الجمعة ١٠ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠٠٨
بقلم إيمان أحمد

شـحـوب

رسالة من امرأة أحياها الحب...وقتلها الانتظار
عندما تفتح رسالتي..
فتمهّل..
لا تـَرْثِـنِي..
ولا تحتضن ما بقي من أشلائي..
فقط..امنحني منزلا صغيرًا بجوارك
لأرقد فيه
رقدتي الأبدية..
لا تـبـكـِني..
لا تقل شيئًا..
فلستَ الملامُ على عشقٍ تجاوز فهم البشر..
ولستَ الملامُ على كونٍ
تغيّرت فيه كل الحقائق..
تلوّنت بالسواد فيه كلّ الصور..
ولستَ المذنب في رقدتي..
ولستَ الملام على ذا القدَر..
إن قرأت رسالتي..
ورأيت الشحوب على خافقي
وبرْدَ الرحيل يلّفني
فلتحزن..
لتحزن كثيرًا..
على عودتك بعد الغروب..
لتحزن كثيرًا..كثيرًا..
على قلبٍ حزين
عافَ كل الدروب..
واعتنق ديانة الانتظار
حتى الغياب..حدّ الفقد.
وبعدها..
تدثّــرْ بثوبي..
وتنشّق ما بقي من عطري..
وابكِني..
ثم اكتب قصيدة عنّي..
بأني دون البَشَر..
كنتُ صريعة مركب
لم تَرْسُ قط..
ولم تُبحِر أبدًا..
كنتُ صريعة ذئبٍ بريء
كنتُ قتيلة العشق المُحال.
ولا تـلُمْنِي..
لأنني رحلتُ دونك..
فقد تأخرتَ كثيرًا..
كثيرًا..

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى