الخميس ٢٨ حزيران (يونيو) ٢٠١٨
بقلم علي بدوان

سوري من فلسطين

وقف شاب سوري من سكان مخيم اليرموك على مداخله محاولاً الولوج لليرموك، فأوقفه مراسل إذاعة القدس الفلسطينية ليسأله عن واقع مخيم اليرموك الراهن والحالي، طالباً منه التعريف عن اسمه أولاً، فما كان من الشاب السوري إلا أن أطلَقَ جوابه وبسرعة: "أنا سوري من فلسطين". تلك الإجابة هي الصفعة لأولئك الحاقدين الجُدد، والموتورين، الذين باتوا يستهدفون فلسطينيي سوريا خلال الفترات الأخيرة، خاصة بعد الدمار والتدمير شبه الكلي الذي لحق بمخيم اليرموك، بنسبة تقارب 80% من بنيانه العماري وعموم المؤسسات الخدمية التي كانت موجود به، بما في ذلك مدارس ومؤسسات وكالة الأونروا التي تم تدمير معظمها تدميراً كلياً.

وفي هذا المقام، نشير بأن ثلث سكان ومواطني فلسطين قبل النكبة كانوا من البلدان العربية المجاورة، وعلى الأخص من سوريا ولبنان. وقد نص الدستور الفلسطيني لعام 1920 والذي تم وضعه بعد تشكيل حكومة فلسطين اثر الإنفكاك عن السلطة العثمانية العثمانية ودخول الجنرال اللنبي على راس القوات البريطانية الى فلسطين، وقبل صدور صك الإنتداب البريطاني على فلسطين من عصبة الأمم المتحدة عام 1922 "أنَّ المواطن العربي مواطنا فلسطينيا له كامل الحقوق وعليه كل الواجبات..". وهكذا وعند وقوع النكبة خرج من فلسطين نحو 300 الف مواطن سوري عادوا الى سوريا الحالية، وجلهم من دمشق وحوران واريافها، ودخل معهم الى سوريا نحو 85 الف لاجىء فلسطيني غالبيتهم من لواء الجليل شمال فلسطين، ولواء حيفا...في ذلك الوقت لم يكن عدد سكان سوريا الحالية يزيد على ثلاثة ملايين ونصف المليون. بينما كانت أعداد السكان العرب الفلسطينيين وغيرهم من العرب على أرض فلسطين التاريخية بحدود مليون وتسعمائة الف... تاريخ حي لايُمكن لضيقي الأفق واصحاب النزعات "الحاراتية" و "الضيعجية" و "المناطقية" ادراكه أو تعقبه..


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى