دقت ساعة العمل
يوم الأربعاء 23 يوليو عام 1952 استيقظت مصر مع العالم على ثورة الضباط الأحرار لتخيلص مصر من الاحتلال وقد تغنت للثورة العديد من الأغنيات منها أغنية دقت ساعة العمل فقد كان الشاعر حسين السيد يعيش مع أسرته فى شقة بالطابق الرابع بالعمارة المطلة على ميدان الأوبرا بالعتبة وعاش أحداث ثورة 23 يوليو وذات يوم اتصل به صديقه الموسيقار محمد عبد الوهاب فقال له: عايز أغنية تتحدث عن العمل وحماس المصريين وانطلاقاتهم الثورية وتضحياتهم من أجل تحقيق مبادئ الثورة الستة لتكون أغنية دائمة يرددها كل المصريين أثناء العمل فصمت الشاعر حسين السيد وظل يفكر بعض الوقت ثم فاجأ صديقه الموسيقار محمد عبد الوهاب بعد فترة وجيزة باتصال تليفوني وقرأ له كلمات مقدمة أغنية دقت ساعة العمل فأعجب بها الموسيقار محمد عبد الوهاب وقال للشاعر حسين السيد : هو ده اللى أنا عايزه هل كملت المذهب؟ فقال حسين السيد: نعم وقرأ له ماكتبه.
سأل محمد عبد الوهاب صديقه حسين السيد: هل كتبت الكوبليهات؟ أنا عايز إتنين كوبليه فقط .. فقال حسين السيد: حاضر.. ثم طلب محمد عبد الوهاب من حسين السيد الحضور فى المساء ومعه النص الكامل.. وفي الموعد المحدد ذهب حسين السيد إلى محمد عبد الوهاب وبعد أن تناول الشاى أمسك محمد عبد الوهاب العود وغنى المذهب الذى سمعه من حسين السيد ولحنه فى الحال.. وقال لحسين السيد: أنا عايز الكوبلهين الإتنين على نفس مقاس المذهب فسلمه حسين السيد النص الكامل.
اتصل محمد عبد الوهاب بالموسيقار أحمد فؤاد حسن وطلب منه الحضور لكتابة النوتة الموسيقية وفي اليوم التالي كان محمد عبد الوهاب في أستوديو الإذاعة فسأل مهندس الصوت مع أعضاء الفرقة الموسيقية من الذى سيغنى هذا اللحن؟ فقال محمد عبد الوهاب أنا وسوف أهديه لثورة 23 يوليو وزعيمها جمال عبد الناصر فصفق له الحاضرون وغنى محمد عبد الوهاب أغنية دقت ساعة العمل وأذاعتها الإذاعة وحققت نجاحاً مدويا.