شعر ابن هانيء دراسة في الشكل
– الكاتبة:سميه ذوقيان خريجة جامعة آزاد الاسلامية بكرج
– تحت إشراف الدكتور حسن شوندي
الملخص
كانت المعاني الشعرية عند أشعار ابن هانيء كثيرة ومختلفة نحوالمعاني السياسية والدينية والمعاني المدحية . هذا ما نجده فيما يقول حول الدولتين بني أمية وبني العباس ومما قاله في السياسة قوله في أعداء الفاطميين وخصومته اياهم. ومن حيث الفنية تناولت المقالة عناصر منها: الصناعة الشعرية، الخيال، الإستعارة و... والشاعرالأندلسي اهتم بتزيين ألفاظه وقد ظهر في شعر ابن هانيء طبع خاص لتنميق الالفاظ مما يشير إلى خياله الواسع المبدع.
الكلمات الدليلية
المعاني الدينية، المعاني السياسية، ، صور الخيال، التشبيه.
المقدمة
ولد أبوالقاسم محمد بن هانيء بن محمد الأزدي في قرية من قری إشبيلية تدعی سكون سنة 320 هـ .من أسرة ذات حسب ومجد وأدب وعلم يتصل بسلالة المهلب بن أبي صفرة الأزدي القائد المشهور في دولة بني أمية وسواء كان من سلالة يزيدبن حاتم بن قبيصة بن المهلب الذي ولد للمنصور ثاني خلفاء بني العباس دغائم مكله في شمال أفريقية إلي أن توفي عام 160 هـ . أومن أحفاد روح بن حاتم الذي ولی فلسطين ثم شمال إفريقية بعدموت أخيه يزيد سواء أكان هذا أوذاك فهوعلى أي حال ينحدر من سلالة أزدية قحطانية يمينة لها أثر في نفس الشاعر وفي أدبه. [1]
كانت المعاني الشعرية لأشعار ابن هانيء كثيرة ومختلفة نحوالمعاني السياسية والمعاني الدينية والمعاني المدحية وغيرها من المعاني.
ويستخدم الشاعر الاساليب الجماليةالمختلفه لخلق الصورة والجمال منها: التشبيه والإستعارة والكناية وبعض الأساليب البديعية مثل الطباق والجناس والمقابلة وحسن التعليل والمبالغة و... ألفاظه تتميز بالسهولة والعذوبة تعمل لتجسيم الأفكار والمشاهد الطبيعة والصورة الرائعة.
شعر ابن هانيء دراسة في الشكل
راج الشعر في الأندلس شیوعاً واسعاً جداً وقد بلغ إنتشار الشعر ذروته منذ القرن الحادي عشر، فکان الشعر في الأندلس شعبیاً والأندلسیون في أسلوبهم ولغتهم ومعانیهم یتبعون المشرقین. توجد في أشعارهم الألفاظ الرقیقة والبدوية وهم نوعوا أغراضهم وفنونهم في شعرهم، ووسعوا في جوانب أخری في مقدرتهم الادبية .«كان لبيئة الأندلس المترفة وحضارتها الزاهية في عهدالناصر، وللمنافسة السياسية بين بغداد وقرطبة والمهدية، كان أثر في إزدهار الأدب والشعر في الأندلس الوطن الأول للشاعر، ثم كان لتنوع مظاهر الحياة والطبيعة في الأندلس أثر في تلوين الشعربلون خاص شاع فيه الوصف، ودقة التصوير، وتنقل الخيال وسلاسة الأسلوب والتأنق في الأداءِ... وأصبح هذا الشعر يمثل جانبين واضحين في الشعرالأندلسي: أحدهما طبيعة البادية الّتي كانت ماتزال نفوس العرب في الأندلس تحنّ إلیها وتؤمن بها، وتسير علی نهجها في التفكير والمعرفة والأخلاق، والثاني طبيعة الحضارة الّتي كانوا يعيشون فيها والترف الذي يملأ حياتهم، والجمال الذي كان يتيم قلوبهم ويسخر أبصارهم في كل واد وبقعة من بقاع الأندلس الغارقة في الشعر والجمال.» [2].
«كان ابن هانيء يحتفل في شعره للفظ اكثر منه للمعني، وتقوم طريقة علی اعتماد الألفاظ الغربية الّتي يشتد وقعها في الآذان. ويبنيها في التركيب بناءً جزلاّ متيناً فتخرج منها موسيقي ذات قعقعة وضجيج ويسرف في وصف التعابير عاطفاً بعضا علی بعض أوموالیاً فيها النعوت والتشابيه علی غير طائل سوي المبالغة والايهام والتهويل.» [3] فمن ذلك قوله: [4].
أبنَي الَعوالي السَّمهرية، والسیُو
فِ المَشرقَيةِ والَعديدِ الأَكثرِ»
اماالمعاني الشعرية عند الشاعر فكما جاء في كتاب «الأدب الأندلسي» إنٌها كانت قريبة واضحة تشبه معاني الإسلاميين وإن كان الشاعر يحاول في أحيان كثيرة أن يبرزها بأسلوبه وصنعته في مظهر جديد مبتكر. وفي شعره ألوان من الخيال الواقعي المجرد. وقد يحيد الشاعر أحياناً عن نهج الفن الواضح، فيمدح ممدوحه بالجمال كما يقول في جعفر ابن علی: [5]
وَ سْنانَ من وَ سَن المَلاحةِ طرفُه
وجفونُه، سكرانَ من خمر الصّبا
يقول في أبي الفرج الشيباني وكأنه يغازله: [6]
أهواهُ والصّعدَةُ السمراءُ تعذُلُني
والقلبُ يُدْلي بعذرٍ فيه عُذري
وقد يقبح أحياناًً في صوغ معانيه وتصويرها، كما يقول: [7]
وأحمِلُ أيامي علی ظَهرِ غادةٍ
وتَحمِلُني منها علی مركَبٍ وعْر
«ويأخذ علیه كثير من النقاد مبالغاته، وإسرافه في معزياته، وقد سبق أن أبنا أن هذه المبالغة لاترجع إلا إلی شئء واحد هونفس العقيدة الفاطمية التي إتخذها الشاعر مذهباً له في الدين والسياسته والإجتماع.» [8]
المعاني الدينية عند ابن هانيء تشير إلی الحوادث التاريخية الّتي تبعث وفاة الرسول (ص). «تزداد المعاني الشيعية عنده قوّة، حتي تبلغ أوجها في الفترة الإفريقية حين يصبح الشاعر الرسمي، فيعلی كلمة الدولة، ويشيد بمجدالأئمةْ وبأحقيتهم بخلافة المسلمين» [9] : [10]
وَ أوْلی بَلوْمٍ مِنْ أمَيَّةَ كُلِها وَ إِنْ جَلَّ أمر من مَلامٍ وَلُوّمِ أُنَاسٌ هُمُ الداءُ الدفينُ الذي سري إلی رِمََمٍ بالطفِّ مِنْكُمْ وَأعظُمِ ونلاحظ أنّ أهمّ المعاني في مدائحه هي معان مذهبيةوشعارات سياسية وحملات علی أعداءِ الفاطميين وخصومهم... «من معاني المدح الواجب طرقها الكرم، هوكرم واسع دائم لايحدّ ولايعدّ ولايشبه إلّا بالبحر الزاخر والوابل المتهاطل. والشعراء يتبارون في هذا الإطار ويتسابقون وراء الصورة الجديدة والتشبيه النادر والإفتراض الغريب خصوصاً وأن العادة اقتضت أن لايذكروا عطية بعينها ولامقدراً محدّداً من الدراهم والدنانير، لأنّ التحديد بمبلغ يجعل لهذا الكرم حدوداً وينزله إلی مستوي الكمية المعدودة المعروفة، وهذا لايليق بالممدوح فلذلك يبقي الكرم في أجواءِ مطلّقه سماويّة... واذالجأ إلی التشبيه المعتاد بالماء الدّافق، تصرّف وغإلی فغلّب ندي الممدوح علی ماء السّحب» [11]
ویقول: [12]
تاللّهِ لوكانتِ الأنْواءُ تُشْبِهُهُ
ماَمرَّ بُؤسٌ علی الدّْنيا ولا قَنَط
ابن هانيء يتعمق في معانیه وأفكاره ويبالغ أحياناً فيها أوبتعبير آخر هوحادّ في أفكاره وهذه الحدّة مقبولة أحياناً مثل قوله في سيفه: [13]
لي صارمٌ وهوشيعّيٌُ كحامِلِه
يكادُ يسبقُ كَرّاتي إلی البَطلِ
إذا المُعِزُّ، معُّزالدّينِ سلّطَهُ
لم يرتّقِبْ بالَمنايا مُدّةَ الأجل
«فهذه المبالغة مقبولة لأنّها مخفّفة بقوله «يكاد» في البيت الأول في سبقة السيف صاحبه إلی العدّووفي البيت الثاني يقول: إنّ سيفه لايرتقب مدّة الأجل ليقضي علی العدّو، لأن الأجال غير معروف وقتها وزمنها وهذا مقبول جميل» [14]
نلقي الضوء علی المعاني المذهبية والسياسته في شعر ابن هانيء.
المعاني المذهبية
«رأينا أنّ الشاعر احتّج لدي المعز بتشيع قديم جلب إلیه نقمة الأمويين، ولاحظنا وجود بعض المقولات الإسماعيلية في شعره الأول بالمغرب، أي قبل دخوله في خدمة المعز مباشرة، ودعمناه إدّعاءه وقبلناه بهذه المعاني أودعها مثلاً أول قصائده بعد هجرته وهي مدحه جوهرالحائية ففيها يستخدم المصطلحات السياسية الرائجة عند الفاطميين كالإمامة، وإمرة المؤمنين، والخلافة، كأنه نسي أنّه ترك وراءه منذ قليل خلافة أخری» [15]. وهكذا يستمدّ جوهر صفاته الناصعة من روح الخلافة المعزّية: [16]
وأبيضَ مِنْ سرّالخِلافةِ وَاضِحٍ
تَجَلیَّ فكانَ الشّمسَ في رونَقِ الضُّحي
راَهَ أميرُالمؤمنينَ كعَهْدِه
لدَيْه، ولم تنزَحْ به الدارُ مَنْزَحا
حول المعاني السياسية قلنا في تشيعه أنّه شيعّيٌ في مذهب الإسماعيليّه وخصومته إلی الأمويين والعباسيين وعقيد ته دينية وسياسية وأشعار ه السياسية تدور حول التحامل علی الأمويين وتهجّم علی العباسيّين وحقده علی الأمويين و...
المعاني السياسية«تتمثّل الجانب الثّاني من تشيع ابن هانيء للدّولة الفاطمية، في تحامله العنيف ضدّ أعداء الفاطميين في الداخل والخارج. وهم ثلاثة أصناف:
صنفان ينتميان إلی الإسلام ولكنّ مناوأتهم للأسرة الشيعيّه تجعلهم في صفّ الكفّار: هؤلاءِ هم العبّاسيون ببغداد والأمويون بالأندلس. والصنف الثّالث من الأعداءِ تمثّله الأمبراطورية البيزنطية الّتي كسبت قوّة جديدة وأحرزت أنتصارات في الشام منذ أن اعتلي عرش القسطنطنية الدّماسق من الأسرة المقدونية، فصار خطرالروم علی دار الإسلام وشيكاً ملازماً، لاسيّما وأنّهم يسعون إلی تخليص جزيرة صقليّة وجنوب إيطالیا، والحوض الغربي من البحر المتوسط، من النفوذ الفاطميّ أي من حكم الإسلام». [17] مثلاً نشاهد في هذه القصيدة الحادية عشرة «إلی الرزءِ الجسيم الذي أصاب بني مروان، فيصف وقعهُ الشديد علیهم، ويستخدم الصورة الجاهلية الّتي تمثل روح الشخص القتيل هدراً بطائر شؤم يعكف علی قبره مُوَلْولاً حتي يؤخذ بثأره [18]»: [19]
لعمري لئن كانت قريشاً بزعمها
فأنّا وجدنا طينة المسك تسنخ
الصورالخيالية
كما سبق إنه استخدم الصنعاعات الشعرية والخيال والتشبيه والإستعارة والكناية وبعض الأسباب البديعية مثل الطباق والجناس والمقابلة وحسن التعلیل والمبالغة و...، في ألفاظ تتميز بالسّهولة والعذوبة لتجسيم الأفكار والمشاهد الطبيعية والصورة الرائعة.
«والشعر الأندلسي فيه رقّة وجمال، وفيه خيال لطيف وصور برّاقة ملوّنة، ولكن ليس فيه من المعاني الدقيقة ما في الشعر العباسي، لأن أصحابه عنوا بتزيين ألفاظه وتوشية أوصافه، والتنوّق في قوالبه وأكثر من عنايتهم بتصيّد معاينه، والغوص علیها في قراراتها البعيدة، فكأنّهم أراد وأن يتغّنوا، فنظموه صالحاً للغناء.» [20]
«يمتلك ابن هانيء قدرة فائقة في التصوير فينقل المشاهد بطريقة مثيرة يضفي علیها من اللمسادت بحسب مقتضي الحال، وإن جاءت متكلفة إحياناً، ألّا أنّها ترتبط بطريقته في التصنيع، والّتي انتهج فيها منهجاً وسطاً، فهولايحذوحذوشعراء العباسي دائماً بل يتمثل صورهم وأسالیبهم يضفي علیها طابعاً خاصّا. وهوإذ يري الجيش- جيش جوهر الصقلي- يصفه ويبالغ في تصوير عدده وعدته، مستعيناً بصور فنيّة كثيرة» [21]. وأهمّها التشبيهات: [22]
كأنّ ظِلالَ الخافِقاتِ أمامَهُ غمائِمُ نَصْرِالله لا تَتَقَشّعُ وعلی هذا النحوتمتد عناصر مخيلة لتريه ظلال الرايات غماماً، والسّيوف بحراً زخّاراً. أماالرّماة والمقاتلون المسلمون فهم أسود يملأهم الغضب يقول: [23] يقول: [24]
كأنَّّ الكُماةَ الصَّيَد لمّا تغَشْمَرَتْ
هوإلیهِ أُسْدُ الغيلِ لا تتكعَكع
«وأمّا تشبيهاته فخرق فيها المعتاد، وما شاء منها اقتاد، وقد أثبت له ما تحنّ له الأسماع ولا تتمكن من الأطماع» [25]
فمن ذلك قوله: [26]
ألیلَتَنا إذْ أرسَلَْت وارِداَ وَحْفَا
وبتنا نري الجوزاء في أذ نِهَا شَنْفَا
وباتَ لنا ساقٍ يقومُ علی الدُّجَی
بِشَمْعَةِ صُبْح لاتُقَطُّ ولاتُطْفَا
أغنّ غضيض خففّ اللينُ قَدّهُ
وَ ثَقَّلتِ الصَّهْباءُ أجْفَانَه الوُطْفَا
«وكثيراً ما تري الشاعر قد عمد إلی التهويل والتفهيم، أوإلی الصنعة وتكلف أسالیب البديع في شعره، فيجيد وتخفي قوة أسلوبه مظاهر التكلف في صناعته الفنية أحياناَ ، ويشذ عن الجودة طبعه وصناعته في أحيان أخری.، ... وفي أسلوبه كثير من الجمال في صوره البيانية في الإستعارة والتشبيه والمطابقة والمقابلة، ويشبه الممدوح بهذه الصور الشعرية المجتمعة» [27] فيقول [28]:
كبَدر الدُّجی، كالشّمس، كالفَجر، كالضُّحی
كصرَف الرَّدي، كالّليث، كالغيث، كالْبَحر
هوشبه ممدوحه جعفر إلی هذه الأوصاف وأرفع شأنه ومقامه في ذلك البيت.
في شعره «يتكلف الصنعة والتوشية فتأتي ألفاظه براقة اللون تخادع النظر كما تخادع السمع. فيتراءي الجناس والتشطير والتسميط والتفريع ومراعاة النظير وغير ذلك من المحسنات اللفظية والمعنوية. وتمرإستعاراته مجلجلة مطلقة القرائن تقرع الأذن ولا تعلق بالذهن [29]» مثل قوله [30]:
وجَنَيْتُمُ ثَمَرالوقائِعِ يائعاً
بالنصر من وَرَق الحديدِ الأخضَر [31]
هناك نذكر من الصنعة البلاغية في شعر ابن هانيء مع النماذج الشعرية.
يفرط ابن هانيء في إستخدام أسالیب المجاز، من التشبيه العادي البسيط إلی الإستعارة البعيدة الغور. مثلاً في هذه الأبيات [32]:
لبسِتْ بياضَ الصّبْح حتّی خلتُها
فيه نجاشيّاً علیه قَباء
حتّي بدَتْ، والبدُر في سِرْ بالِها
فكأنّها خَيْفَانَة صَدْراء
ثمّ انتحي فيها الصّديُع، فأدبَرَتْ
فكأنّها وَحْشيّةٌ عَفْراء
يبيّن الشاعر موجزة ليلة الوصال بهذا التشبيه.
«تتجاوز الصنعة حيّز التصور والخيالات إلی حيّز اللفظ، فيختار الشاعر الكلمات الّتي يتكرر فيها جرسٌ ما، قصد إحداث وقع خاصّ في نفس السامع، كالإكثار من حروف الإطباق للإشعار بضرب الطبول ونحوها، أومن حروف الصفير للإيحاء بصلصلة السيوف. ذاك هوالجناس المستحب الذي يرمي إلی تعزيز المعني بالأصوات المناسبة والأجراس الّتي تخدمه. ولكن، هيهات، سرعان ماتركوا هذه الغاية وصاروا يقصدون الجناس لذاته، في نوع من البهلنة اللفظّية، خصوصاً إذا ما وافقت المجانسة الخطيّة مجانسَة الأصوات [33]» يقول [34]:
ترّفعَ عنّا سِجْقُه فكأنّهً
يُحيّي بيحيَی صبْحَه المتَبّلجا
ويستعمل الشاعر التورية. يذكر لفظاً مفرداً له معنيان أحدهما قريب غير مقصود ودلالة اللفظ علیه ظاهرة والآخر بعيد مقصود ودلالة اللفظ خفيّة ولكن السامع يتوّهم أنه يريد المعني القريب وإنّما قصده المعني البعيد بقرينه أيضاً.
في هذ البیت: [35]
تُرَشِّفَها في السلم ماءَ جفونِها فتجَزأُ عن ماءِ الطلي والبادلِ في كلمة «جفن» أوجفن العين أوالدمع بقرينة الماءِ. أوجفن السيف بقرينة السلم والإعناق. «فيتوجّه البيت إلی فهمين ممكنين: السيوف تشرب دموعها كمداً، وكمدها ناتج عن قعودها عن المعارك. أوهي تشرب دم أغمادها، انتقاماً لنفسها من بطالتها الّتي أثقلتها» [36].
النتيجة
الأندلسيون يتبعون في أسلوبهم المشرقيين. يهتم ابن هانيء في شعره با الألفاظ أكثر من المعنی وكانت المعاني الشعرية كثيراة ومختلفاة منها السياسية، المذهبية وأعلن خصومته إلي أعداء هم للفاطمين وحقده إلي الأمويين والعباسيين. الشعر الأندلسي من حيث الخيال كان رقيقاً ولطيفاً والبيئة المترفة واللذة التي وجدت في البيئة الأندلسية كانت سببا في تكوين نوع خاص من الصورة الشعرية تمتاز بها الادب الاندلسي والأندلسيون أيضاً يهتمون بتزيين ألفاظهم وأوصافهم أكثر من العناية إلی المعنی وابن هانيء استطاع أن يصور مشاهد كثيرة ويستفيد من التصنع وأساليب البديع والبيان وهذا يقربه من صف الشعراء المتأميل والصنعة.