السبت ٤ أيار (مايو) ٢٠١٣

زفرات الريح

محمد خيري الإمام
هَبْ أنك جاوزت العشريـن
وما زلت تحبْ!
لكنك – كالعادة – لا تخبر محبوبتـك
عن الشوق المشتعل بصدركْ
وحياؤك يرخي عينيـك إذا مرت بكْ
هي تمضي من خلفك أو من بين يديك
وأنت الصامت – وحدك –
في هذا الزمن الصعبْ
تجلس في غرفتك المترامية الأطراف
تمارس – وحدك – آهات الصَّبْ
ابتسمت
لا تدري كيف أحست بكْ
أهناك مساحات مسكوت عنها
تتلاقى فيها أروح العشاق؟
 
ابتسمـتْ
فتصاعدت الروح
وزغردت الدنيا في وجهك
وكشفت عن العينين ستار العيْبْ
في أولى خطواتك نحو ملاكك
أحسست بسكين في ظهرك
يوشك أن ينفذ عبر شرودك للقلبْ
مرت ساعات في علم الغيْبْ
حين أفقت تحاول أن ترفع كفيك لباب الله
رأيت ذراعيك مكبلتين بسلسلة قاسيةٍ
مرت سنوات ودموعك تمزج أمواج النيل العذبْ
سنوات لا يسمعك السيارة
إذ تصرخ في الجُبْ
 
يا يوسف!
هذى زفرتك الكبرى
يا أجمل مخلوق في العالم
آهاتك وصلت بالليل إليَّ
تثير الرمل الرابض
فوق قلوب نسيت معنى الرحمة
وتجردها من طبقات الصدإ الصلبْ
أعلم أنك كنت تردد:
يا ربْ!
حقا:
من زفرات الموجوعين
الريح تهبْ!
محمد خيري الإمام

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى