د. علي نسر في حفل توزيع جوائز مسابقة ديوان العرب

"المبدعون يحملون مسؤولية تحويل المقاومة إلى فعل بالكتابة"

"يا فلسطينية والغربة طالت كفاية، والصحراء آنت باللاجئين والضحايا، والأرض حنت للفلاحين والسقاية والثورة غاية والنصر أول خطاكم".. بهذه الكلمات افتتح الدكتور علي نسر، عضو لجنة التحكيم مسابقة ديوان العرب العاشرة، كلمته في احتفالية تسليم جوائز المسابقة التي أقيمت بمقر نقابة الصحفيين.

وأضاف د. نسر: "في ظل هذه الأجواء التي تحيط بنا لما يحدث في أرضنا المحتلة، وأنا الآتي من محاذاة الشريط من جنوب لبنان، أريد أن أقول إنه على عاتق الأدباء والشعراء جميعًا مسؤولية كبيرة لتحويل المقاومة إلى فعل في الكتابة، وبدلًا من المقاومة في الأدب والشعر علينا أن نصل إلى مرحلة المقاومة بالأدب والشعر، وإن كانت الأثمان باهظة، ولنا أمثلة كثيرة ممن دفعوا أثمانا باهظة؛ لأن المقاومة كانت بأدبهم أكثر مما كانت في أدبهم".

واستطرد د. نسر، قائلا: "إذا ما عدنا إلى مسابقتنا وأنا الذي أحمل الشكر للقائمين كلهم على هذا الحفل الذي جمعنا بهذه الوجوه الطيبة، إلى ديوان العرب بأسرة تحريرها ومحررها الأستاذ عادل سالم، وكل من كان له بصمة لإنجاح هذا الحدث، إلى كل المشاركين، فنحن نجد أنفسنا أمام ثلاثة أفرع من القصيدة ما زالت تحتل الميدان الأدبي الشعري".

وتابع: "وهذا إن دل على شيء فهو يدل على أن الحداثة ليست كما قيل وكما أتهم أصحابها بأنهم جاؤوا ليكسروا أصول الشعر، فها نحن وجدنا حداثة واضحة في غير قصيدة من قصائد البحر، عندما نفرغ القصيدة من اثقالها، ثم نحملها دلالات وحمولات جديدة. وهذا ما يجعلني في دراسة لي صدرت منذ مدة، أصنف هذه الفروع الثلاثة مسقطًا طبقات الجهاز النفسي الفرويدي حيث القصيدة التفعيلية تشكل الأنا التي لم تتخلص كليًا من الأنا الأعلى، او القصيدة العمودية، وإن أطاحت بالبيت إلا أنها أبقت على الوزن، في حين أنها أخذت من قصيدة النثر الحرية ومتطلبات الهو، وبهذا تأكيد واضح على مسألة الأنا، وهي أن الشعر ينبغي أن يكون منضبطًا من خلال إيقاع الحياة والوجود، وهذا ما تطرق إليه جدنا في الشعر ابن المعتز، حين قال إِذا أآنستَ في لفظي فُتوراً.. وَحَظِّيَ وَالبَلاغَةِ وَالبَيانِ.. فَلا تَرتَب بِفَهمي إِنَّ رَقصي.. عَلى مِقدارِ إيقاعِ الزَمانِ".