الخميس ٣٠ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠٠٦
بقلم جميل حمداوي

شاعرية التميز في ديوان "أغنيات من حريق الحشا" لميلود لقاح

يعد ميلود لقاح من أهم الشعراء المتميزين في المنطقة الشرقية بالمغرب الأقصى إلى جانب كوكبة من الشعراء الشباب كعلي العلوي ومصطفى بدوي والزبير الخياط و يحيى عمارة وجمال أزراغيد وحليمة الإسماعيلي... والدليل على تميز الشاعر ميلود لقاح هو حصول ديوانه الشعري "أغنيات من حريق الحشا" على جائزة طنجة للديوان الأول مناصفة مع الشاعر المصري عماد فؤاد محروس معوض سنة 2006م. ولا ننسى أيضا أن الشاعر ينتمي إلى أسرة أفرادها شعراء مثقفون معروفون بممارسة الشعر ، كما أن لهذه الأسرة دورا كبيرا في تنشيط الثقافة والفن في مدينة وجدة، وهي أسرة آل لقاح التي تشبه فنيا المدرسة الأوسية التي تحدث عنها طه حسين كثيرا في الأدب الجاهلي. إذاً، ماهي تجليات شاعرية التميز في ديوانه الشعري هذا صياغة ودلالة ومقصدية؟ ذلكم هو السؤال الذي سوف نحاول الإجابة عنه في هذه الدراسة المتواضعة.

1- مستوى العتبات:

يضم ديوان ميلود لقاح تسعة عشر من النصوص الشعرية متنوعة الأشكال والبنى عبر مساحة نصية تستغرق واحدة وسبعين صفحة من الحجم القصير (livre de poche). وقد صدر الديوان في حلة جميلة مغلفة بالورق المقوى البلاستيكي الذي يدل على تطور الطباعة الأنيقة بالمنطقة الشرقية. وقد تكلفت مؤسسة النخلة للكتاب بوجدة (المغرب) بطبع هذا الديوان سنة 2006م. أما قصائد الديوان فقد كتبت ما بين 1989 و2005م، ونشرت في منابر عربية بالمشرق وأوربا وترجم بعضها إلى الإنجليزية في مجلة "كلمات" بأستراليا. وقد تولى صفوان لقاح شقيق الشاعر رسم اللوحة الأيقونة بألوانها الزاهية التي تحيل على مدلول العنوان اللغوي الذي يتمثل في تشخيص ماتزفر به ذات الشاعر من آلام وآمال، وتصوير المعاناة الداخلية وما تطمح إليه نفسه من آفاق مستقبلية سعيدة عبر سراديب المكان والزمان. وتتحول الأشعار عند ميلود لقاح إلى أغنيات مموسقة نابعة من الأحشاء المحترقة بالحزن والشجا. وتتميز نصوصه بالثورة على الواقع الكائن بخطاب شعري جميل فنيا مغلف بالآهات الحزينة والعبرات الثائرة التي تتخللها ومضات من الأمل المشرق والفرح المعسول المؤقت. وهذا ما جعل الناقد الجزائري الدكتور يوسف وغليسي يقول في الغلاف الخارجي الخلفي الموسوم بوسامة صورة الشاعر الدالة على الشباب والحيوية والعطاء الإبداعي كلمته في حق هذا الشاعر القدير مانصها:" هي أغنيات شعرية شجية حارقة، منبعثة من سقر القلب، عليها تسعة عشر من النصوص التي تتنزى حرقة وتتلوى لوعة وتفيض جمالا؛ هو الجمال الأصيل البسيط الذي لايفلسف أدواته ولا يعقد آلياته، لأن الأرضية الفنية التي أنتجت هذه (الأغنيات) هي أرضية جميلة أصلا، صالحة للإنتاج بفضل تكوين تربتها اللغوية وغنى سمادها الإيقاعي". وتتخذ مقدمة الديوان للشاعر الجزائري يوسف وغليسي طابعا نقديا تقريضيا موضوعيا إلى حد كبير؛ لأنه استند في آرائه إلى شواهد شعرية ومقارنات واستنتاجات إحصائية و إبداعية وتقويمية.

2- مستوى الصياغة:

من يتأمل ديوان ميلود لقاح سيجد بنية التنوع والاختلاف هي السائدة في تشكيل الديوان وتبئيره فنيا وجماليا ورؤيويا، وهذا من أهم تجليات شاعرية التميز لدى الشاعر. فلقد وظف المبدع شعر التفعيلة في شكل أسطر وجمل قصيرة لها وقفات نظمية وإيقاعية ودلالية عبر فعل التدوير الإيقاعي والفضائي، كما شغل شعر التفعيلة في شكل قالب نثري مسترسل في الفضاء انسيابا وإرسالا تضيع فيه الفواصل النغمية لتتوقف مع نهاية الجمل الشعرية كما في نص (القصيدة ص57)، واستعمل الشاعر كذلك الشكل الخليلي محاولة وتجريبا قصد التأكد من هذه التجربة الشعرية الموروثة لاختبار صلاحيتها الآنية والمستقبلية، والدليل على ذلك قلة النصوص الشعرية الخليلية وقلة أبياتها. كما نلاحظ سمة أخرى مميزة لشعر ميلود لقاح هي خاصية الإيجاز والتكثيف الشاعري التي تحول نصوصه إلى ومضات ولقطات شعرية أو لوحات تعبيرية يتطابق فيها الدال والمدلول مساواة واختصارا بعيدا عن الإسهاب والإطناب في تصوير الانفعالات والأحاسيس، فضلا عن كونها صورا بلاغية تتسم بشعرية الوضوح البعيدة عن الإبهام الأدونيسي وغموض شعراء الكتابة النثرية الانكسارية.

وإليكم جدولا توضيحيا لبنية الإيقاع الخارجي في الديوان:

القصائد الوزن القافية الشكل
سطوة البراري الكامل متنوعة ومرسلة قصيدة تفعيلية تتخذ شكلا تدويريا
كما شاءت الروح كوني المتدارك متنوعة ومرسلة قصيدة تفعيلية تتخذ شكلا تدويريا
مليلية البسيط متنوعة قصيدة تفعيلية تتخذ شكل أسطر وجمل شعرية
وجدة المتقارب متنوعة ومرسلة قصيدة تفعيلية تتخذ شكلا تدويريا
صوت متدارك متنوعة قصيدة تفعيلية تتخذ شكل أسطر وجمل شعرية
سهية المتدارك متنوعة قصيدة تفعيلية تتخذ شكلا تدويريا
من تراتيل المجنون المتدارك متنوعة قصيدة تفعيلية تتخذ شكل أسطر وجمل شعرية
الآن ينكشف الحجاب الكامل متنوعة قصيدة تفعيلية تتخذ شكل أسطر وجمل شعرية
أغنية من حريق الحشا المتدارك متنوعة قصيدة تفعيلية تتخذ شكل أسطر وجمل شعرية
جرح الأحبة المتدارك متنوعة قصيدة تفعيلية تتخذ شكل أسطر وجمل شعرية
رسالة عائلية الوافر متنوعة مرسلة قصيدة تفعيلية تتخذ شكلا تدويريا
سناء المتدارك والمتقارب متنوعة قصيدة تفعيلية تتخذ شكل أسطر وجمل شعرية
طفلة الخبب متنوعة قصيدة تفعيلية في شكل أسطر وجمل شعرية
النادل المتقارب/المتدارك متنوعة قصيدة تفعيلية تتخذ شكل أسطر وجمل شعرية
القصيدة المتقارب/ المتدارك متنوعة قصيدة تفعيلية تتخذ شكلا تدويريا
سؤال الخبب متنوعة قصيدة تفعيلية تتخذ شكل أسطر وجمل شعرية
لي ولك المتدارك متنوعة قصيدة تفعيلية تتخذ شكل أسطر وجمل شعرية
ثعلب المتدارك متنوعة فصيدة تفعيلية تتخذ شكل أسطر وجمل شعرية
فراق البسيط موحدة مطلقة موصولة رويها العين قصيدة خليلية

موصولة رويها العين قصيدة خليلية موحدة مطلق البسيط فراق
valeur valeur valeur valeur
valeur valeur valeur valeur
valeur valeur valeur valeur
valeur valeur valeur valeur
valeur valeur valeur valeur
valeur valeur valeur valeur
valeur valeur valeur valeur
valeur valeur valeur valeur
valeur valeur valeur valeur
valeur valeur valeur valeur
valeur valeur valeur valeur
valeur valeur valeur valeur
valeur valeur valeur valeur
valeur valeur valeur valeur
valeur valeur valeur valeur
valeur valeur valeur valeur
valeur valeur valeur valeur
valeur valeur valeur valeur
valeur valeur valeur valeur

من خلال هذا الجدول ، يتضح لنا أن الشاعر ميلود لقاح يوظف أشكالا إيقاعية متنوعة تجمع بين النمطين: التفعيلي والخليلي. أما بصريا وفضائيا، فنلاحظ القصيدة المتوازية الأشطروهي القصيدة الخليلية، والقصيدة التفعيلية ذات الأسطر والجمل الشعرية القصيرة، والقصيدة التفعيلية ذات الفضاء النثري المسترسل . ويكثر الشاعر من البحر المتدارك والخبب (فعلُن) على غرار شعراء المنطقة الشرقية بالمغرب كما أثبت ذلك أستاذنا الدكتور محمد علي الرباوي في رسالته عن "الشعر المعاصر بالمغرب الشرقي"، ويقرب هذان الإيقاعان المتولدان عن بعضهما البعض الإبداع الشعري من خاصية النثر ومحاكاة الواقع في الغالب الأعم، لكن الشاعر ميلود لقاح نجح في تشغيل هذا البحر في سياقات شاعرية غنية بالموسيقا وثرية بالنغمات النبرية الرائعة، موسيقا رمزية وإيحائية شاعرية تذكرنا بكتابات محمد الصباغ التأملية وكتابات شعراء المهجر. أي إن الشاعر استثمر المتدارك استثمارا جيدا ولم يسقط في شرك البساطة النثرية التقريرية ، بل غلف هذا الإيقاع بثوب الإيحائية والوظيفة الشعرية والصورة الرؤيا ولم ينزل إلى الدرك السفلي، بل صعد بقصائده إلى فضاءات عليا من السمو الأسلوبي والإيقاعي، وهذه ميزة إيجابية تحسب لهذا الشاعر المبدع الشاب. وقد ركب الشاعر بين البحور كما فعل بدر شاكر السياب وأدونيس و محمود درويش وعبد الكريم الطبال ومحمد علي الرباوي وغيرهم كثير وغن كان بطرائق مختلفة ومتفاوتة...ولكن هذا التركيب كان مقبولا من حيث الإيقاع؛ لأن المتقارب والمتدارك يقعان في نفس الدائرة، وكل واحد منهما يتولد من الأخر، حيث يتحول السبب الخفيف إلى وتد مجموع والعكس صحيح أيضا.

وإذا كانت نازك الملائكة توصي الشعراء باستخدام البحور الصافية فقط مثل: المتقارب والمتدارك والرجز والكامل والهزج... وترفض البحور المختلطة كالطويل والبسيط والخفيف.... في كتابها" قضايا الشعر المعاصر"، فإن شاعرنا ميلود لقاح رفض هذه التوصية واستعمل بحورا من الصعب استعمالها، لأنها تخلق نشازا شعريا في القصيدة حيث استعمل البسيط (مستفعلن/فاعلن) والوافر (مفاعلتن/ فعولن)، وهذه جرأة تميز ديوان هذا الشاعر المبدع وترفعه إلى مصاف الشعراء المتقدمين بالمغرب. كما تظهر تجربته الخليلية أن الشاعر له قدرات كفائية رائعة في كتابة الشعر العمودي من خلال توظيف لغة عربية فصيحة وبليغة تذكرنا بلغة الشعراء الأقحاح في جزالة الألفاظ وصرامتها ومتانة سبكها (منادي البين- انثنت جزعا...)، وتذكرنا قصيدته (فراق) الخليلية تناصيا بقصائد شعر الغزل الأندلسي، وخاصة ابن زيدون وابن خفاجة كما تذكرنا بأبي فراس الحمداني شاعر الدولة العباسية وفارسها المغوار وخاصة في رومياته المشتعلة بالحزن والهوى والجوى.

وعلى مستوى التقفية ، يهيمن التنوع والاختلاف إذ نلاحظ قافية موحدة (ص39)، وقافية مرسلة (ص46)، وقافية متراكبة تظهر وتختفي لتعود مرة أخرى بعد مجموعة من الأسطر الشعرية (ص29)، بينما تمتاز قصيدة (فراق) الخليلية بوحدة القافية على غرار الشعر القديم. وهذا ما يجعل الشاعر يجمع بين ثلاث شعريات: شعرية قديمة وشعرية حديثة وشعرية معاصرة.
ومن حيث الإيقاع الداخلي، يلتجئ الشاعر إلى التصريع في البيت الأول في قصيدة (فراق) العمودية، ويستعمل اللازمة الشعرية مثل: "كيف آتيك..." كما في قصيدته "أغنية من حريق الحشا" (ص:40)، والتكرار اللفظي:

العسس

يملأون المكان

والعسس

يشربون

معي

قهوة الصبح (ص22).

ويستخدم الشاعر كذلك تكرار الجملة لخلق إيقاع التوازي والانسجام الهارموني:

ما أنت من جنس التراب

ما أنت من جنس التراب

ما أنت من جنس التراب (ص38-39).

ويوفر الشاعر لقصيدته موسيقا داخلية أشبه بسامفونية رومانسية تطبعها ألحان الطبيعة الصوفية عن طريق تشغيل أصوات المد والمزاوجة بين الأصوات المجهورة والمهموسة والتماثل الصوتي واللفظي والتركيبي واستعمال كلمات شعرية موحية ذات الشحنة الانفعالية والطاقة البلاغية الرمزية التأملية كأننا أمام شاعر يكتب للأطفال لا للكبار على غرار الكتابات السردية لمحمد بوزفور وزكريا تامر. وهذا هو الذي يضفي على الديوان سمة التميز إلى جانب تنويع البنى الصياغية الأخرى، إذ وظف الشاعر البناء القصصي في (رسالة عائلية)، والبناء الدرامي البسيط في (النادل)، والبناء الغنائي في معظم قصائده الشعرية، فضلا عن البناء النثري الشاعري المموسق إيقاعا ونغما، والبناء المدور الذي يطبع معظم قصائد الديوان.

وتتميز لغة الشاعر بالرمزية والانزياح وشاعرية الإيحاء والسمو الأسلوبي واستعمال الدارجة العامية ذات البعد الطفولي" ككعا- هب للا- رزة....) ، وتحضر الطبيعة باعتبارها حقلا دلاليا يتحكم في شبكة الدوال النصية وملفوظاتها الإحالية ومدلولاتها المعنوية. كما نسجل فصاحة لغة الشاعر وبلاغتها وامتزاجها بلغة التراث ورقة شعراء المهجر ونصاعة بيان المحدثين من المبدعين و شاعرية التصوير عند كتاب القصيدة النثرية. ولقد استمد الشاعر هذه الخاصية من مدرسة آل لقاح وخاصة من الأب الشاعر الفحل محمد لقاح صاحب الدواوين الشعرية الممتعة: "هذا العشق ملتهب" و"ثلاثية الحنين المهرب"، و"سأفتح باب فؤادي" و" نهر الأطلسية".

ولا يكتفي الشاعر بتراكيب الإثبات والتقرير والتعيين المرجعي والتأكيد الخبري، بل يتكئ على أساليب الإنشاء استفهاما وتعجبا ونفيا ونداء وقصرا وحصرا.... وكل ذلك من أجل تحقيق أدبية النص وشاعريته الحقيقية. كما يقوم الالتفات عند الشاعر وخاصة في القصائد التفعيلية المسترسلة نثريا بدور هام في خلق الموسيقا الداخلية وتنويع السجلات المقالية والمقامية عبر تغيير الأزمنة والفضاءات والضمائر والأساليب والأفعال التي قد تتصل بها أدوات الصلة مثل:هذا الفؤاد اليبرحه- ضحكتك التبعث النور.

3- المستوى الدلالي:

تنطلق دلالات الديوان الشعري من الذات المبدعة المحترقة لتنسج حولها سرابيل من الحزن المتوقد والشجا القاتم الذي تتخلله نقط من الفرح المعسول عبر سياقات الحب والغزل العفيف والارتماء في أحضان البراءة الطفولية والطبيعة الرومانسية الصوفية المعتقة بالروحانيات الربانية وصلا وكشفا. ويتحول الشاعر إلى مبدع طفولي مراهق على مستوى الظاهر، بيد أنه شاعر حكيم وواع بواقعه المحلي والوطني والقومي من خلال استعمال لغة زئبقية رمزية محفوفة بالإيحاءات الانزياحية والومضات الخاطفة السريعة التي تطلق نيرانها المحترقة لتنعكس في الآخر تهييجا واستنفارا.
هذا، وإن الشاعر يعزف على نوتات نغمية متنوعة القضايا والدلالات (فلسطين، الوطن، الأمة، وجدة، الحب، العائلة، الطبيعة، البراءة، الطفولة...)، ليخلق عالما رومانسيا جميلا تعضه الأشواك والآهات، ويتمزق حزنا وألما وأملا. ومن ثم، فالديوان يحمل رؤية رومانسية وجدانية مغلفة بالروحانية الروسوية (نسبة إلى جان جاك روسو)، وتأملات شعراء المهجر كجبران خليل جبران وخواطر الكاتب المغربي المتميز محمد الصباغ.

خاتمة:

نستنتج مما سبق، أن الشاعر ميلود لقاح شاعر مقتدر ومتميز في الكتابة الشعرية مغربيا وعربيا. فهو ينطلق من ذاته الرومانسية الحالمة التي لاتنفي عنها الواقعية النقدية، لينتقل إلى رصد ما هو محلي وجهوي، وبعد ذلك يشخص بالتصوير الشاعري ماهو وطني وقومي وإنساني من خلال تنويع البنى والأشكال والأساليب والضمائر قصد تحقيق التميز الشعري الذي يفرد صوت ميلود لقاح عن باقي الأصوات الشعرية الأخرى في خريطة الشعر داخل المنطقة الشرقية بصفة خاصة والمغربية بصفة عامة، بلحنه الشاعري الطفولي البريء الذي يخلق أجواء يوتوبية حالمة داخل واقع فض ومر.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى