ذكريات ربيع قادم
تعبرني هضابٌ سهولٌ ووديان
تعبرني الطريق وأشجار النخيل
المسافرة إلى مفاصل الزمن
يعبرني التاريخ أعمدةٌ تتعالى
على أكتاف البؤس والشقاء
يسقيها العرق والدمع ...
تغذيها الدماء والأبرياء
و و..و في لحظات
يعبرني صوتك القرمزيّ
الموشّح بألمٍ دفين
المشبع
بالحبّ .. بالأمل .. بالحياة
يرسو على إيقاع دلالٍ راقص
يداعب جنوني
ويرسم ابتسامةً على أطرافها دمعة
إلى أن تنطفئ الشمس ...
إلى أن ينام القمر ...
إلى أن تعلن الأرض طهارتها
من براثن البشر
أحبّك
أبحر في محراب عينيك
وأمتدّ نجوماً على مساحات الزمن الآتي
يا واهبة الموت ...
يا واهبة الحياة ...
أيتها المسكونة بالرغبة المستترة
تتدفّقين شلّال حبٍّ بين الكلمات
وترقصين في ألواني ذاكرةً للفصول
تهطلين على جسدي الخريف ...
تمرّ راحتاك ربيعاً
يمسح حزني ...
ألمي ... وكآبتي
يعطّرها ...
ويزهر في صبا حاتي الحالمة
فجراً جديداً
أيتها المسكونة بالفصول
رغم العيون ...
وسجّانيّ الحرّيّة الموزّعين ...
على مشارف قصر الحب
القابعين خلف التاريخ ...
خلف الأديان
كخوفٍ مسطّرٍ يمتدّ إلى أفكارنا...
وحركاتنا .. وكلماتنا ...
يحجبها...
يمنعها من الانفلات
أهجر غربتي
أمتدّ محمولاً على كفني ...
محمولاً على وطني
أبحر في مسامات الرّغبة ...
أعبر جسد الكون ..
أداعب كوكبين ونجم
مارداً متمرّداً أستطيل ...
أمتدّ .. أنتفض
أروي الحياة
وأنتحر بصمتٍ
على أطراف نهديك ...
ذكريات ربيعٍ قادم