الثلاثاء ٢٢ حزيران (يونيو) ٢٠٢١
بقلم الشيماء خالد عبد المولى

سريع والعصفور

سريع و لد مميز، يواظب على دراسته ويمدﹼ يد العون لمن يحتاجه و جميع ﺃهل الحي يحبونه. لا يتأخر في الاستيقاظ صباحا استعدادا للمدرسة، ذات يوم خرج متوجها ﺇلى مدرسته فراح يمشي بمحاذاة الرصيف وكان في طريقه يمرﱡ دائما على الغابة الواقعة بجانب منزله، لمح فجأة فوق العشب تحت ﺇحدى اﻷشجار عصفورا ملقى يحاول رفع جناحيه والتحليق بهما فهرع سريع نحوه، حمله بيديه برفق وهو يتفحصه قلقا.

رفع رﺃسه ليلقي نظرة ﺃعلى الشجرة فوجد عشا صغيرا فوق ﺃحد اﻷغصان، ﺃدرك سريعا ﺃن العصفور قد سقط من عشه ولحسن الحظ فقد كان سريع متسلقا بارعا ففكر لبرهة ثم نزع حقيبته وقال في نفسه:

لا يمكنني تركه هكذا وجب علي ﺃن ﺃرجعه ﺇلى العش ﺇلى حين عودة ﺃمه وﺇلا فسيموت هنا.

و بخفة و مهارة خبئ سريع العصفور في جيبه وتسلق ﺇلى ﺃعلى الشجرة وصار يطمئن كل دقيقة وﺃخرى عليه حتى وصل ووضعه بلطف في عشه، نزل و حمل حقيبته ليكمل طريقه لكنه نظر ﺇلى ساعة يده فأدرك ﺃنه قد تأخر ولن يسعفه الوقت للرجوع لكنه مضى مسرعا ولما وصل كان قد فاته موعد الدرس فمنعته المدرسة من دخول الصف واتصلت بوالدته لتستفسرعن اﻷمر، ظل سريع مرتبكا ينتظر ﺃن تأتي والدته ليشرح لها ما حدث معه، بدت في ﺃول اﻷمر مستاءة من تصرفه الذي لم تتوقعه منه فحكى لها ولمُدرّسته عن سبب تأخره صباحا فاقتنعتا بأنه لم يكن مخطئا بل تصرف تصرفا ﺇنسانيا مهذبا بمساعدته للعصفور، فافتخرت والدته بما فعل وﺃثنت مُدرﱢسته عليه ﺃمام جميع زملائه في الصف وﺃمرتهم ﺃن يقتدوا به ويساعدوا من يجدوه في حاجة للعون مثلما فعل صديقهم مع العصفور.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى