متحف الشرطة
يُعد متحف الشرطة القومي أحد المتاحف التاريخية في مصر لتخليد الدور الذي تؤديه الشرطة المصرية في الحفاظ على أمن وسلامة الوطن عبر العصور التاريخية المختلفة ويقع المتحف داخل أسوار قلعة صلاح الدين بالقاهرة بجوار المتحف الحربي في الجهة الشمالية الغربية من القلعة في المنطقة التي كان يطلق عليها اسم ساحة العلم وقد افتتح المتحف يوم 25 يناير عام 1986م بحضور الرئيس الراحل محمد حسنى مبارك واللواء أحمد رشدي وزير الداخلية آنذاك وكان الافتتاح متوافقا مع الاحتفال بعيد الشرطة في ذلك العام ثم تم إغلاقه للتطوير عام 2008 وأُعيد افتتاحه عام 2013
ويتكون المتحف من مبني واحد مقسم إلى عدد من القاعات التي تضم مقتنيات أثرية وصور تبرز جهود الشرطة المصرية ونضالها المتواصل منذ العصور المصرية القديمة وحتى العصر الحديث كما تستعرض أدوات ومضبوطات الشرطة المصرية وأهم المعارك والاغتيالات السياسية والجرائم الاجتماعية في العصر الحديث بالإضافة إلى نماذج من الأسلحة التي استخدمها رجال الشرطة منذ العصر المملوكي وحتى العصر الحديث ويضم المتحف ستة قاعات هي: قاعة الشرطة في العصر الفرعوني والتي تتضمن نماذج لأسلحتها في ذلك العهد وتشمل مجموعات من السهام والدروع والأقواس والبلط بالإضافة الى لوحات جصية تلقى الضوء على نشاط الشرطة في مصر الفرعونية ومن أبرز المعروضات بهذه القاعة نموذج لقارب من الخشب به عشرة بحارة يمثلون الشرطة النهرية في العصر الفرعوني والذي يماثل حالياً شرطة المسطحات المائية حيث عرفت الشرطة النهرية تحديدا في عهد الملك مينا أو نارمر عام 3000 قبل الميلاد وقاعة أخرى مخصصة للشرطة في مصر الإسلامية ويُعرض بها أسلحة من العصور الإسلامية المختلفة وشعارات الشرطة في كل عصر منها مثال طبنجة بدائية الصنع مصنوعة من الحديد والخشب وقد زخرف المقبض بزخارف نباتية مكفته بالذهب تُعمر من الفوهة وتعمل بنظام الفونية ومداها الفعال قصير للغاية وهي تُعتبر من أولى الأسلحة النارية التي حلت محل الأسلحة التقليدية آنذاك كالسيف كما تعرض هذه القاعة لوحات توضح الزي الشرطي في العصر العثماني مثال للوحة فنية لثلاثة أشخاص هم (جندي وقائد المشاة وحارس ) ولوحة لأربعة أشخاص هم شرطيان مساعد الملازم الأول للمعسكرات وضابط القصر فضلا عن وثيقة أثرية نادرة لمحاكمة من العصر العثماني وتتضمن حكم صادر بتاريخ 3 أبريل عام 1678 من الحاكم الشرعي لمحكمة أبريم يقضي بدفع دية وقدرها 500 دينار لشخص يُدعى أحمد خليل تعويضًا عن شلل في يده وفقد بعض أصابعه لقيام أحد الأشخاص ويُدعى أحمد بن بهرام بضربه بالسيف على يده وكذلك قاعة السلاح والاغتيالات السياسية وقاعة الجرائم الاجتماعية مثل قضية ريا وسكينة الشهيرة فضلا عن الابطال الشعبين مثل أدهم الشرقاوي الذي عاش بقرية زبيدة مركز إيتاي البارود في محافظة البحيرة بمصر ويعرض المتحف نبذه مختصرة عن قصة كفاحه ونضاله ضد الاحتلال البريطاني وقاعة الإسماعيلية التي تستعرض ملحمة الشرطة ضد الاحتلال الإنجليزي وتتضمن ماكيت يجسد أحداث معركة الاسماعيلية بين الشرطة المصرية المحصنة بالداخل والقوات البريطانية المحاصرة بالخارج وعدد من الأسلحة التي استخدمت في المعركة إضافة إلى البهو الرئيسي الذي يعرض مجموعة من التماثيل التي تجسد زي الشرطة المصرية ومراحل تطورها بداية من العصر المملوكى حتى العصر الحديث كما يزين جدران البهو الرئيسي صور تجسد وزراء الداخلية منذ الفترة الملكية وحتى وقتنا الحالي أمثلة : حسين رشدى باشا وعدلي يكن باشا وعبد الخالق ثروت في العصر الملكي وفؤاد سراج الدين باشا وزكريا محيي الدين وعباس رضوان وعبد العظيم فهمي وشعراوى جمعة ومحمد النبوى إسماعيل وأحمد رشدى وزكي مصطفي بدر ومحمد عبد الحليم موسي وحسن الألفي وحبيب العادلي منذ ثورة 1952 وحتى عقب ثورة 25 يناير 2011 بالإضافة إلى مجموعة من أوسمة الشرطة كما قامت إدارة الداخلية بإعداد موجز عن دور مباحث الآثار وتشريعات حماية التراث الأثري وبعض العملات المزورة والآلات المستخدمة في التزوير هذا إلى جانب مبنى الإطفاء والذي يضم أقدم عربات الإطفاء التي استخدمت في مصر حيث يعرض أربع عربات للإطفاء ترجع لعصور تاريخية متتالية من العصر العثماني وعصر محمد على والعصر الحديث