الأحد ١٧ حزيران (يونيو) ٢٠١٨
رُؤى ثقافيّة «311»
بقلم عبد الله بن أحمد الفيفي

رَهَش!

فَـتَّحَ الصُّبْحُ عُـيُوْنًـا في الغَـبَـشْ
فاسْتَحَـى لمـَّا رأى عَـيْـنَي رَهَـشْ
وأَشَــاحَ الفَـجْـرُ عَـنَّـا إِذْ غَــدَا
مَغْـرِبًا في مَـشْرِقٍ فِيْـهِ ارْتَـبـَشْ(*)
طَـفْـلَـةٌ شَـنَّتْ عَوَادِيْ رُوْمِـهَـا
في دُجَى لَـيْـلٍ كأَعْرَاسِ الحَـبَـشْ
مـا رَأَتْ قَـلْـبًا نَـدِيًّـا بِـالهَـوَى
مـا تَـصَبَّـتْـهُ وغَـازِيْهـا بَطَـشْ!

صَبَّحَتْ فـي كُـلِّ غُـصْنٍ آيـَـةً
مِنْ غَـوالِـيْـها ومَسْرَاهـا نَـقَـشْ
في شَـذَا وَرْدِ النَّـدَى مِنْ وَرْدِهـا
وعلى الرُّمَّـانِ مِنْ وَجْدِي نَمَـشْ
قُلْتُ : يا بِنْـتَ القَوَافِـي ، بَـيِّـنِـيْ
ما عَـسَى أُخْـرَاهُ تَارِيْخُ العَطَـشْ؟
طَـالَ بِـيْ شِعْرِيْ، وطالَتْ غُرْبَتِيْ
في معَانِيْـهِ، بَكَى شِيْـنِيْ الأَجَشْ!

قُـلْتِ : ما شَأْنِـي بِقَلْبٍ شَـاعِـرٍ
كُـلَّما رَفَّـتْ يَـمَامَاتِـيْ جَهَـشْ؟!
فَـلَـكَ الحُـبُّ ولِــيْ حُـرِّيَّـتِـي
يا أَمِـيْرَ الشِّعْـرِ يا طِفْلَ الدَّهَشْ!

وانْـتَـهَـيْـنَـا وانْـتَـهَى دِيْـوَانُـنَـا
كَمْ هِلالٍ لو دَنَتْ شَمْسٌ نَـهَـشْ!

لا تُصَدِّقْ حُـبَّ لَـيْـلَـى ؛ طـالمـا
جَـرَّعَتْ قَـيْسًا بِكَاسَاتِ الغَشَشْ
لا تَـبِـعْ قُدْسَكَ، ما مِنْ عُـشْـبَـةٍ
فِـيْهِ تُـبْـتَـاعُ بِـ(قَـارُوْنِ) الحَـوَشْ
كُـلُّ مَنْ يَهْـوَى ولا يُهْـوَى فَقَدْ
صَبَّ نَـارًا بَيْن جَنْـبَـيْـهِ ورَشْ!
أ.د/ عبدالله بن أحمد الفَيْفي

(*) في لهجات جنوب (الجزيرة العربيَّة) يستعملون «رَبَش» بمعنى: أَرْبَكَ، و«ارتَبَشَ»: ارتبكَ. وهو تعبيرٌ له وجهٌ فصيح، وإنْ كان مندثرًا من العربيَّة. فأرْبَشَت الأرضُ: أورقتْ وتَفَطَّرتْ بمختلف الألوان من العشب. ومكانٌ أَرْبَش وأَبْرَش: مختلف اللون. (انظر: الأزهري، تهذيب اللغة، (ربش)). فلعلَّ الأصل اللهجي مأخوذٌ من هٰذا؛ لما يعتور المرتبِكَ من امتعاق لونٍ وتغيُّر ملامح واضطراب، كالأرض لمَّا تَرْتَبِش.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى