صداقة لا تقدر بثمن
سارة فتاة في السنة الثانية إعدادي، خجولة وتشعر بالغربة وعدم القدرة على الاندماج مع الآخرين، لأنها انتقلت حديثاً إلى المدينة، الغربة التي تراودها عمقها ارتداؤها لنظارات طبية سميكة من جهة، ومعاناتها اليومية أثناء رغبتها في الكلام من صعوبات في النطق من جهة أخرى.
في الأيام الأولى لولوجها المدرسة، لاحظت سارة زميلة لها في القسم تدعى ليلى، تنزوي لوحدها في الطاولة الأخيرة للقسم، مبتعدة قدر الإمكان عن زملائها. كانت ليلى من أسرة إفريقية نازحة، وكانت تواجه صعوبات في التأقلم مع البيئة الجديدة. قررت سارة أن تتغلب على خجلها وتتحدث مع ليلى.
اكتشفتا أن لديهما معاً عددا من الاهتمامات المشتركة، كحب القراءة والرسم. بدأت صداقتهما تنمو يوماً بعد يوم. وكانت سارة تساعد ليلى في تحسين لغتها العربية، بينما كانت ليلى تشارك سارة قصصاً عن ثقافتها الأصلية. مع مرور الوقت، لاحظت سارة أن بعض فتيات الصف بدأن يتحدثن عن التغيب عن الدراسة والبحث عن فرص عمل لربح المال وتحقيق الرفاهية. كانت إحداهن، تدعى منية، تحاول إقناع سارة وليلى بالانضمام إليهن. شعرت سارة بالإغراء، خاصة وأنها كانت ترغب في الانتماء إلى مجموعة أكبر. لكن ليلى، التي عانت كثيراً في حياتها، أدركت خطورة هذه السلوكيات. تحدثت مع سارة بصراحة وحب، وأوضحت لها مخاطر الرفقة السيئة وكيف يمكن أن تؤثر في مستقبلهما وحياتهما.
قالت ليلى: "صداقتنا قوية لأننا نساعد بعضنا على أن نكون أفضل، وليس العكس". تأثرت سارة بكلمات ليلى وأدركت قيمة صداقتهما الحقيقية. فقررتا معاً أن تساعدا منية والفتيات الأخريات بدلاً من الانجراف وراء تيارهن. نظمتا مجموعة دراسية وانخرطتا في أنشطة الحياة المدرسية بحماس وتطوعتا في إعداد مشروع المؤسسة، مما ساعدهما على جذب الفتيات بعيداً عن السلوكات السلبية.
في نهاية العام الدراسي، أصبحت سارة وليلى قدوة لزميلاتهن. تعلمتا معاً قيم التعاون والتضامن والوفاء. وكانت صداقتهما مثالاً للصداقة الحقيقية التي تتخطى الاختلافات وتنحو نحو بناء مجتمع أفضل.
في حفل نهاية العام الدراسي، وفي أجواء من الفرح والغبطة، كرمت سارة وليلى على جهودهما الفعالة في تحسين البيئة المدرسية. وقفتا معاً فرحتين على منصة التشريف، يداً في يد، كرمز للصداقة التي تجمع بين الثقافات المختلفة وتساعد الجميع على التطور والازدهار.