يا غيابي... كم طال عنهُمْ غِيابي |
|
|
ذِكْرَياتي والأَهْلِ والأَحبابِ! |
تائِهاً سِرْتُ في اغْتِرابيِ وَحِيداً |
|
|
ليتَ شِعْري فَكَمْ يَطُولُ اغْتِرابي؟ |
أَتْبَعُ الحُزْنَ إذْ يَسِيرُ أمامي |
|
|
حائِرَينِ، واليأْسُ في أَعْقابي |
كَمْ خَيالٍ قَدْ داعَبَ الروحَ خَجْلانَ |
|
|
وَذَرَّ الدموعَ في أَهْدابي! |
أنتَ ما أنتَ؟ أيُّها الطَّيْفُ مَهْلاً |
|
|
وتَرَفَّقْ، رُحْماكَ، بالأعْصابِ |
أنتَ يا مَنْ رافَقْتَ خَطْوي على شُطْـ |
|
|
ـآنِ عُمْري، وسِرتَ فوقَ العُبابِ |
كَمْ تَجَوَّلْتَ في مَساحاتِ روحي |
|
|
كَسَحابٍ قدْ مَرَّ فوقَ اليَبابِ |
أنتَ ما أنتَ؟ أنتَ أجْمَلُ لَحْنٍ |
|
|
عَرَفَتْهُ مَزارِعُ العُنّابِ |
أنتَ أحْلى قصيدةٍ قَرَأَتْها |
|
|
شَفَتايَ ما أُبْصِرَتْ في كِتابِ |
حَدَّثَتْني هَمْساتُ عَيْنَيْكَ عَنِّي |
|
|
ورَوَتْ لِي طُفولَتي وشَبابي |
حَدَّثَتْني عَنِ الهَوى عابِراً بي |
|
|
كلَّ حِيْنٍ بَحْرَ الأماني العِذابِ |
حَدَّثَتْني مِنْ بينِ ما حَدَّثَتْني |
|
|
عَنْ لَيالي السُّمّارِ والأصْحابِ |
حُلْوةٌ تِلْكُمُ الليالي ولَكِنْ |
|
|
كُلُّها غادَرَتْ كَبَعْضِ سَرابِ |
ساءَلَتْني الأطيارُ عنْ مانِحِ الزَّهْـ |
|
|
ـرِ شَذاهُ وعنْ رَبيعِ الرَّوابي |
ساءَلَتْني عَنْ صَوْتِها العَذْبِ، عنْ تِلْـ |
|
|
ـكَ السماءِ، عَنِ المَدَى والسَّحابِ |
ساءَلَتْني عَنْ لَوْنِها اللازَوَرْدِيْ |
|
|
أينَ أَضْحى، وكَانَ يَطْرُقُ بابي؟ |
ساءَلَتْني عَنِ انتِظاري وصَمْتي |
|
|
وشُرودي بِمَوْعِدٍ كَذّابِ |
ساءَلَتْني عَنْها وعنكَ، فماذا |
|
|
أُخْبِرُ الطَّيْرَ؟ ما يكونُ جَوابي؟ |
مُفْرِحٌ وَجْهُكَ الحبيبُ ولكنْ |
|
|
مُرْعِبٌ أنْ يَضيعَ وَسْطَ الضَّبابِ |