الثلاثاء ٢٠ نيسان (أبريل) ٢٠١٠
بقلم
نشيد الحذاء الوطني
رفيقَ دربي يا حذائييا يدي اليُمنىتراكَ قد شَبّثْتَني بالأرضِ ياأوفى مِنَ التجّارِ يومَ النكبةِ المُرّةْ.معًا.. أسيرُ حيثُ تبغيبَيْدَ أنّي لا أُريدُ المشيَ نحوَ الشّرقِقد جرّبتُ أهلَ الضّادِ في الماضي بلا جدوىوما الجدوى من الماضي سوى درسٍيُعيدُ لي صوابي من جَديدٍ، فاغِرٍفمَّ الأمامْ؟لا شرقَ في الشرقِأيا نعلي..فلا تمشِ وقِفْ!يكفيكَ أنّي عارِفٌ كَسري الذيطيَّبتُهُ، حتّى أُطِل كيفما أريدُأو يُريدُ ليمعنى التّمامْ.أرجوكَ لا تفهَمْ ندائي عكسَ ما أعني؛لا تلتَفتْ للغرب إن شَبَّ الغيابها وُجهَتي في أنَّني ابنُ المكانِ قاعِدٌدربي ثباتٌ في الخُطىلا في الكلام.***رفيقَ دربي يا حذائيهذهِ الأرضُ التي صارت يتيمَةً، تقولُ لي:فقدْتُ كلَّ من جرّبتُهم بالأمسِ مرّاتٍفلا تقسُ عليّدُس فوقَ ظهريعلَّ مِن وقع الخُطى أُحسُّ أنّيلستُ وحدي ها هُنالا يسعِفُ الموّاتَ إلاّ صحوةٌتأتيهِ من أيدي طبيبٍ عاطِفيِّ الأصلِمن أهلي، فلا يُجديكَإلاّ أنتَ لا بَدَلَكْ.***رفيقَ دربي يا حذائييا الذي قد علَّمَ الأشعارَ أن تمشيوأن تمحو الشِّعاراتِ التي أودَتْبمن صاحوا سدى.تبًّا! لكلِّ الرّافِعينَ رايَةً بيضاءَلا عوْدٌ بلا تيهٍولا شعري نواحٌ مصطفى.***رفيقَ دربي يا حذائييا رؤى ابن غزَّةَ التعبانِ من عطفٍبلا معنى، ولا حسٌّ لِمن جرّبتَ عندَ الجدِّقد يجديكَ أنَّ الدربَ دوّارٌفلا تحزنْ عَليكْإنّي أراكَ في حَريقِ الأرضِتخبِزُ الرَّغيفَ من رَمادِ بيتِكَ المهدومِأنتَ لا سِواكْ.في حلكَةِ الايّامِ صِح:يا أيّها الليلُ الغبيُّلا تُجَمِّعْ ما لِهذا اليومَ من ساعاتِهِفي جيبِكَ المفتوحِها لنا غدٌ أمامَ أمسٍ مُفعَمٍ بالشمسِأي:لن أسهَرَكْ.***رفيقَ دربي يا حذائيها هو التاريخُ يطوي صفحَةَ الغيتوكأنّي صفحَةٌ أخرىبياضي ناصعٌ.. يُغريهِكي يكتُبَ ما يَشاءُ عن حاليبحبرٍ من دَمي. وما دَمي دوني؟أنا النّابِضُ فيهِ لا سِوايَفِيَّ لي قلبٌ بلا ضعفٍفلا تكتبْ على نبضي هُراءًكي تراني دفتَرًالن ينفَعَكْ.***رفيقَ دربي يا حذائييا أخي من أمِّيَ الأخرى التيأسكنْتُها دارَ الثَّباتِ الفذِّ في سقف الجَليلْ.فنارُ عكّا يغمز البحرَ الذي قد هجَّرَ المَنفيَّكي يُعطيهِ درسًا في الصّمود.سفينَةُ الماضي لها عينٌ على عكّاومرسى، من عِنادي ينتهي فيه العويلْ.عكّا كَيافا، أو كَحيفا؛ أختُهافي اللّفظِ أو في الصبرِإن صحَّ الذي قد قاله الجرحُ الجميلْ.غَدي هُنا، لا في مَكانٍ آخرٍأمشي وأمسي لا يُباعْتيهي هنارشدي هنابيتي هنابابي هناسقفي هناقبري هناأرضي، وأرضُ الكلِّ من حولي فضاءاتٌلها أسمى من الأعلى فلا أبكيولا كَرْمي مَشاعْ.***رفيقَ دربي يا حذائيجولَةٌ في النِتِّ تكفي كي تَرىما قد هوىمن كَومَةِ العُرْبِ السُّدىباللهِ لا تمدَح زَمانًا قد مضىسيّانِ ما يجري لَناوما تفاخرنا بِهِ من نُكتَةٍفي الأندَلسْهذا الزّمانُ ابنُ الزِّنى، لا يُشتَهىباللهِ موّتني، وَرجّعني إلى حظٍّ سليمٍكي أعيشَ مرَّةً أخرىولكن!بعدَ أن يفنى بكاءٌصارَ جزءً من تُراثِ النّايِ في أعراسِنا.باللهِ أسمعني كَمنجاتٍ بِهاعزفٌ، على خيطِ الأمل.رقصي أملصمتي أملأمّي أملابني أملغربي أملشرقي أملفوقي أملتحتي أملكلّي أملكلّي وكلُّ النّاسِ من حولي هُتافاتٌإذا ما ضيَّعَتْ أصواتها يومًاتُسمّى في المدى؛صوتَ الصدى المبحوحِ بلتُدعى الأمل.
لسماع القصيدة بصوت الشاعر انقر على الرابط