الثلاثاء ٢١ آذار (مارس) ٢٠٠٦
بقلم رامي نزيه أبو شهاب

رحلة تسكع مع أبي الفتح الإسكندري

في قبابِ الخمر

دسسْتُ قلبي

فانبلجَ الدّمُ مِن شَراييني

طيعةٌ هي ذاكرةُ الوله الممشُوق

عيناكِ فلاة ٌ

لا تجودْ

كلامُك كسَّر دميْ

قطع الليلَ

أصيحُ.........

ألا أيّها الليلُ الطويلُ ألا انجلِّ

فيمُْطرني بصقيعِ الجفاء ِ

لا الحنينَ مسكوبٌ بكؤوسٍ حتى أثمل

ولا راحلتي تُدنيني من جناك المُعلل

فانزويتُ في تكيةِ زاهدٍ مُتصوف

أشرب الكابتشينو مُردداً

أيها السَّاقي إليكَ المُشتكى

قد دعوناكَ وإنْ لم تسمعِ

فرَماني بالعصا من فَرطِ ما في من جَوى

فحملتُ كتبي وهششْتُ أغْنامي

ورحلتُ صَوبَ التّبت ْ

أمارسُ قَمعَ الأبْدانْ

أقتصدُ في الأفراحِ والأحزانْ

أبارك غمامة شاردة

وأشفي الأرواح ْ

حتى أصبحَ العشقُ في مدينتي مُباحْ

والنساءُ تُسْتَباح

فأهدرَ الحاكمُ دَمّي

وطاردني العسسْ

في كلِّ الأمصار

و في كلِّ مرفأ ومطارْ

وفجأةً انبلجَ بحرٌ بلا أضلاع

انبثق منهُ نورٌ ساطع

حوريةٌ تَشّفُ الماء

في ظلٍّ خَفيف وجسمٍ لَطيف..

............................

وفي المساء ْ

كنتُ ألهو بشعورِ الحُوريات

أقرأ ُ قصائدي للسمك وللحيتان وللحوريات الوردياتْ

كلُّ ذلك يا سادتي في جمعياتِ الرّفقِ بالإنسانِ والأوطانِ والمومساتْ

وفي مقاهي الانترنت وقاعات السينمات ْ

وبعدَها احتفلنا بعيدِ البحر

فضحوا بي قرباناً إلى السّماء

وتفرقَ لحمي على قارات الحزن المعتم

والخوف الأزلي..

ومن هنا بدأت الحكاية

إذ عدت مرة أخرى على شكل جان مأفون

...................................

دق الباب

خفت من أرجع إلى فوق حيث

الموت واليباب

.........

........

.........قيل لي لا بد أن تعود

إلى الوطن أو شيء ما من هذا القبيل

هكذا حدثني أبو الفتح الاسكندري حين قدم لزيارتي

بسيارته الجديدة من ماركة لمبرجيني

أقلني رغما عني، وعلى الطريق صادفنا أبو العلاء المعري

كان مهيبا كصلاة في معبد

تواطئت معه بأن الحياة لا تتعدَّ كونها معبرا نحو المجهول

وقلت له غير مجد في ملتي واعتقادي

قتل جلاد أو اعتقال حرامي

وأسرعت اللمبرجيني

حتى فاض قلبي بالنبيذ في رحلة

إلى الشيخ محي الدين بن عربي

التقيناه في حانة على رصيف شارع مكسور

ربما شاعر مأسور

المهم

قدمت لنا حورية - تظهر شق ثدييها - كؤوس النبيذ

فدار الحزن علينا تباعا

وأغمضت الدنيا

حتى ملكت علينا الرحل والراحلة

وبتنا بلا مأوى وذابت الجسوم في العقول

من فرط ما أصابنا من حزن وذهول

بعدها أستأذن ابن عربي متعللا

بان السماء تستدعيه

فعلمت أن حزني لا يعول عليه الكثير

فأسرع الإسكندري بسيارته (التي وجدناها مهجورة على بعد شارع)

حتى وصلنا إلى بيت المتنبي وهناك ترجلنا

استقبلنا بحفاوة كالعادة

ولكن بيته كان محاصرا برجال الأمن والدبابات والاستخبارات والطائرات ويقال

والله أعلم أن منزله تحت

مرمى الصورايخ النووية

فاستأذنت خوفا من الشبهة المدوية

فضحك وودعنا وهو يتمتم بشيء ما

حينها قرر أبو الفتح الاسكندري

الذهاب للسلام على العز بن عبد السلام

ولهول ما كانت المفاجأة

حينما وجدناه مصلوبا

فعرفنا بان الموت آت

وأن الزمان قد عاد

حتى نصبح كقوم عاد

فرجوت صديقي بأن يسرع حتى لا نكون من الأقوام الهالكة

وتتحدث عنا الكتب والمناهج الغابرة

ففكرت في زيارة الخليل بن أحمد

كي أناقشه في أوزان الشعر وجدوى قصيدة التفعيلة

ومن ثم أصدمه بقصيدة النثر وتهويمات الشعراء الماجنة

فوجدته مطروحا على قارعة الطريق

جثته هامدة

فصرخت كثيرا ولكن لغتي كانت عاجمة

ففقدت الاتصال بين عالمي وعالم الأحياء

لأن لساني كان كومة حطب يابسة

فحملني أبو الفتح الإسكندري في سيارته الملبرجيني

وأرسلني إلى سيد مبروك الذي يفك السحر ويشفي المجذوب

وهناك قصصت له حكايتي

ابتسم وقال يا ولدي:

الحزن عليك هو المكتوب

فلا تحاول الفرار أو حتى الهروب

لأن القدر مكتوب

فقررت من يومها أن أتوب

عن كسر اللغة والتزم بما هو مدون ومكتوب

لأن لا شيء في هذا الوطن يدوم

ودّعني الإسكندري وهو مهموم

وسمعته يقول:

ويحك هذا الزمان زور فلا يغرنك الغرور


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى