دعاء الشرق

الشاعر هو ضمير أمته ولأن في الاتحاد قوة وفي الفرقة ضعف كتب الشاعر محمود حسن إسماعيل قصيدة دعاء الشرق لأن العالم العربي لا يزال مليئاً بالأمل في أن ينهض ليستعيد أمجاده وتحقيق الوحدة العربية فالشرق العربي الذي ظهرت منه الرسالات السماوية كيف يرضى بعدم تبوأ مكانه المستحق ؟! ففي الرابع من شهر يوليو من عام 1953 انطلقت أول وأشهر الإذاعات المصرية التي بثت لجميع أقطار العالم العربي باللغة العربية وهى إذاعة صوت العرب وصدحت بصوت أول مذيع بها أحمد سعيد ولم تكن هذه الإذاعة مجرد أداة إعلامية عادية بل كانت رمزًا للوحدة العربية والقومية وصوتًا للمقاومة ضد الاستعمار وفى العيد الأول لتأسيس إذاعة صوت العرب ألقى البكباشى أي المقدم جمال عبد الناصر رئيس الوزراء في ذلك الوقت كلمة احتفالا بها خاصة أنه صاحب فكرة تأسيسها وفور إذاعة كلمة جمال عبد الناصر قدم الموسيقار محمد عبد الوهاب بعض الأبيات من قصيدة دعاء الشرق للشاعر محمود حسن إسماعيل والتي كانت معه ليلحنها ويغنيها وبعد ساعة وصل قرار إلى صوت العرب من مكتب وزير الإرشاد صلاح سالم على شريط الاحتفال وعلى جميع تسجيلات محمد عبد الوهاب بتهمة إذاعة شعارات لحزب البعث السورى ضمن التحية لصوت العرب حتى لايظن أحد وجود شبهة علاقة ايحائية للمستمعين عن وجود صلة تنظيمية بين حزب البعث الثورى وبين جمال عبد الناصر تقول كلمات المقطع الذي قال محمد عبد الوهاب من قصيدة الشاعر محمود حسن إسماعيل دعاء الشرق:

نحن شعب عربي واحد ضمه في حومة البعث طريق

الهدى والحق من أعلامه وإباء الروح والعهدُ الوثيق

أذن الفجر على أيامنا وسرى فوق روابيها الشروق

كل قيد حوله من دمنا جذوة تدعو قلوب الشهداء

يا سماء الشرق طوفي بالضياء

وانشري شمسك في كل سماء

ذكريه واذكري أيامه بهدى الحق ونور الأنبياء

وبعد أن لحن الموسيقار محمد عبد الوهاب القصيدة غناها عام 1954 وعلى الرغم من أن محمد عبد الوهاب أستخدم آلة غربية في بداية مقطع (أيها السائل عن راياتنا) إلا أنها لم تخل بالجو الشرقي العام للحن.