رحلة في روح أمل العاثم
في سياق اختتام فعاليات احتفالات الدوحة عاصمة للثقافة العربية تقيم وزارة الثقافة والفنون والتراث القطرية معرضا شخصيا جديدا بمركز الفنون البصرية في الحي الثقافي للفنانة التشكيلية أمل العاثم بعنوان " رحلة امرأة " يتضمن أعمالها الحديثة التي أنجزتها .
وأمل التي تعد واحدة من أبرز الوجوه التشكيلية والثقافية عموما في الخليج العربي تتسم أعمالها بشفافية عالية ،واحترافية في التعامل مع اللون، كما أن الذات تحضر بهواجسها وقلقها في فضاء اللوحة، فأعمالها المعروضة الآن في الدوحة تشي بالأسرار، حيث تطل كائنات الفنانة الخفية ورموزها التي تعتمل في بطن اللوحة مثلما اعتملت في باطن منشئتها.
فاللوحة عند أمل العاثم محكمة في بنائها حيث تتخلص من الحواشي والزوائد، إنها متن روحها، الأبيض والبياض لهما معا سطوة مرئية أحيانا وخجلة أحيانا أخرى، إنه النور الأسنى الذي يبرز من عوالم أمل العاثم. كما أنهما يمنحان رغبة في التحدي والصراع بين العشق والشر .على الرغم من الألوان الزاهية التي التجأت إليها،
نحن أمام تعدد وثراء في الأبنية والتراكيب والقطع والأسطح، إنه التعدد في السياق الواحد، واللغة الواحدة التي تتعدد وتتنوع وتحمل رغبتها في الخروج من الأسر والنمط .
أغلب اللوحات طولية، كما أن الشخوص المتوارية في بعض اللوحات يتمتعن بطول القامة ، كأننا أمام سؤال مشروع هل حجم اللوحات "وهي هنا كبيرة" واتجاهها له علاقة بتكوين الفنان الجسدي؟
هل هذا المعرض هو سيرة روح شكلا ولونا؟
إن الفن عموما ماهو إلا ترجمان لأشواقنا وآلامنا.
أمل العاثم في هذه التجربة تخرج إلى فضاء جديد يتواصل مع منجزها السابق. لكنه في هذه المرة مفارق ومجاوز بدرجات كبيرة، فهي فنانة تسعى دوما نحو المجهول، تتسم بالمغامرة غير المحسوبة ، مؤمنة أن لا حساب في الفن.
ولأنها مثقفة وممتلئة بصريا وروحيا فدان لها اتجاهها سواء كان تجرد محضا، أو تجرد معبرة.
وتقدم أمل العاثم في معرضها أحدث تجاربها التشكيلية، والتي اتجهت بها، وبشكل أعمق، وأكثر جرأة، ومغامرة نحو التجريد، وتوظيف تقنيات اللون وتعبيراته، وملامسه الحسية علي سطح اللوحة.
والفنانة أمل العاثم حاصلة على البكالوريوس في التربية الفنية من جامعة قطر، ودرست فنون الديكور في الكويت، وعرضت أعمالها التشكيلية في الدوحة والبحرين ولبنان والكويت ومسقط وايطاليا والقاهرة والامارات واليابان وأمريكا والصين والمغرب، وحصلت على الجائزة الأولى في معرض الشباب الفني.
وهي عضو الجمعية القطرية للفنون التشكيلية، وجمعية البحرية للفن المعاصر.
وكان الدكتور حمد بن عبد العزيز الكواري وزير الثقافة والفنون والتراث القطري قد أصدر قرارا أخيرا بتعيين الفنانة أمل العاثم رئيسا لمركز الفنون البصرية.
وأمل العاثم فنانة تشكيلية ومصممة ديكور مسرحي وأزياء ولديها اهتمامات أدبية، كما ترأست خلال هذه السنة لجنة الفنون البصرية ضمن احتفالية الدوحة عاصمة الثقافة العربية 2010،
وهذا العام شاركت في معرض الفنانات القطريات القديرات والرائدات في «الفيديو آرت» بعملها الموسوم بـ «من الظلام إلى النور»،( وهو عمل فني بأسلوب الـ video art في مدة استغرقت ست دقائق وثلاثين ثانية ودون حوار تحكي فيه عن قصة امرأة خليجية تخرج من الماء الذي شكل لها الظلمات لتتخطى السور المحكم وتقف بكل قوة وعزم أمام النار فتلقي فيها كل معنى للتخلف والانكسار والعبودية وتتجه إلى النخلة التي تمثل لها الصمود وتستمد منها العزيمة تسير وتسير باتجاه الشمس وفي خطاها الثابتة أمل متجدد وبصمات لحياة مشرقة . لقد اعتمدت الفنانة أمل العاثم على الضوء والظل كتأثير مهم يوصل للمشاهد إحساسا بالحالة والحدث.
وهي التي بدأت رحلتها الإبداعية عبر دراستها في المعهد العالي للفنون المسرحية في الكويت عام 1989، لتحصل على البكالوريوس في التربية الفنية من جامعة قطر سنة 1995.
وتنتمي أمل إلى المدرسة الواقعية لتنطلق منها نحو مدارس أخرى مرورا بالتأثيرية وفن الكولاج والفن المركب وصولا إلى المدرسة التجريدية الحديثة حيث تتخذ من الأخيرة منهج ريشتها الخاصة.
تعددت مشاركات أمل العاثم محليا ودوليا، واستحقت على أعمالها جوائز وشهادات تقدير قيمة من مؤسسات مختلفة أهمها: الجائزة الكبرى في معرض الشباب الأول بقطر سنة 2004، وجائزة تصميم شعار مجلة الدوحة الثقافية سنة 2006، إلى جانب شهادات تقدير من بينالي القاهرة 2004، ومهرجان بيشيلية لدول حوض البحر الأبيض المتوسط، إيطاليا 2006، فضلا عن جوائز التقدير والإنجاز من المجلس الوطني للثقافة والفنون والتراث من 2002 إلى 2007، لمشاركاتها المتميزة في فعاليات مهرجان الدوحة الثقافي
وعن أعمالها الجديدة تقول أمل العاثم: إنها تمثل ترجمة لخبرتي المعنوية والروحية، في مرحلة مهمة من حياتي وفني،
وترى أن الإنسان عامة والفنان خصوصا هو ابن بيئته بما فيها من مفردات وخصائص وعناصر مادية أو ثقافية، تتسلل إلى وعيه عبر الأيام والشهور والسنين حتى تشكل ذاكرته البصرية وتكوّن مخزونه الصوري، وتنمي – بشكل غير مباشر – مخزونه النفسي والروحي، وتشير إلى أن ملامح البيئة تساهم بالضرورة وبشكل مباشر في تشكيل وعي الفنانين ، فهي النبع الأول الذي يستمد منه الجميع إبداعاتهم، وهي الذاكرة التي تحتفظ بكل أسرار الإنسان والمكان
وتقول إن بعض مجتمعاتنا في الشرق لاتزال تسيطر عليها الثقافة الذكورية التي لا تكاد تلحظ أن هناك أنثى تمارس فعل الحياة أيضا، فتعاملها على أنها كائن من الدرجة الثانية يجب أن يأتي ويذهب في الظل، دون أن يلحظ أحد، ، فالمرأة على مر التاريخ ليست فنانة فقط بل كانت – ومازالت – ملهمة لكل المبدعين، فمن يستطيع أن ينسى موناليزا دافنشى ونساء رفائيل أو صورة فينوس وهى تخرج من زبد البحر.
وتضيف الفنانة التشكيلية أمل العاثم:
– في تجربتي تتعانق الموسيقى والشعر والتشكيل لصياغة مشهدي النفسي والجمالي ففي قلب المشهد الاجتماعي والثقافي وأسئلة الوجود بين أقواس الألم والأمل ولدت تجربتي ،
فقد كان من الصعب علي كتم تلك الطاقة الكامنة بداخلي والتي تتحرك فى كل الاتجاهات، في محاولة مني لترويض مارد الفن بداخلي والذي في أحيان كثيرة يفلت عقاله وأفقد السيطرة عليه، ولعل ذلك يفسر تلك الحركة الدائبة وهذا الزخم الزائد والذي ظهر في كم ونوع المعارض والفاعليات والأنشطة التي أقمتها أو اشتركت فيها فى معظم دول الخليج والعديد من الدول العربية والوربية.. مروراً بجائزة مسابقة معرض الشباب الأول بالدوحة، و مشاركتي في بينالي القاهرة.
وعن مصادر إلهامها تقول أمل:
– في أعمالي أستلهم شخوصا وهويات لنساء في حالة من التيه والفقدان يبحثن عن الخلاص خارج ذواتهن وخارج البيوت التي تظهر دائما بلا ملامح، حيث المكان.. لا مكان، وحيث الزمان.. لازمان، وهي أيضا تتويج لحالة حوار وبحث دائم مع النفس وعنها، وبحث عن الذات داخل الذات،علها توجد بين أقباس الضوء والعتمات.
وفي محاولتي لايجاد معادل جمالي لهذه المشاعر والأفكار، ومعالجتها بالخطوط والظلال والألوان على مسطح اللوحة، كلما اقتربت من الوصول، اكتشفت أنها مازالت بعيدة... فأبدأ البحث من جديد، ولعل هذا ما أكسبني الجرأة اللازمة لتصبحت ضربات ريشتي أقوى وإيقاعها أسرع وخطوطها أكثر حرية وحيوية، لكنني أدرك أن الحقيقة بعيدة وأن الخلاص ينبع دائما من داخلنا ولا يأتي أبداً من الخارج.
ولكن.. ورغم كل هذه النشاطات والفاعليات التي قمت بها أو اشتركت فيها، فإنني– وكما أقول عن تجربتي– مازلت في أول الطريق وفي مرحلة البحث والتجريب. فأنا أحاول – أن أقدم بحث فني في اللون والفراغ، حيث اللون هو المثير الذي يحفزني والفراغ هو الهاجس الذي أصارعه، في محاولة لسبر أغواره وكشف الستار عن المجهول الكامن خلف الصمت البادي في أرجاء اللوحة.
والفنانة التشكيلية أمل العاثم
- حصلت على بكالوريوس تربية فنية جامعة- قطر 1995
المؤهل
-* وبكالوريوس تربية فنية جامعة- قطر 1995 - ودرست هندسة الديكور (المعهد العالي للفنون المسرحية)- الكويت 1989
- وهي عضو مجلس إدارة في الجمعية القطرية للفنون التشكيلية2005-2007
- وعضو في جمعية البحرين للفن المعاصر
- وعضو مركز إبداع الفتيات
- وحصلت على العديد من الدورات في المجال الفني
1) أما معارضها الشخصية فهي :
- (تراثيات معاصرة 1) بدولة البحرين2000
- (تراثيات معاصرة 2)بدولة قطر2001
- ( (رحلة امرأة) 2003
- (معرض البريد العام )2004
- (من الظلام الى النور) مهرجان الدوحة الثقافي 2005
-* (Alive) 2006
2) معارض محلية :
- معرض آفاق فنية لمدرسات التربية الفنية 2001
- جميع معارض الفنانين القطريين من عام 2000-2008
- جميع المعارض المشتركة للفنانين والمقيمين2000-2008
- معرض الفنانين القطريين بمناسبة افتتاح مجمع ال (سيتي سنتر)2001
- تصميم وتنفيذ عربة (امير الحرية والثقافة) لوزارة التربية والتعليم بمهرجان الدوحة الثقافي الأول 2002
- معرض الفنانات القطريات تحت رعاية وزارة التربية والتعليم 2002
- معرض الفنانات القطريات الاول في جالري بيسان الدوحة2002
- معرض افتتاح دورة التنس والاسكواش 2003
- المشاركة في مهرجان الدوحة الثقافي الثاني 2003 (خيمة قوس قزح)
- المعرض العام في جاليري بيسان 2003
- اعداد البرنامج التلفزيوني "نادي الفنان" 2003
- معرض الشراكة بين الفن والعلم 2003
- المشاركة في فعاليات مهرجان الدوحة الثقافي الثالث 2004
- معرض الفنانين القطريين 2004
- معرض صيف وفن في جاليري بيسان 2004
- اعداد وتنفيذ ورش فنية للموهوبين والمبدعين في مركز المبدعين والموهوبين بدولة قطر 2004
- معرض الهيئة العامة للسياحة 2004
- معرض الفنانين القطريين 2005
- في معارض مهرجان الدوحة الثقافي الخامس 2006
- تصميم جميع مطبوعات مهرجان الدوحة الثقافي الخامس 2006
- تصميم مطبوعات وإصدارات المجلس الوطني للثقافة والفنون 2006
- معرض أسياد الدوحة 2006
- معرض اليوبيل الفضي للجمعية القطرية للفنون التشكيلية 2007
- معرض التصميم مع مؤسسة قطر للتعليم 2008
- تنظيم معرض (دولفين في عيون الإبداع ) 2008
- معرض الفنانات الخليجيات في قاعة مركز سوق واقف 2008
- معرض الفنانين القطريين في قاعة مركز سوق واقف 2008
- معرض مؤسسة قادة القرن الواحد والعشرين – الدوحة 2009
- معرض الفنانين القطريين (الدوحة عاصمة الثقافة 2010
- معرض الفيديوآرت ( الدوحة عاصمة الثقافة 2010
- معرض مشترك ضمن فعاليات معرض الكتاب في سوريا 2010
3)معارض خارجية :
- ربيع الثقافة - باريس 2006
- الاسبوع الثقافي القطري - الصين 2006
- أرضية مشتركة تحت رعاية المعهد الثقافي البريطاني -متحف الشارقة 2006
- الاسبوع الثقافي القطري – كوبا 2006
- الاسبوع الثقافي القطري – الصين 2006
- الاسبوع الثقافي القطري في كوبا 2006
- مهرجان مسقط بمعرض الدائرة 2005
- عيد التحرير - الكويت 2005
- قطر اكسبو - اليابان 2005
- معرض للأعمال التركيبية في واشنطن D.C 2005
- مهرجان دول حوض البحر الأبيض المتوسط - إيطاليا 2005
- ملتقى نور الشكل - جمهورية مصر العربية 2005
- الاسبوع الثقافي القطري – سيئول 2005
- معرض الفنانين العرب في قاعة السيد -سوريا 2005
- معرض دعوة للسلام في مقر هيئة الأمم المتحدة (اليونسكو) لبنان 2004
- سمبوزيوم النحت -مدينة عاليه ، لبنان 2004
- مهرجان أصيلة -المغرب 2004
- معرض الفنون التشكيلية بمناسبة إفتتاح اللأولمبيات -اليونان2004
- مهرجان اصيلة -البحرين 2004
- بينالي القاهرة الدولي التاسع 2003-2004
- تمثيل الهيئة العامة للشباب والرياضة في (سمبوزيوم عاليه للرسم ) لبنان 2003
- تمثيل الدولة بالمشاركة في أكبر لوحة للسلام - لبنان 2003
- معرض الفنانين القطريين - البحرين2002
- معرض المرأة والإبداع البحرين 2002
الجوائز
1. الجائزة الكبرى في معرض الشباب الاول 2004
2. جائزة تصميم شعار مجلة الدوحة 2006
3. شهادة تقدير من بينالي القاهرة 2004
4. شهاة تقدير من مهرجان بيشيلية لدول حوض البحرالابيض المتوسط – ايطاليا2005
5. العديد من شهادات التقدير والانجاز في جميع مهرجانات الدوحة الثقافية من 2002 حتى 2007
6. المشاركة في العديد من لجان التحكيم (وزارة التربية والتعليم - المجلس الوطني للثقافة والفنون والتراث، وزارة الداخلية – وزارة الخارجية)
7. تأسيس قاعة فنية في مبنى مؤسسة البريد العامة الدوحة 2004