يتزود من نحاة البصرة و علمهم الغزير. [3]
اتبع نُحاة بغداد في القرن الرابع الهجري نهجاً جديداً في دراساتهم و مصنفاتهم النحوية يقوم على الانتخاب من آراء المدرستين البصرية و الكوفية جميعاً، و كان من أهم ما هيّأ لهذا الإتجاه الجديد أن أوائل هؤلاء النحاة تتلمذوا للمبرد و ثعلب، و بذلك نشأ جيل من النحاة يحمل آراء مدرستيهما و يُعْنَى بالتعمق في مصنفات أصحابهما و النفوذ من خلال ذلك إلى كثير من الآراء النحوية الجديدة. كان من هذا الجيل مَنْ يغلب عليه الميل إلى الآراء الكوفية و مَن يغلب عليه الميل إلى الآراء البصرية؛ فاضطرب كتّاب التّراجم و الطبقات إزاءه؛ فمنهم من حاول تصنيف أفراده في المدرستين الكوفية و البصرية على نحو ما صنع الزُّبَيْدي في طبقاته و منهم من أفردهم بمدرسة مستقلة كما صنع ابن النديم في الفهرست، و إن كان قد أدخل فيهم نفراً ليس لهم نشاط نحوي مذكور مثل ابن قتيبة و أبي حنيفة الدينوري. [4]
لانكاد نمضي في عصر بني أمية بالأندلس، حتى تنشأ طبقة كبيرة من المؤدِّبين الذين كانوا يعلمون الشباب في قرطبة و غيرها من الحواضر الأندلسية مبادئ العربية عن طريق مدارسة النصوص و الأشعار، يدفعهم إلى ذلك حفاظهم على القرآن الكريم و سلامة لغته و تلاوته. و أول نحاة الأندلس بالمعنى الدقيق لكلمة نحوي جودي بن عثمان المَوْروري. [5] كان طبيعياً أن تنشط دراسات النحو في مصر مبكرة مع العناية بضبط القرآن الكريم و قراءاته، مما دفع إلى نشوء طبقة من المؤدِّبين على غرار ماحدث بالأندلس. [6]
منهج المدرسة المصرية يقوم على الاختيار و الانتقـاء من المدارس النحويـة السابقة، و أهمُّ ما يميز هذه المدرسة أنها استطاعت أن تخضع ما اختارته من مذاهب و آراء لتنسيق موزون دقيق و محكم حتى ليخيل إلينا أنَّنا أمام مدرسة موحـدة الاتجاه، متحدة الآراء و الأهداف، بالإضافة إلى ظهـور بعض العلماء المصريين النابهين الذين وطّدوا بناء النحو، و دعّموا أركانه، و رسخوا قواعده، و طعموه بأفكار جديدة.
أوّل نحويِّ حمل بمصر رايةَ النحو بمعناه الدقيق وَلاَّد بن محمد التميمي البصري، قدرحل إلى العراق؛ فلقى الخليل بن احمد، و أخذ عنه و لازمه و سمع منه الكثير و عاد إلى مصر و معه كتبه التي استفادها في العربية من إملاءات الخليل و أخذ يحاضر فيها الطلاب. [7]
كانت المدرسة المصرية في مراحلها الأولى شديدة النزوع إلى المدرسة البصرية. غير أن تأثر نحاة مصر بمدرسة البصرة لايعني أن رواد هذه المدرسة بعيدين عن التأثر بالنحو الكوفي. إن بعض نحاة هذه المدرسة شدّوا الرحلة إلى العراق، و تفتحت أعينهم على أبعاد الحركة العلمية التي كانت البصرة و الكوفة ميداناً لها، و منهم من عرض للاختلافات بين البصريين و الكوفيين، ثم أخذت المدرسة المصرية، منذ القرن الرابع الهجري تمزج بين آراء البصريين و الكوفيين، فترسمت خطي المنهج البغدادي فتأخذ بما تراه صواباً من آراء المدرستين، بدأت تنشط منذ العصر الأيوبي، و سرعان ما تكامل ازدهارها في العصر المملوكي بما أتاحه لها ابن هشام من ملكاته العقلية النادرة. [8]
في هذا البحث؛ ندرس أفكار و آراء ابن هشام الأنصاري النحوي و عَبْد المَلِك بن هِشَام مَعَافِرى. تبحّر ابن هشام الأنصاري في النحو و إشتهر بالنحوي. [9] و كان ابن هشام معافرى امام عصره في اللغة؛ فاشتهر باللغوي. [10]
ابن هشام الأنصارى و آثاره ولد اِبْنِ هِشام، اَبُومُحَمَّد عَبْدالله جَمَالالدِّين بن يُوسف بن اَحْمَد بن عَبْدالله بن هِشَام الأنْصَارِی المصرى يوم السبت الخامس من شهر ذي القعدة في العام الثامن من القرن الثامن سنة 708 هجرية بإجماع الروايات. توفي ابن هشام ليلة الجمعة من شهر ذي القعدة في العام الأول من العقد السابع في القرن الثامن سنة 761 هجرية. [11]
أجمع المؤرخون على أن ابن هشام كان عفّ اللسان رقيق القلب، متواضعاً حليماً كريماً، على خلق عظيم، و كان لهذا أبلغ الأثر في كتابته؛ فقدظهرت مؤلفاته مبرأة مما يشبه المهاترة فلاتراه في مناقشاته يسفه رأياً أو يذكر لفظاً نابياً أو يقسو في تعقيبه، و إنما أخذ نفسه بالأدب الجم ينفق في مقارعة الحجة و دفع الشبهة و درء الخطأ و إحقاق الحق و إبطال الباطل، دون تشف أو أو تحامل و لولا انحرافه عن أبي حيان و تتبعه لآرائه بالتزييف لكان أمة وحده في سلامة التأليف. [12]
فإذا كان قدأدرك واستوى في سن الثالثة و العشرين، فإنه يكون قدنفح الناطقين بالضاد في كل عام بكتاب، مما وصل إليه العلم، دون ماطواه الزمن. أما مؤلّفاته؛ فهي:
الإعْرَاب عَن قَوَاعِد الإعْرَاب
هو كتيب صغير في الحجم، غزير في العلم و قد قسمه إلى أربعة أبواب:
الباب الأول: في الجملة و أحكامها [13]
الباب الثاني: في الجار و المجرور. [14]
الباب الثالث: في تفسير كلمات يحتاج إليها المعرب، و هي عشرون كلمة على ثمانية أنواع:
– النوع الأول: ما جاء على وجه واحد، و هو قط، و عوض، و أجل، و بلى.
– النوع الثاني: ما جاء على وجهين، و هو "إذا" فتارة يقال: فيها إنها ظرف مستقبل خافض لشرطه منصوب بجوابه، و تارة يقال فيها: حرف مفاجأة.
– النوع الثالث: ما جاء على ثلاثة أوجه، و هي سبع:
أحدهما: "إذ" فتارة تكون ظرف زمان، و تارة تكون حرف مفاجأة و تارة تكون تعليلاً.
الثانية: لمّا.
الثالثة: نعم.
الرابعة: أي.
الخامسة: حتّى.
السادسة: كلا.
السابعة: لا.
النوع الرابع: ما يأتي على أربعة أوجه و هو أربعة: لولا، و أن، و إن، و من الشرطية.
النوع الخامس: ما يأتي على خمسة أوجه، و هو: أي، و لو.
النوع السادس: ما يأتي على سبعة أوجه، و هو "قَدْ".
النوع السابع: ما يأتي على ثمانية أوجه، و هو "الواو".
النوع الثامن: ما يأتي على اثنى عشر وجهاً، و هو "ما" [15]
الباب الرابع: في الإشارة إلى أمور محررة مستوفاة موجزة. [16]
مُغْنِي اللَّبِيب عَنْ كُتُب الأعَارِيب
يقول ابن هشام في مقدّمة الكتاب: و وضعت هذا التصنيف على أحسن إحكام و ترصيف، و تتبعت فيه مقفلات مسائل الإعراب فافتتحتها، و معضلات يستشكلها الطلاب فأوضحتها و نقحتها، و أغلاطاً وقعت لجماعة من المعربين و غيرهم، فنبهت عليها و أصلحتها. [17]
و قدجعل ابن هشام كتابه هذا في أبواب ثمانية والذي يهمنا بوجه الخصوص الأبواب الثلاثة الأولى و هي:
الباب الأول: في تفسير المفردات و ذكر أحكامها.
الباب الثاني: في تفسير الجمل و ذكر أقسامها و أحكامها.
الباب الثالث: في ذكر ما يتردد بين المفردات و الجمل، و هو الظرف و الجار و المجرور و ذكر أحكامها.
و يذكر ابن هشام في كتابه المغني عدداً لايستهان به من الظواهر الصوتية و الصرفية و النحوية، و في الكتاب مادة لابأس بها من الاستعمال اللهجي و تختلط هذه المستويات مع بعضها.
أوضح المسالک إلی ألفية ابن مالک معروف بـ "التّوضيح" أوضح المسالک إلی ألفية ابن مالک معروف بـ "التّوضيح" كتاب شرح به ابن هشام "ألفية" ابن مالك. اتّبع ابن هشام في تبويب أوضح المسالك طريق ابن مالك في تبويب ألفيته باعتباره شارحاً لها. من أهمّ المصادر التي وردت بكتاب أوضح المسالك ما يأتي: الأصول اِبْن سِرَّاج، الإيضاح، التكملة، الحجّة، الحلبيّات و شيرازيّات اَبُوعَلِى فَارْسِى، التّرشيح مَاوَرْدِى، الحواشي اَخْفَش، الخصائص اِبْن جِنِّى، شرح الجمل اِبْن عُصْفُور، شرح العمدة، شرح الكافية اِبْن مَالِك، الغرّة اِبْن دَهَّان، الكتاب سِيبَوَيْه، الكشاف و المفصّل زَمَخْشَرِى، المقرّب اِبْن عُصْفُور، معاني القرآن فَرَّاء، الوقف و الإبتداء اِبْن اَنْبَارِى. [18] و أبرز ائمة النحو الذين تردد ذكر اسمائهم به هم: الأخْفَش، الزَّجَّاج، الزَّمَخْشَرى، اِبْن السِّـراج، الفارسِي، الفَـرّاء، اِبْن عُصْفُور، الكسائِى، اِبْن مالِك و اِبْن النَّاظِم. [19]
شُذُور الذَّهَب فِي مَعْرفةِ کَلامِ العَرَبِ
شُذُور الذَّهَب فِي مَعْرفةِ کَلامِ العَرَبِ متن مختصر؛ ألّفها ابن هشام جاعلاً عبارات المختصر مسبوقة بكلمة. بدأ الكتاب المذكور بمقدمة عن الكلمة و الكلام و انتهى بالتمييز.
قَطْرُ النَّدَى وَ بَلُّ الصَّدَی
قَطْرُ النَّدَى وَ بَلُّ الصَّدَی، متن صغير ألّفه ابن هشام للمبتدئين في النحو بعبارة موجزة مركزة جعلته صالحاً للإستظهار، جامعاً للمبادئ الأساسيّة. أهمّ الكتب التي أشار إليها ابن هشام في هذا الكتاب، هي: الإجازة و شَرح الجُمَل اِبْن عُصْفُور، الأُنْمُوذَج و الكَشّاف زَمَخْشَرِى.
شرح قصيده بانت سعاد
شرح قصيده بانت سعاد،شرح لقصيدة "بانت سعاد" لكعب بن زهير بن ابى سلمى. شرح ابن هشام لها في ثمان و ثمانين صفحة. تحدث ابن هشام في الفصل الأول عن نسب كعب و عن مكانته الشعرية و مكانة أبيه، و ذكر في الفصل الثاني بحر هذه القصيدة و عروضها و ضروبها. استشهد ابن هشام في شرحه لقصيدة بانت سعاد بنحو مائتين و ثلاثين آية من القرآن و عشرين حديثاً و أربعمائة بيت من الشعر. [20]
الألغاز النَّحْوِيَة
الألغاز، كتاب موضوعه هو أبيات من الشعر في إعرابها إلغاز، قام المصنف بإيضاح غموضها. [21]
أنْتَ أعْلَمُ وَ مَالِكٌ
هذا المثال موضوع رسالة لابن هشام تقع في ثماني صفحات. قدم لها بذكر ما دفعه إلى تأليفها و هو أسئلة لبعض علماء عصره حول أمور؛ منها المثال المذكور، و قد بين المؤلف وجوه الإشكال في إعراب هذا المثال. [22]
إنَّ رَحْمَةَ اللهِ قَرِيبٌ مِنَ المُحْسِنِينَ هذه رسالة أخرى لابن هشام تقع في نحو سبع صفحات. توجد من هذه الرسالة مخطوطتان بالمكتبة الظاهرية. [23]
إنَّمَا
حول "إنَّمَا" ألّف ابن هشام رسالة صغيرة في ثلاث صفحاتتحدث فيها عن أمرين؛ لها: أحدهما: معنوي و هو إفادتها الحصر أو عدم إفادتها له. الأمر الثاني: لفظي و هو تركيبها فهو يذهب إلى أنها مركبة من "إنّ" الناصبة أصلاً و "ما" الكافة التالية. [24]
تَوجِيهُ النَّصْبِ فِي قَوْلِهِم: فَضْلاً، و لُغَةً، و اصْطِلاحاً، و خِلافاً، و أيْضاً و هَلُمَّ جَراً
لابن هشام رسالة في إعراب هذه الكلمات التي يكثر دورانها في الكلام، تقع في نحو تسع عشرة صفحة. [25]
شَرْحُ حَقِيقَةِ الإسْتِفْهَامِ، وَ الفَرْقُ بَيْنَ أدَوَاتِهِ
تقع هذه الرسالة في ثماني صفحات و قدجعلها المؤلف في ثلاثة فصول:
الأول: في تفسير الاستفهام.
و الثاني: في بيان المطلوب بأداة الاستفهام و تقسيمها باعتبار ذلك.
الثالث: في الفرق بين "أم" المتصلة و "أم" المنقطع. [26]
شُرُوطُ التَّنَازُعِ
اين رساله در 6 صفحه نوشته شده و در آن شرايط تنازع بيان گرديده است. [27]
الفَرْقُ بَيْنَ قَوْلِنَا: وَاللهِ لا كَلَّمْتُ زَيْداً و لا عَمْراً و لا بَكْراً بِتَكْرَارِ "لا" و بدون تَكْرارِهَا
مهد ابن هشام لهذه المسألة ببيان حالات الاسميْن المتفقي الإعراب، المتوسط بينهما واو العطف؛ فذكر لهما ثلاث حالات:
الأولى: يتعين فيها كونهما متعاطفيْن.
الثانية: يمتنع فيها كونهما متعاطفين؛ بل يجب تقدير عامل بعد الواو و يكون الكلام من باب عطف الجمل.
الثالث: يجوز فيها الوجهان السابقان. [28]
مَعْنَى "كَأنَّكَ" في كَأنَّكَ بِالدُّنْيَا لَمْ تَكُنْ و بِالآخِرَةِ لَمْ تَزَلْ
تناول ابن هشام هذا القول بالبحث في رسالة تقع في خمس صفحات، اشتملت على مناقشة تتعلق بقائله و معنى "كأنّ" فيه و إعرابه. [29]
بَيَانُ أوجُهِ الإعْـرابِ الجَائِزَةِ في "وَ للهِ عَلَى النَّاسِ" في ﴿وَ للهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ البَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إلَيْهِ سَبِيلاً﴾ (آل عمران،97)
رسالة ابن هشام حول هذه الآية تقع في نحو أربع صفحات و قدصدّرها ببيان أوجه الإعراب الجائزة في قوله ﴿وَ للهِ عَلَى النَّاسِ﴾
تَلْخِيصُ الشَّوَاهِدِ وَ تَلْخِيصُ الفَوَائِدِ أو شَرْحُ الشَّوَاهِد
قد سُمِّي الكتاب في بعض المصادر باسم شواهد ابن الناظم و شرح أبيات ابن الناظم، و موضوع الكتاب هو شواهد ابن الناظم على ألفية والده. [30]
شَرْحُ اللَّمْحَةِ البَدْرِيَّةِ فِی عِلْمِ اللُّغَةِ العَرَبِيَّةِ
اللَّمْحَة البَدْرِيَّة رسالة صغيرة في النحو لأبي حيان الأندلسي و أهم المصادر التي وردت بكتاب شرح اللمحة هي: أمالى و الكافية ابن حاجب، شرح التسهيل ابن حيّان، المفصّل زمخشرى، الفصول ابن معطى، الكامل مبرّد. [31]
إعْتِرَاضُ الشَّرْطِ عَلَی الشَّرْطِ
إعْتِرَاضُ الشَّرْطِ عَلَی الشَّرْطِ، رسالة تقع في خمس عشرة صفحة من الحجيم الصغير. [32]
المَبَاحِثُ المَرْضِيَّةُ المُتَعَلِّقَةُ بِمَن الشَّرْطِيَّة في المَبَاحِثُ المَرْضِيَّةُ المُتَعَلِّقَةُ بِمَن الشَّرْطِيَّة، ذكر ابن هشام ثلاث مسائل متعلقة بـ "من" الشرطية. وقع البحث فيها بينه و بين العلامة تقي الدين السبكي الشافعي. [33]
فَوْحُ الشَّذَا فِي مَسْأَلَةِ کَذَا فَوْحُ الشَّذَا فِي مَسْأَلَةِ کَذَا، رسالة في خمسة فصول:
- في ضبط موارد استعمال "كَذَا".
- في كيفيّة اللفظ بها و تمييزها.
- في إعرابها.
- في بيان معناها عند النحويين.
- فيما يلزم بها عند الفقهاء "المصدر نفسه".
إعْرَابُ لا إله إلاّ الله
هذه رسالة صغيرة تقع في نحو اثنتي عشر صفحة مخطوطة. ذكر فيها ابن هشام وجوه الإعراب الجائزة في كلمة التوحيد: لا إله إلاّ الله. [34]
مَسَائِل وَ أجْوِبَتُهَا المَعْرُوفُ بِاسْمِ ألْغَاز في إعْرَابِ بَعْضِ آيَاتِ القُرْآنِ تقع هذه الرسالة في خمس و عشرين صفحة مخطوطة و قداشتملت على نحو خمس و أربعين مسألة، معظمها يتعلق بإعراب آيات من القرآن و الكثير من هذا الإعراب يدور حول انتصاب كلمات فيه غموض أو يحتمل أكثر من توجيه. [35]
آثار منسوبة لابن هشام:
الروضة الادبية فی شواهد علوم العربية
نسب هذا الكتاب لابن هشام في كثير من المصادر و الدراسات المتأخر مع الإشارة إلى أنّه شرح لشواهد كتاب اللمع ابن جني، و في معظمها ذكر مخطوطته الوحيدة الموجودة في مكتبة برلين و هي برقم 6752.
شَوَارِدُ المَلْح و مَوَارِدُ المَنْح
هذا كتاب كبير يقع في أربعة و ستمائة صفحة بمخطوطته الموجودة في مكتبة برلين برقم 2097.
مختصر الانتصاف من الکشاف
كتاب نسبه لابن هشام كثيرون و ذكر معظمهم مخطوطته الموجودة في مكتبة برلين و هي برقم 79 و تقع في 112 ورقة.
شَرْح الجُمَل الكُبْرى
الجُمَل في النَّحْو أكثر كتب الزَّجاجِى شهرة و مكانة و قدجاء في بعض المصادر و الدراسات المتأخرة أن لإبن هشام شرحاً له باسم شَرْح الجُمَل الكُبْرى.
شرح القصيدة اللُّغزية في المسائل النّحوية
نسبه بروكلمان لابن هشام و قال: إنه توجد منه نسخة بليدن برقم 226. [36]
آثار مفقودة
التَّحْصِيل و التَّفْصِيل لكتاب التَّذْييل و التَّكْمِيل
نسب هذا الكتاب لابن هشام كثيرون و قالوا: إنه يقع في عدة مجلدات و التَّذْييل و التَّكْمِيل كتاب كبير لأبي حيان النَّحْوِي.
التَّذْكِرَة
هذا الكتاب في خمسة عشر مجلّداً.
حَوَاشِي الألفِيَة
ذكرته لابن هشام بهذا الاسم بعض المراجع و في بعضها الآخر ورد باسم حواشي الخلاصة.
حَوَاشِي التَّسْهِيل
هذه الحواشي وردت في عدد من المراجع منسوبة لابن هشام و في مواضع كثيرة جدا من شرح التَّصْريح عَلَى التّوضيح لخالد الأزهرى.
شَرْحُ التَّسْهِيل
كتاب آخر لابن هشام يتعلق بـالتَّسْهِيل ابن مالك؛ ذكره له كثيرون.
شَرْحُ الشَّوَاهد الصُّغْرَى
سبق للمؤلّف كتاب الشواهد الكبرى؛ اما شرح الشَّوَاهد الصغرى الذي ذكره لابن هشام أهم من ترجم له.
عُمْدَةُ الطَّالِبِ فِي تَحْقِيقِ تَصْرِيفِ اِبْن الحَاجِب
لابن حجاب كتاب مشهور في الصرف هو الشَّافية و كتاب ابن هشام هذا متعلق به و لعله الكتاب الوحيد لابن هشام في علم الصرف. إنه يقع في مجلّديْن.
تَخْلِيصُ الدّلالَةِ فِي تَلْخِيصِ الرِّسَالَة
إنه توجد منه مخطوطة بمكتبة جامع القرويين بفاس تحت رقم 1210. [37]
مصادر انتاج ابن هشام
العناية ببيان مصادر الانتاج لعالم من العلماء لها أهمية كبير في دراسة هذا الإنتاج و تقويمه تقويماً دقيقاً. قدبيّنت في دراستي أهم المصادر التي وردت بآثار ابن هشام. في أكثر كتبها وردت المصادر الآتية: الأصول ابن سِرَّاج، الأمالي اِبْن حاجِب، الأمالي اِبْن شَجَرِىّ، الإيضاح ابوعلى فارسى، التُّحْفَة ابن مالك، التَّذْكرة أبوعلى فارسى، التَّسهيل ابن مالك، الحجّة ابو على فارسى، الحَوَاشى مَبْرَمَان، الخصائص ابن جنّى، الخُلاصة ابن مالك، سِرّ الصّناعة ابن جنّى، شَرْحُ الإيضاح از ابن عصفور، شَرْحُ التَّسْهِيل ابن مالك، شَرْحُ الجُمَل ابن عصفور، شَرْحُ العُمْدَة ابن مالك، شَرْحُ الكافية ابن مالك، شَرْحُ المُفَصَّل ابن يعيش، الشِّيرازِيَّات ابوعلى فارسى، الصِّحاح جَوْهَرِى، صَحِيح البُخاري، العَيْن خليل بن احمد فَراهِيدِى، الغُرَّة ابن دَهَّان، الفَصِيح ثَعْلَب، الكتاب سيبويه، الكشّاف زمخشرى، المُحْكَم ابن سيده، المُقَرَّب ابن عصفور، النِّهايَة ابن خَبَّاز. [38]
ابن هشام و بصريها
وقف ابن هشام موقفاً جريئاً من المدارس النحوية و النّحاة؛ فلم يلتزم بمذهب معين التزاما دائماً و لم يأخذ بآراء نحوي واحد و يقدّسه؛ لأنه لاعصمة لباحث مهما بالغ في الحيطة و الحذر؛ فالنحاة كلّهم – منذ الخليل و سيبويه- باحثون، درسوا النحو العربيّ؛ فأصابوا و أخطأوا و امتلأت كتبُهُم، نتيجة ذلك، بالصواب و الخطأ. [39]
كان موقفه من الشواهد النحوية للوصول إلى فهم منهجه النحوي و اتجاهاته؛ هي:
– القرآن الكريم. نرى في آثاره 1980 من الشواهد القرآنية.
– الحديث النبوي.
– الشواهد الشعرية؛ مثلاً في مغني اللبيب عن كتب الأعاريب 1203 من الشواهد الشعرية و في أوضح المسالك 583 شاهد شعري و في شرح شذور الذهب 239 شاهد شعري و في شرح اللمحة البدرية 191 شاهد شعري و في شرح قطر الندى و بلّ الصّدى 150 شاهد شعري. [40]
موقف ابن هشام من بعض النّحاة البصريين هو موقف بحريّة القبول و الرّفض و النّقد؛ في هذا القسم من الدراسة، تسليطٌ للضّوء على موقفه من البصريين:
– اتّبع ابن هشام في كتبه المدرسيّة، منهج البصريين في تقسيم الفعل إلى ثلاثة أقسام بحسب أمثلته: ماضٍ، و أمر و مضارع.
– إتّبع ابن هشام في "إذما" و هي حرف شرط جازم يجزم فعلين مضارعين بمنزلة إن الشرطية من سيبويه و ... [41]
ابن هشام و كوفيها
– عارض ابن هشام الكوفيين في البداية بتقسيم الفعل حسب أمثلته و أخذ برأي البصريين و قدسبقت الإشارة إلى هذا الموضوع.
– نعم و بئس، فعلان خلافاً لما ذهب إليه الفرّاء و جماعة من الكوفيين باعتبارهما اسمين و ... [42] و بعد هذا العرض السريع لموقف ابن هشام من المدارس النحوية؛ كمدرسة البصرة و مدرسة الكوفة، إنّا لانبعد عن الصواب إذ قلنا: مذهبه المعتمد على معرفة الموسوعية الواعية و الغربلة الدائمة و التّصفية المستمرة و الذّوق اللغوي الموجّه و المقترن بالمحبّة و الطموح. [43]
عَبْد المَلِك بن هِشَام مَعَافِرى
اَبُومُحَمَّد عَبْد المَلِك بن هِشَام بن اَيُّوب حِمْيَرِى مَعَافِرى، صاحب السّيرة هذب سيرة ابن اسحق فصارت تنسب إليه "سيوطى، حسن المحاضرة، 1/228". كان اماماً في اللغة و النحو و العربية أديباً اخباريا نسابة. سكن مصر و توفي في سنة ثمان عشرة و مائتين. [44]
إنه مشهور بحمل العلم، متقدم في علم النسب و النحو، و هو من مصر و أصله من البصرة "قفطى،1955م، 2/212"، و المعافري بفتح الميم و العين المهملة و بعد الألف فاء مكسورة ثم راء، هذه النسبة إلى المعافر بن يَعْفُر قبيل كبير ينسب إليه بشر كثير عامتهم بمصر. [45]
عاصر ابن هشام عدداً من الأئمة المبرزين؛ منهم: أبُوعُبَيْدة مَعْمَر بن مُثَنَّى، أبُو زيد أنْصَارِى، خَلْف أحْمَر، هَيْثَم بن عَدِىّ، بَكَّائِى و ... [46]
آثار ابن هشام مَعَافِرى
السِّيرَةُ النَّبَوِيَّة يا السِّيرَة
ابن هشام هو الذي جمع سيرة رسول الله (ص) من المغازي و السير لابن إسحاق و هذبها و لخصها و شرحها السُّهيلي و هي الموجودة بأيدي الناس المعروفة بـ "سيرة" ابن هشام. [47] و هذه السيرة يَرويها عن ابن إسحاق قدهذّب منها أماكن مرّة بالزيادة و مرّة بالنقصان، و صارت لاتُعرف إلاّ بـ "سيرة" ابن هشام. و المصريين بها فرط غَرام و كثرة رواية و عن المصريين نقلتْ إلى سائر الآفاق. [48]
التِّيجان في مُلُك حِمْيَر
قد سُمِّي الكتاب في بعض المصادر باسم التِّيجَانُ لِمَعْرِفَةِ مُلُوكِ الزَّمَانِ في أخْبَارِ قَحْطَان و شَرْحُ أنْسَابِ حِمْيَر وَ مُلُوكِهَا"المصدر نفسه". ألّف ابن هشام هذا الكتاب في مصر. [49]
الأثر المفقود لابن هشام مَعَافِرى
في شَرْح ما وَقَعَ في أشْعَارِ السِّيَرِ مِن الغَرِيب [50]
خاتمة البحث
كانت المدرسة المصرية شديدة النزوع و الميل إلى المدرسة البصرية؛ لايعني هذا أنَّ المدرسة البصرية لم تتأثر بالمدرسة الكوفية. تنشط المدرسة المصرية منذ العصر الأيوبي و يظهر فيها أعلام بارزون مثل ابن هشام الأنصاري و عَبْد المَلِك بن هِشَام مَعَافِرى. يعتبر ظهور ابن حاجب علامة بارزة في مسيرة هذه المدرسة، حيث ينفرد ببعض الآراء و التوجيهات التي يخالف بها ما اتفق عليه جمهور النحاة. أبرز علماء هذه المدرسة ابن هشام الذي يأخذ من النحويين على اختلاف مدارسهم و ميولهم و مذاهبهم، فيقبل بعضها و يردّ الآخر بعد نقد و بحث و تمعن و تمحيص مع انفراده ببعض الآراء و التوجيهات. اما عَبْد المَلِك بن هِشَام مَعَافِرى؛ فإنّه مشهور بحمل العلم، متقدم في علم النسب و النحو. كان اماماً في اللغة و النحو و العربية أديباً اخبارياً نسابة.
المصادر و المراجع
1- قرآن كريم.
2- ابن خلكان، أبو العباس، به كوشش شمس الدين أحمد بن محمد بن أبي بكر، وفيات الأعيان و أنباء أبناء الزمان، به كوشش دكتور إحسان عبّاس، بيروت، دارصادر، 1948م.
3- ابن عماد، عبدالحى بن احمد، شذرات الذّهب في أخبار من ذهب، قاهره، 1351ق.
4- ابن هشام الأنصاري، جمال الدين، الألغاز النحوية، به كوشش موفّق فوزى الجَبْر، دمشق، دارالكتاب العربى، 1997م.
5- ـــــ ، مغنى اللبيب عن كتب الأعاريب، به كوشش حاج سيد هادى بنى هاشمى، تبريز، مسجد الجامع، 1367ش.
6- ـــــ ، الإعْرَاب عَن قَوَاعِد الإعْرَاب، قسطنطنيه، 1299ق.
7- ابن هشام معافرى، عبدالملك، التِّيجان، به كوشش عبدالعزيز مقالح، صنعا، 1979م.
8- افغانى،سعيد، تاريخ النحو، بيروت، لبنان، 1997م.
9- بروكلمان، كارل، تاريخ الأدب العربى، به كوشش عبدالحليم نجار، قاهره، دارالمعارف،1119ق.
10- حاجى خليفة، مصطفى بن عبدالله، كشف الظنون عن أسامي الكتب و الفنون، به كوشش شهاب الدين نجفي، بيروت، مكتبة المثنى، بى تا.
11- حفيظة، يحياوى، إسهامات نحاة المغرب و الأندلس في تأصيل الدرس النحوى العربي خلال القرنين السادس و السابع الهجريين، الجزائر، منشورت مخبر الممارسات اللغوية،2011م.
12- زبيدى، أبوبكر محمد بن الحسن، طبقات النحويين و اللغويين، به كوشش محمد أبوالفضل إبراهيم، بيروت، لبنان، 1954م.
13- سهيلى، عبدالرحمن، الروض الأنف، به كوشش عبدالرحمن وكيل، قاهره، 1387ق.
14- سيوطى، عبد الرحمن جلال الدين، حسن المحاضرة في أخبار مصر و القاهرة، به كوشش حسين شرف، قاهره، 1972م.
15- ضبع، يوسف عبد الرحمن، ابن هشام و أثره في النحو العربي، قاهره، دارالحديث، 1998م.
16- ضيف، شوقى، المدارس النحوية، مصر، دارالمعارف، 1968م.
17- عصام، نورالدين، ابن هشام الأنصارى حياته و منهجه النّحوي، بيروت، الشركة العالمية للكتاب، 1989م.
18- عوض، سامى، ابن هشام النحوي، دمشق، دار طلاس، 1987م.
19- قفطى، جمال الدين، إنباه الرّواة على أنباه النّحاة، به كوشش محمد ابوالفضل ابراهيم، قاهره،1374 ق/1955م.
20- محمد الغامدى، حامد بن عبدالرحمن، أثر الصنعة النحوية عند ابن هشام الأنصارى في استنباط الأحكام الفقهية و ترجيحها، المملكة العربية السعودية، جامعة أمّ القرى، 1434ق.
21- ناصف، على نجدى، تاريخ النحو، قاهره، دارالمعارف، 1119ق.
22- نيل، على فودة، ابن هشام انصارى، آثاره و مذهبه النّحوي، رياض، جامعة ملك مسعود، 1985م.
صغرى شاه قلعه
خريجة مرحلة الماجستير للغة العربية وآدابها بجامعة آزاد الإسلامية فرع طهران المركزية
s.shahghale@yahoo.com
Soghra Shahqalee
Islamic Azad University, Central Tehran Branch, Tehran, Iran
مشاركة منتدى
28 آذار (مارس) 2015, 22:32, بقلم حسين علي ثامر الكعبي
احسنتم ولكن وددت لو انني اجد قراءة في منهجه وطريقة تناوله لمسائل النحو في كتابه قطر الندى وبل الصدى
30 أيار (مايو) 2015, 18:36, بقلم علاء جمعة
ما شاء الله بحث قيم ، سؤال للاخوة الكرام
كتاب الروضة الادبية لابن هشام حقق ؟؟؟