الجمعة ١٩ آذار (مارس) ٢٠١٠
بقلم إبراهيم خليل إبراهيم

دموع التاريخ

 
قصدت مدينة أسوان للاستجمام من عناء العمل وفى بهو الفندق جلست سائحة يابانية وألقت تحية الصباح علىّ .. رددت عليها ودعوتها لتناول كوب من الشاى معا.. ابتسمت وهى تثنى على كرم المصريين.. جاذبنا أطراف الحديث.. قلت لها: منذ أيام كنتم تقيمون ذكرى إلقاء القنبلة الذرية على مدينتى هيروشيما وناجازاكى.. قالت وفى عينيها رفرف طائر الألم: كان والدى يقص علينا فجيعة مأساة هذا اليوم الذى ألقت فيه طائرة أمريكية من طراز (بـ 29) صباح 26 من أغسطس عام 1945 أول قنبلة ذرية تستخدم فى تاريخ العمليات الحربية على مدينتنا هيروشيما والقنبلة الثانية على ناجازاكى وقد أودت قنبلة هيروشيما بحياة 100000 يابانى وارتفع العدد إلى 140000 بنهاية العام وبعد ذلك زاد العدد بخمسة وأربعين ألفا من جراء الإشعاعات مع ظهور أمراض السرطان.. حيث رفع انفجار القنبلة درجة حرارة الأرض إلى 4000 درجة فى دائرة نصف قطرها 5 و 3 كم وارتفعت سرعة الرياح غلى 440 مترا فى الثانية وأصبح عشرات الأطفال بلا مأوى أما من نجا من الموت فقد أصابه التشوه.. كما سويت مدينة هيروشيما بالأرض وبقيت بعض أطلال. 

وذكر والدى أن اليابانيين وهم تحت الاحتلال الأمريكى صار بينهم جدل حول ما إذا كان من الأفضل ترك أطلال المبانى شاهدا على جريمة الأمريكان أم هدمها وإزالة آثارها؟ 

واستقر الرأى على الإبقاء على شاهد واحد وهو مبنى ذو قبة عالية.. أما مكان سقوط القنبلة فقد أقيم فيه مستشفا وحيدا.. وإلى الآن وأنا مازلت أحافظ مع بقيةاليابانيين على زيارة القبة ومكان سقوط القنبلة.. ثم قالت مبتسمة: بلادكم جميلة فحافظوا عليها. 

قلت لها: وأنتم شعب عظيم.. وأستأذن كل منا فى الانصراف .
 
 


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى