الأربعاء ٨ تموز (يوليو) ٢٠٠٩
بقلم جميل حمداوي

صحافة الطفل بالمغرب

المجلات والجرائد

توطئة:

نقصد بالصحافة المكتوبة المجلات والجرائد ذات التوزيع اليومي أو الأسبوعي أو الشهري أو الفصلي أو الدوري أو السنوي، أو نعني بها بصفة خاصة المطبوعات البصرية التي توزعها مؤسسات الطبع وشركات التوزيع على المكتبات والأكشاك ، بدون أن تكون في جوهرها كتبا أومؤلفات أو مصنفات أو مقررات مدرسية. ويمكن الحديث عن أنواع ثلاثة من الصحافة: صحافة الأطفال، وصحافة الشباب، وصحافة الكبار. فإذا كانت صحافة الكبار أكثر رواجا واتساعا واطرادا، فإن صحافة الأطفال و صحافة الشباب أقل حضورا و حظوة من صحافة الكبار.

وهكذا، نجد في المغرب تطورا في صحافة الطفل بين مرحلة الاستعمار ومرحلة الاستقلال، بل يمكن الذهاب بعيدا إلى أن هناك ثلاثة مراحل في رصد هذه الصحافة الطفلية على النحو التالي:

1- مرحلة الانطلاق والتأسيس من فترة الاستعمار إلى سنوات الستين من القرن العشرين؛

2- مرحلة الازدهار والانتعاش من السبعينيات إلى التسعينيات؛

3- مرحلة الركود والتراجع مع العقد الأول من سنوات الألفية الثالثة.

سنحاول في هذه الدراسة تبيان معظم التطورات التي تحكمت في صحافة الطفل بالمغرب سواء أكانت جريدة أم مجلة مع تقييم الوضع الإعلامي الطفولي بين فترتي الاستعمار والاستقلال.

1- تطـــور مجلات الطفل بالمغرب:

ظهرت مجموعة من المجلات بالمغرب متأثرة بنظيراتها في المشرق العربي، ولاسيما تأثرها الخاص بمجلة" سندباد المصرية" التي ظهرت في العالم العربي عام 1952م، وقد قال عنها الكاتب المغربي عبد الجبار السحيمي:" تختلط الأشياء في ذهني الآن ، لكنني أتذكر طعم الطفولة الفتان حين أقف أمام مجلدات سندباد" مجلة الأولاد في كل البلاد"، وكانت تأتي من القاهرة، تصدر هناك يوم الخميس وأظل أتردد مرات كل يوم على بائع الكتب أسأل عن سندباد، وبين البيت والمكتبة تعترضني شتى الإغراءات: بائع الحلوى وبائع الحمص وبائع المخلللات وبائع اللعب، لكنني، مثل علاء الدين في قصص ألف ليلة وليلة، أغمض العين عن كل الإغراءات لأحتفظ في جيبي بثمن مجلة الأولاد، هذا الكنز الساحر، حتى إذا جاءت أخيرا، التمع داخلي شهوة، وأسرعت أختفي عن كل الأنظار في غرفة بعيدة لأختلي بها؛ وأمارس مع صفحاتها تلك الطقوس التي ركبتني منذ ذلك التاريخ البعيد حتى الآن، فأنا أستعيد صفائي، واشتعال العينين كلما وقفت أمام كتاب أو كتابة خمنت عوالمها المضيئة... وهاهو مجلد مجلة" سندباد" بينها، وقد كنت أدفع ثمن أعداده مقدما في بعض الأحيان، حتى لا يسبقني أحد إليه، ها هو الآن يبدو مثقلا بالسنين، وقد خرجت منه بعض أوراقه، ولحق البلى غلافه. إنه مصفوف الآن على الأرض، مع الكتب القديمة الأخرى التي تحتوي الطفولة، تتنازعني نحوها العواطف، فليس لها بعد من مكان على الرفوف، ولكن مكانها في النفس باق"1.

ويرى الدكتور محمد أنقار في كتابه" قصص الأطفال بالمغرب" بأن مجلة سندباد المصرية قد أثرت تأثيرا كبيرا على الأطفال والصغار والشباب والكبار على حد سواء، كما أثرت أيضا على كتاب أدب الطفل، ورؤساء المجلات والجرائد الموجهة لخدمة الطفل تسلية وتثقيفا وترفيها:" كان ظهور مجلة" سندباد" المصرية في سنة 1952 وانتشار توزيعها في المغرب قد وجها مسيرة قصص الصغار نحو مسار جديد ترسخت فيه بوضوح كبير قيم النقل والتقليد. ولم يعد من الممكن إغفال الدور الذي لعبته تلك المجلة في بلورة مفهوم صحافة الأطفال بالمغرب وقصصهم بلورة متميزة تجاوزت نطاق الطفولة لتمس كل التركيبة الثقافية في البلاد قبيل الاستقلال وبعده. فمنذ صدور" سندباد" وقسم من الصحافة المغربية لا يكف عن تتبع أخبارها والاقتباس أو" السرقة" منها. والظاهر أن هذه المجلة بجمال رسومها الملونة وغير الملونة، وروعة إخراجها وكثرة قصصها وحكاياتها، وسحر شخصية سندباد ذاتها؛ استطاعت أن تستميل بقوة فئات من الأطفال المغاربة الذين يحسنون القراءة لما وجدوا فيها بديلا عن الفراغ الذي كاد أن يكون تاما في مجال الصحافة والقصص المكتوبة بالعربية."2

وثمة صحف ومجلات مشرقية أخرى قد تركت تأثيرات مباشرة وغير مباشرة على صحافتنا الطفلية المغربية منذ ظهورها إلى يومنا هذا كمجلة المدرسة، ومجلة الأولاد، ومجلة علي بابا، ومجلة سمير، ومجلة ميكي المعربة ، ومجلة كروان، ومجلة صندوق الدنيا، ومجلة المسلم الصغير، ومجلة عرفان، ومجلة شهلول، ومجلة قوس قزح، ومجلة الشيماء، ومجلة مجلتي، ومجلة المزمار، ومجلة الصبيان، ومجلة الأمل، ومجلة اميقدش، ومجلة بشار، ومجلة مصطفى، ومجلة براعم الإيمان، ومجلة ماجد، ومجلة حسن، ومجلة الشبل، ومجلة حمد وسحر، ومجلة مشاعل، ومجلة سبايس تونSpace Toone ، ومجلة افتح ياسمسم، ومجلة أسامة، ومجلة أروى ، ومجلة أسامة، ومجلة باسم، ومجلة أحمد، ومجلة الفردوس أو مجلة الطفل المسلم، ومجلة العربي الصغير، ومجلة توت، ومجلة العربي العلمي...

وعليه، فلقد ظهرت أولى مجلة مغربية للطفل إبان الحماية الأجنبية على المغرب في مدينة فاس عام 1941م تحت عنوان" مجلة كشكول الصغير" لعبد الغني التازي. وبعد ذلك، صدرت بتطوان في عام 1948م " مجلة الأنوار" تضم قصصا للأطفال تأليفا وترجمة واقتباسا. ويعني هذا أن صحافة الأطفال بالمغرب بدأت في أربعينيات القرن العشرين قبل استقلال المغرب عام 1956م.

لكن في سنوات الخمسين، ستظهر بعض المجلات الطفلية كمجلة "القافلة" لمحمد علي الرحماني ( 1950م) ، وفيها نشر الكاتب قصته" القنديل الأخضر". وبعد ذلك، صدرت مجلة" هنا كل شيء" بالدار البيضاء عام 1952م ، ومجلة " أنيس الأطفال" لمحمد الحريشي سنة 1953م بمدينة طنجة، وظهرت أيضا مجلة" ولدي" التي أصدرتها وزارة التربية الوطنية بالرباط مباشرة بعد الاستقلال سنة 1957م باللغتين:العربية والفرنسية.

وإذا عرفت الأربعينيات من القرن العشرين مجلتين مشهورتين: مجلة الكشكول الصغير و مجلة الأنوار، فإن سنوات الخمسين ستعرف أربع مجلات لها أهمية كبرى في مجال توعية الأطفال وتنويرهم ثقافيا، وهي: الثقافة، وهنا كل شيء، و أنيس الأطفال، وولدي. لكن في سنوات الستين، سيشهد ميدان صحافة الأطفال ركودا وتراجعا على مستوى الإنتاج والنشر بالمقارنة مع السنوات السابقة، فلم نجد سوى مجلتين وهما: مجلة" الثقافة والفنون" لمصطفى رسام التي لم تخرج إلى حيز الوجود إلا في سنة 1963م، ومجلة" صديقي" التي نشرتها دار الصحافة والنشر سنة 1965م.

وإذا انتقلنا إلى سنوات عقد السبعين من القرن العشرين، فسنجد إنتاجا لابأس به من حيث المجلات الطفلية، وقد صدر معظم هذه المجلات عن جمعية تنمية التعاون المدرسي التي كانت تابعة لوزارة التربية الوطنية في كل المدن المغربية. ومن ثم، فإن هذه الجمعية لم تتأسس إداريا وقانونيا وعمليا إلا في منتصف السبعينيات، فاستمر إصدار مجلات هذه الجمعية إلى سنوات الألفية الثالثة.

ومن بين المجلات التي أصدرتها الجمعية نذكر: مجلة " العندليب" سنة 1975م، ومجلة " صدى التعاون" ، ومجلة " الغد الأفضل" ، ومجلة " البستان" ، ومجلة " الإشعاع التربوي"، ومجلة " المنبر"، ومجلة " الحوار المدرسي"، ومجلة " الوفاء"، ومجلة " طارق"، ومجلة " فضاء" ، ومجلة " آفاق الصغار"، ومجلة " وصلة"، ومجلة " أزهار الحمراء" ، ومجلة" رحاب المتعاون الصغير"، ومجلة" القصبة" ، ومجلة " المنزه" ، ومجلة" الإشراق التربوي"... ولا ننسى أيضا مجلة " المغامر" لمحمد أوبريم التي صدرت سنة 1975م، ومجلة بنفس الاسم لحسن الصبار التي ظهرت في نفس السنة أيضا، ومجلة" مناهل الأطفال " الصادرة عن وزارة الثقافة المغربية، ومجلة " أجيال المستقبل " لعبد الجبار القباج التي ظهرت بوجدة سنة 1977م، ومجلة " هدية النور" لعلي بنختي وعمر بنخرابة، وكانت تصدر عن شركة التنمية الفلاحية بالرباط سنة 1978م، ومجلتي" التلميذ" و" براعم" لمصطفى رسام الصادرتين بالدار البيضاء عام 1979م.

ومن أهم مجلات هذه الفترة كذلك مجلة" أزهار" للقصاص المغربي محمد إبراهيم بوعلو ، وقد انطلقت هذه المجلة في تقديم خبراتها المتنوعة للأطفال في سنة 1976م، لكنها سرعان ما توقفت لأسباب ذاتية وموضوعية لاداعي لذكرها في هذه الدراسة.

وعلى أي حال، فإننا نسجل مطمئنين أن سنوات السبعين كانت هي الانطلاقة الحقيقية لصحافة الطفل بالمغرب؛ نظرا لكثرة المجلات التي تم استصدارها في تلك الفترة ، علاوة على إقبال الدولة على تشجيع العلم والثقافة، وتعليم الناشئة المغربية التي كانت في حاجة ماسة إلى كتب الأطفال ، وإلى كل صنوف الصحافة التي تهتم بعالم الصغار من قريب أو من بعيد.

ولا يعني هذا أن سنوات الثمانين كانت في معزل عن صحافة الطفل بالمغرب، بل نستحضر مجموعة من الإنجازات في هذا الشأن كمجلة " مغامرات السندباد" لمصطفى رسام الصادرة بالدار البيضاء سنة 1982م، ومجلات جمعية تنمية التعاون المدرسي(مجلة "الغد الأفضل " مثلا)، ومجلة " حدائق" التي كانت تصدرها وزارة الشؤون الثقافية بالمغرب سنة 1983م، ومجلة " ولدي" التي كان يشرف عليها فؤاد مكوار وعبد المجيد بن عبد الصادق ، وقد ظهرت المجلة بالدار البيضاء عام 1986م، ومجلة" أحديدان " لمحمد الفيلالي الصادرة بالرباط سنة 1986م، ومجلة" أمين" لناجي رشيد، وقد ظهرت بفاس سنة 1987م...

ويعني هذا التراكم على مستوى المجلات في فترة الثمانينيات، أن صحافة الطفل بالمغرب قد انتعشت أيما انتعاش على المستوى الفردي أو على مستوى المؤسسات الرسمية كوزارة الشؤون الثقافية، ووزارة التربية الوطنية التي كانت تنضوي تحتها جميع فروع جمعية تنمية التعاون المدرسي...

أما في سنوات التسعين، فثمة مجموعة من المجلات الطفلية التي ظهرت لتستكمل النهضة الثقافية بالمغرب ، وتبني لبنات الصرح الإبداعي في مجال أدب الطفل كتابة ونشرا وتوزيعا مع تشييد إعلام جدير بالطفولة على غرار إعلام الطفل بالمشرق العربي. ومن أهم المجلات الطفلية في مرحلة التسعينيات مجلة "الفلاح" لمحمد الوكيلي التي ظهرت سنة 1990م، وبعض مجلات جمعية تنمية التعاون المدرسي ( البستان- الإشعاع التربوي- المنبر- الحوار المدرسي- الوفاء- طارق- فضاء- آفاق الصغار- وصلة- رحاب المتعاون الصغير- أزهار الحمراء- القصبة- المنزه- الإشراق التربوي)، وكذلك مجلة " سامي" للعربي بن جلون التي انبثقت ثقافيا سنة 1991م، ومجلة " ماهر" لحسن الصبار الصادرة سنة 1995م، ومجلة " وصلة" لعبد الإله حسن التي ظهرت بدورها عام 1995م، ومجلة" شادي" لعبد العالي الجابري التي ظهرت بوجدة عام 1996م، ومجلة" صادو" لمحمد الحناطي التي انطلقت بالدار البيضاء لأول مرة عام 1996م، ومجلة" سفير الطفل" لعبد الرزاق سميح الصادرة بالدار البيضاء عام 1998م...

ويلاحظ أن هناك شبه غياب كلي لمجلات الأطفال بالمغرب في سنوات الألفية الثالثة ، ويعود السبب في ذلك إلى أزمة الثقافة التي تشهدها البلاد، وعدم اهتمام الناس بشراء الكتب والمجلات والجرائد، وعزوفهم عن القراءة، واستبدالهم كل ذك بالقنوات الفضائية، ومراقبة شاشات الحواسيب والإنترنت. كما أن الأسر المغربية لم تعد تحفز الأطفال على شراء الصحف التي تتعلق بذواتهم وعوالمهم الواقعية والتخييلية، خاصة مع ظهور الأزمة المالية العالمية التي كانت لها تأثيرات سلبية على الكثير من المجتمعات العربية ومنها المغرب . أضف إلى ذلك ، فشل التعليم في احتواء البطالين والعاطلين من الحاصلين على الشواهد العليا ؛ مما أثر كل هذا بشكل سلبي على عملية إنتاج الكتب وتوزيعها واستهلاكها، ناهيك عن غلاء أثمنة الكتب والصحف المنشورة غلاء فاحشا لايمكن أن يتحمله الفرد المغربي بأي حال من الأحوال.

وعلى العموم، يمكن اعتبار سنوات السبعين والثمانين والتسعين من أزهي عقود صحافة الطفل بالمغرب؛ بسبب ما أنتج فيها من مجلات رائدة في شتى المعارف والفنون والعلوم والآداب. بيد أن بداية سنوات الألفية الثالثة بمثابة انحدار لما عرفته صحافة الطفل بالمغرب من مجد وتطور ونهضة ثقافية كبرى.

ويتبين لنا أن أغلب المجلات قد صدرت بالدار البيضاء والرباط، وهناك مجلات قليلة جدا طبعت بتطوان وفاس ووجدة وطنجة . ويلاحظ أيضا أن معظم هذه المجلات قد توقفت لأسباب ذاتية وموضوعية ، منها: غلاء الطبع، وعزوف الناس عن القراءة ،وقلة الإمكانيات المالية ، وانعدام التشجيع المعنوي والتحفيز المادي.

2- تطور جرائد الطفل بالمغرب:

لم تظهر جرائد الأطفال بالمغرب لأول مرة إلا في الأربعينيات من القرن العشرين، أي أثناء التواجد الاستعماري بالمغرب. وكانت أولى جريدة طفلية مغربية لإبراهيم السايح تحت عنوان:" جريدة صوت الشباب المغربي"، وقد صدرت سنة 1947م، بل يمكن القول بأن هناك قبل هذا التاريخ ملحق" الصدى" التابع لجريدة الأخبار التطوانية، وقد صدر سنة 1945م. كما ظهرت أيضا صفحة الأطفال بجريدة العلم عام 1947م. أما جريدة النهار التطوانية ، فقد خصصت للصغار عام 1949م ملحقا بعنوان" حديقة الأطفال".

وإذا انتقلنا إلى فترة الخمسينيات من القرن العشرين، فيمكن الحديث عن مجموعة من نصوص الأطفال متضمنة في جريدة " منار المغرب" ما بين 1957و1959م، وجريدة " العهد الجديد" لسنة 1959م.

أما في الستينيات من القرن الماضي، وبالضبط عام 1965م، فقد خصصت جريدة العلم الاستقلالية " ركن الأطفال" للكتابة القصصية والإبداعية. لكن في عقد السبعين، ستخرج إلى حيز الوجود مجموعة من الجرائد والملحقات الصحفية مثل: " جريدة للطفل" للعربي بن جلون سنة 1971م، وملحق " أنباء الطفولة" التابع لجريدة الأنباء المغربية منذ سنة 1979م.

هذا، وقد تراكمت في عقد الثمانين جرائد طفلية متنوعة كجريدة " ولدي" لفؤاد مكوار وعبد المجيد بن عبد الصادق التي ظهرت سنة 1986م، دون أن ننسى ملحق الطفولة التابع لجريدة الاتحاد الاشتراكي سنة 1989م، وجريدة " سندباد" التي صدرت سنة 1982م، وكان يشرف عليها جواد بونوار، وجريدة " سندباد الصغير" لعلي فرحات الصادرة بالدار البيضاء سنة 1989م ، وجريدة "الخل الصغير" لمحمد فيلالي ومحمد أوعكي وبوجمعة الكطكاط، وقد صدرت بدورها سنة 1989م. ومن هنا، نعتبر عقد الثمانين من أزهى الفترات الإبداعية والإعلامية بالنسبة لجرائد الأطفال.

وهذا الحكم ينطبق أيضا على فترة التسعينيات التي انتعشت فيها جرائد الأطفال أيما انتعاش كجريدة" منبر التلميذ" (1994م)، وكانت من إشراف حسن سعودي وعبد العزيز حيون، وجريدة " فضاء الطفل" لعبد الحق جابر وإبراهيم بوزيز وزكريا حراث (1995م)، وجريدة" واحة البراعم" لمحمد الدوردي ويونس الوليدي ( 1995م)، وجريدة " أخبار الشباب" التي ظهرت بطنجة سنة 1996م، وجريدة " السنافر" لعبد اللطيف البقالي (1997م)، وجريدة" جريدتي" التي عرفت في الرباط سنة 1999م، وقد أشرف عليها حسن التاج، وجريدة " الطفولة " لعزيز حجي التي ظهرت بالدار البيضاء قي نفس السنة.

ويتبين لنا من خلال هذا أن فترة التسعينيات قد شهدت تراكما ملحوظا على مستوى إنتاج الجرائد والمجلات. ومن هنا، يمكن القول: إن فترة الثمانينيات و التسعينيات من أهم فترات ازدهار أدب الطفل بالمغرب بصفة عامة وتطور صحافة الطفل بصفة خاصة.

ولكن مع العقد الأول من سنوات الألفية الثالثة، سنلاحظ نوعا من التراجع والركود بسبب عزوف المغاربة عن القراءة والإنتاج والإبداع. وعلى الرغم من ذلك سنجد " جريدة التلميذ المواطن" لعبد الحفيظ الطهري الصادرة بالدار البيضاء سنة 2008م، و"جريدة الرائدة" لآمال محمد مسوحلي، وقد صدرت هذه المجلة الملونة ذات الحجم الكبير بالدار البيضاء لأول مرة سنة 2007م.

وعلى العموم، فقد توقفت معظم هذه الجرائد لأسباب ذاتية وموضوعية، وأهم سبب نسجله في هذا السياق هو انعدام التشجيع المادي والمعنوي. كما أن مجموعة من الجرائد كانت تابعة للأحزاب السياسية المغربية كحزب الاستقلال وحزب الاتحاد الاشتراكي مثلا، أو كانت تطبع في مطابع الصحف السياسية المغربية.

وهكذا، نجد أن مجموعة من جرائد الطفل قد جايلت مغرب الاستعمار ومغرب الاستقلال. كما نلاحظ غيابا تاما لجرائد الطفل التابعة للدولة أو للوزارات الساهرة على الطفل كوزارة التربية الوطنية، ووزارة الشؤون الثقافية، ووزارة الشباب والرياضة، ووزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية.

خاتمــــة:

لايمكن الحديث عن أدب الطفل بالمغرب في القرن العشرين إلا إذا تحدثنا عن مجموعة من تجلياته البارزة التي تتمظهر بكل وضوح في الرواية والقصة والغناء والمسرح والموسوعات المعرفية والنقد والصحافة والإعلام.

ومن هنا، فقد كان للصحافة المغربية من مجلات وجرائد إبان الاستعمار وبعد الاستقلال دور هام يتمثل بكل جلاء في خدمة الطفل المغربي بيداغوجيا وديداكتيكيا ونفسيا واجتماعيا وذهنيا، وتنمية مداركه العقلية والوجدانية والحسية الحركية ، وتوعيته على جميع المستويات والأصعدة من أجل النهوض بهذا الطفل لكي يرتقي إلى المراتب العليا ، ويسمو إلى مدارك العلا والمجد لكي يتبوأ المكانة اللائقة به بين أطفال الدول العربية والإسلامية بصفة خاصة وأطفال العالم بصفة عامة.

المجلات والجرائد

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى