الأحد ٧ آذار (مارس) ٢٠١٠
بقلم فايز أبو شمالة

صحافة عبرية وأسوار

منذ شهر فبراير والصحف العبرية تقول: إن مفاوضات غير مباشرة ستجري بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل في نهاية شهر مارس، وقبل انعقاد مؤتمر القمة العربية، ومنذ شهر فبراير والمسئولين الفلسطينيين ينفون ذلك، ويؤكدون أن الصحف العبرية عدوة لنا، وتهدف إلى تخريب أجواء الصمود الفلسطيني، والاستخفاف بإصرار القيادة السياسية الرافض لاستئناف المفاوضات، ما لم تخضع حكومة نتانياهو، وتوقف الاستيطان.

عاودت الصحف العبرية وأكدت: أنه قد تم الاتفاق على استئناف المفاوضات غير المباشرة، لأنها المخرج الوحيد لضائقة نتانياهو، وهي المقدمة لمفاوضات مباشرة، ولكن المسئولين الفلسطينيين نفوا ذلك، وأكدوا أن الإعلام الإسرائيلي خبيث، يصطاد في المياه الفلسطينية العكرة، ويجب على شعبنا أن لا يصدق ما ينشر في الصحف العبرية

عاودت الصحف العبرية ونشرت تصريحات لقادة إسرائيليين عن قرب البدء بمفاوضات غير مباشرة مع الفلسطينيين، كأنسب طريقه لإنزال عباس عن شجرة الشروط، ولكن المسئولين الفلسطينيين أصروا أن هذا كلام هراء، ولا مفاوضات مع الإسرائيليين ما لم يتم توقف الاستيطان، وتحديد مرجعية للمفاوضات، وتقديم ضمانات أمريكية، وحذروا الشعب الفلسطيني من تصديق ما تنشره الصحف العبرية الكاذبة.

اليوم انجلت الصورة، وتمت الموافقة على استئناف المفاوضات غير المباشرة، وتبين أن ما نشرته الصحف العبرية لم يكن كذباً، وإنما المسئولين الفلسطينيين الذين شككوا في الصحافة العبرية، ليسوا موضع ثقة، ويحق للشعب الفلسطيني مسائلتهم، والتشهير بكذبهم.

سنة 1987، أضحكني أحد السجناء في سجن عسقلان، وكان مسئولاً في إحدى غرف الحركة الإسلامية عن رفع وتنزيل الستارة على جهاز التلفاز، فإن ظهرت صورة امرأة عارية، فإن مهمته تنزيل الستارة على الشاشة، وإن ذهبت صورة المرأة يرفع الستارة عن الشاشة، وهكذا. إلى أن جاء يوم، وعرض التلفاز صوراً لحيوانات الغابة، وركزت الكاميرا على انفراد الأسد مع أنثاه، فقال السجين لزملائه: هل أنزل الستارة؟ قالوا: لا.

بعد قليل بدت علامات الغزل بين الوحشين، فقال السجين لزملائه: سأنزل الستارة فإن للأسد نوايا عدوانية تجاه أنثاه، فقالوا له: لا، انتظر قليلاً. انتظر السجين إلى أن اقترب الذكر أكثر من الأنثى بهدف التزاوج، فقال لهم: أرى الشر يلمع في عيون الأسد، هل أنزل الستارة. فقال له السجناء: لا، تريث قليلاً.

وفجأة انقض الأسد على أنثاه، فصرخ السجناء في الغرفة: أنزل الستارة!.

قال لهم: ألم أقل لكم من قبل: إن الشر يلمع في عيون الأسد؟

فكيف لا يصدق الفلسطينيون ما ورد في الصحف العبرية، وهذه هي الحقائق تفقأ عين كل من تشكك في صحة معلوماتها منذ شهر فبراير؟

لقد أضحى الشعب الفلسطيني قادراً على استنباط النهايات من البدايات!.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى