"عَروسُ الجَليلْ"
( "عروس الجليل" لقب لترشيحا ، إحدى القرى الفلسطينيه التي قصِفت عام 48 وتتجسّد في النص بفتاة جميله، تدعى " فاطمه الهواري " قصفها الإحتلال لتعيش ما تبقى من حياتها عازبةً مقعده ...)
1
عَروسُ الجليلِ تغنّي على مَوّالها :
"حلاةُ الروحِ في الخَصرِالمُشوّهْ ،
حَنينُ جرحٍ لِتيهِ الشظيّهِ
زَمَنٌ من الإجرامِ صَلّى عَلَيَّ
وسلَّمَ لي طِفلاً على حِضنِ الغيابْ .
أنا الله، كَبّروا لي نادى المُسلّح ،
فعاد صداهُ يحمل منّي
إباءَ سنبلةٍ جَمّلها الحَصاد " .
2
عروسُ الجليلِ تحيكُ كَنزَتها
لترتدي مُرورَ الوقتِ في الزّمنِ السَريعْ،
تحكي لِنفسِها حكايا العذارى
أملاً على فِراشِ خيالِها
وجسداً
منَ النارِ أدْمَنَهُ الهَشيمْ ،
كَمْ منَ الوقتِ مرَّ عَلى الصِبى
لِيلقى الشَمْسَ طالعة ً
من بداياتِ الغُروبْ.
3
عروسُ الجليلِ أدْلَََتْ بِصَمتِها
لِتوَزّعَ الفحوى على سَطحِ الكَلامْ
حَدّقتْ بِشعْرِها جَدّلَ في طيّاتِهِ
هُبوب الريحِ من سَقفِ النَسيم
هيَ من قاسَتْ - جدائلُها -
خَصْرَ الطفولَةِ ، قدّاً
قصيرَالعُمرِ مُنتصِبَ الوُجودْ،
وَكم مِن غَيمَةٍ حُبلى
يَموتُ شِتاؤها في عِزِّ الخَريفْ.
4
عروسُ الجَليلِ رَاحَةُ البَحرِ
على كَفِّ التلالْ
زورقٌ يَعتري وَلا يَنحني
لموجةِ الإذلال
أبداً لا مصائر أقوى
من بلوغ النظرة الاولى
أوج الوصال
5
عروسُ الجَليلِ رقصت
في كرسيها المتحرّك نَجماً
يُضيئُ طَريقَ الخُرافةِ للعَائِدينَ
مِنْ أقاصيِ العَدَمْ ،
وكَم مِنَ الجَميلاتِ
طلُعنَ على البَدرِ بَدراً
يَبيعُ الصَخّرَ لُيونَة الإحْساسِ
مِنْ وَجهٍ حَسَنْ ؟،
لا الصخرُ لانَ " وَلا حَولَ
لِمَنْ تنادي"
6
عروسُ الجَليلِ أنتِ انتظاري
على الضِفةِ الأخرى
من عُبورِ القذيفه ،
أنتِ معي وَرْداً شقَني
لِيأتي عَلى دنيايَ مُثنّى ،
أمّا أنا فلي عندي نبيذٌ
دفينٌ في رَغبَةِ ناسكٍ
– إذا تابَ -
7
عروسُ الجَليلِ حَالتانِ خاصّتان :
ركنٌ نلوذ إليهِ لِنَصنع قاسَماً لنا !
نعلّم نَرجسَةً مِنْ أينَ يَأتي الغُرورْ،
وَعِبرَة لِمَن رَكِبَ سَمَاءَنا لِيقصُفها
فأدركَ في فراغِ ذخْيرَته
كَم فينا منْ تعَاطفٍ
مَع السَاقِطينَ
مِنْ عُلوِّ الجَريمَه.
8
عروسُ الجَليلِ مَنطِقنا :
" تلُّ زعتر" يذكّرنا فنشكره
وميرمية نشرَبَهَا لِترتوي منّا .
هِي طَيرٌ هَاجَرَ مَعَ الأسراب
لا ليَقتسِمَ الفِرار ، إنما
ليَدُلهُ السِرّبُ كَيفَ الرُجوعُ
إلى الغُصنِ الشّريدِ،
عروس الجليل فارسها ،
وَلا بُدّ
أنْ يأتي جَوادٌ أبيَضٌ
– إن شَاءَ الرّبيعْ - .