

ضـــاع َ منـّي
ضـاعَ مِنـّي ذاتَ صَحْو ٍ ضـَياعي | |
وانـزوى خلـفَ الظـِّـلال ِ يَـراعي | |
واستباحَ الجُرحُ والمِلـحُ لحمـي | |
وتهـاوى فـوقَ بعضي شِـــراعي | |
مَن أنا؟ ساءَلتُ نفسي فصاحت: | |
(أنتَ صوتٌ صارخ ٌ في البقاع ) | |
صَفـْصَفا ً أضحت دياري وأنـَّتْ | |
وانتـشى البـاغي ودُكـَّتْ قِلاعي |
* ** **
أينَ أربــابُ الحضـاراتِ مِنــّا | |
لم يفـوزوا بالغِــوى والخِـداع ِ | |
قد أضاءُوا الكونَ عِلما ً وفِكرا ًُ | |
بــدّدوا ليـلَ الخنى بالشـُّعــــاع ِ | |
أمَّتي صدرُ الرِّمال ِ مَـداها | |
كيف عـادت للرّحى والمـراعي؟ | |
لا تكونوا ألفَ وجهٍ ووجها ً | |
ليس يُجدي الرّكنُ خلفَ القِناع ِ | |
جفَّ ماءُ الخير ِ في وجهِ أهلي | |
واستحـالـوا قطعة ً من رقِــــاع ِ |
* ** **
كان شِعري صوتَ أصْلي وفصْلي | |
كيف أضحـى شـَهـْقـة ً للـوَداع ِ | |
نحنُ شـَطـْرا قلـْب ِ جسْـم ٍ عليـل ٍ | |
أرهـَـقـَتـْه ُ نائـبـــاتُ النـِّـــــزاع ِ | |
أيُّ طيـْـر ٍ عـانـقَ الجوَّ عزمـــا ً | |
والجَنـاحـان ِ مريضــا صِــراع ِ؟ | |
إنَّ نصْرا ً باتَ صوتا ً كسيرا ً | |
كيـف يسمو منبرا ً للسـّمــاع ِ؟ | |
إنـّما نصري على كلِّ جَهـْل ٍ | |
ليس إيـمـاني بكسْــــر ِ الـــذراع ِ | |
مَن يُعـيـدُ الإنسـانَ سيِّدَ أرض ٍ | |
وقبــورُ الأهــل ِ مِلْءَ التـِّــلاع ِ؟ | |
ألقِـمونـا قطعة َ الخبـز ِ إنـّا | |
قـد غَــدَوْنــا أمَّـــة ً من جـِيـــاع ِ | |
نحنُ في دنيا الثعابين ِ نـَزفٌ | |
مـَن يــُداويني فيأسـو ضـَياعي؟؟ |