السبت ١٦ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠٢٤
بقلم حسن عبادي

صدور رواية «باباس»

عن دار الفينيق للنَّشر والتوزيع في عمَّان صدرت مؤخَّراً رواية "باباس" للرِّوائي الشَّاعر أَحمد أَبو سليم، يزيِّن غلافها لوحة للفنَّان السُّوري سعد يغن، من القطع المتوسِّط، وعدد صفحاتها 221 صفحة.

تعدُّ رواية "باباس" الرِّواية السَّابعة لأَحمد أَبو سليم، بعد رواياته: الحاسَّة صفر، وذئاب منويَّة، وكوانتوم، وبروميثانا، ويس، وأَزواد، وبعد خمس مجموعات شعريَّة أَيضاً.

وعند سؤال الكاتب عن الرِّواية قال: إنَّ آخر من يحقُّ له أَن يتكلَّم عن الرِّواية هو الكاتب نفسه، فالرِّواية اليوم فنٌّ معقَّد إلى حدٍّ بعيد، على الرُّغم من أَنَّها -أَي الرِّواية-تحمل تشويقاً، ومتعة للقارئ، من خلال الحكاية، أَو الحكايات الَّتي تحويها، فهي تحيل إلى كثير من المفاهيم العميقة، الَّتي نحتاج معاً إلى تأويلها، وهذا قد يكون دور القارئ الحصيف أَحياناً كما هو دور الكاتب.

تتعمَّق الرِّواية في الموسيقى كشكل لمواجهة بشاعة هذا العالم، من خلال تغوُّل رأس المال الَّذي يحاول أَن يشيِّئ الإنسان، بل إنَّه وصل إلى ذلك بالفعل، وتطرح مفهوماً جديداً هو مفهوم "باباس" الشَّخص، الحالة الَّتي تمثِّل ليس واقع الإنسان العربيِّ فحسب، إنَّما تحاول الغوص في أَعماقه، للوقوف على التحوُّلات الَّتي تطرأُ على شخصيَّته ببطء، دون انتباه.

باباس في الأَصل هي طائفة هنديَّة تمارس التقشَّف، والجوع، والترفُّع عن ملذَّات الحياة، كطريق للتقرُّب من الإله، فلماذا يقوم باباس الشَّخص المترع بالخوف من المستقبل، وشكل الدَولة، ووهم الحاضر، بممارسة هذه الطُّقوس طواعية في محاولة للتغلُّب على هذا الواقع؟

تتَّخذ الرِّواية من الموسيقى وفلسفتها أَداة لإعادة تحليل الواقع من خلال هذا المنظور،
ومن الرِّواية نقتبس:

" لكلِّ بشر منَّا مقطوعة موسيقيَّة تشبهه، هكذا كانت أُمِّي تقول.

مثلما بوسعك أَن ترسم بورتريه للشَّخص يمثِّل ملامحه كاملة، أَو تنحتَ له تمثالاً، أَو تكتب صفاته وملامحه وعلاماته الفارقة، هناك أَيضاً ما يمكن أَن يمثِّل الإنسان موسيقيَّاً، قطعة موسيقيَّة تشبهه ولا تشبه غيره، لكنَّها لا تشبه ملامحه الخارجيَّة فحسب، إنَّما تشبه ما يمور هناك في أَعماقه، إنَّها وصف للرُّوح.

الموسيقا لغة أَيضاً ككلِّ اللُّغات الأُخرى، لكنَّها أَعلى منها بكثير، لغة أَكثر تجريداً، وأَقرب إلى الرُّوح منها إلى العقل، إنَّها خطاب مباشر للرُّوح، نصٌّ مفتوح على التأَويل كأَيِّ نصٍّ مقدِّس خالد لا يقبل التأطير؛ لذلك، ربَّما، عجز الفلاسفة عن وضع تعريف قاطع لها، كما لم يكن بوسع أَحد أَن يعرِّف ماهيَّة الرُّوح.

ثمَّة موسيقيُّون بارعون بوسعهم رسم شخص ما بالموسيقا."


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى