الأحد ٨ حزيران (يونيو) ٢٠٠٨
بقلم أحمد عبد الحميد ديب

غيـــــــــــاب

يا غيابي... كم طال عنهُمْ غِيابي
ذِكْرَياتي والأَهْلِ والأَحبابِ!
تائِهاً سِرْتُ في اغْتِرابيِ وَحِيداً
ليتَ شِعْري فَكَمْ يَطُولُ اغْتِرابي؟
أَتْبَعُ الحُزْنَ إذْ يَسِيرُ أمامي
حائِرَينِ، واليأْسُ في أَعْقابي
كَمْ خَيالٍ قَدْ داعَبَ الروحَ خَجْلانَ
وَذَرَّ الدموعَ في أَهْدابي!
أنتَ ما أنتَ؟ أيُّها الطَّيْفُ مَهْلاً
وتَرَفَّقْ، رُحْماكَ، بالأعْصابِ
أنتَ يا مَنْ رافَقْتَ خَطْوي على شُطْـ
ـآنِ عُمْري، وسِرتَ فوقَ العُبابِ
كَمْ تَجَوَّلْتَ في مَساحاتِ روحي
كَسَحابٍ قدْ مَرَّ فوقَ اليَبابِ
أنتَ ما أنتَ؟ أنتَ أجْمَلُ لَحْنٍ
عَرَفَتْهُ مَزارِعُ العُنّابِ
أنتَ أحْلى قصيدةٍ قَرَأَتْها
شَفَتايَ ما أُبْصِرَتْ في كِتابِ
حَدَّثَتْني هَمْساتُ عَيْنَيْكَ عَنِّي
ورَوَتْ لِي طُفولَتي وشَبابي
حَدَّثَتْني عَنِ الهَوى عابِراً بي
كلَّ حِيْنٍ بَحْرَ الأماني العِذابِ
حَدَّثَتْني مِنْ بينِ ما حَدَّثَتْني
عَنْ لَيالي السُّمّارِ والأصْحابِ
حُلْوةٌ تِلْكُمُ الليالي ولَكِنْ
كُلُّها غادَرَتْ كَبَعْضِ سَرابِ
ساءَلَتْني الأطيارُ عنْ مانِحِ الزَّهْـ
ـرِ شَذاهُ وعنْ رَبيعِ الرَّوابي
ساءَلَتْني عَنْ صَوْتِها العَذْبِ، عنْ تِلْـ
ـكَ السماءِ، عَنِ المَدَى والسَّحابِ
ساءَلَتْني عَنْ لَوْنِها اللازَوَرْدِيْ
أينَ أَضْحى، وكَانَ يَطْرُقُ بابي؟
ساءَلَتْني عَنِ انتِظاري وصَمْتي
وشُرودي بِمَوْعِدٍ كَذّابِ
ساءَلَتْني عَنْها وعنكَ، فماذا
أُخْبِرُ الطَّيْرَ؟ ما يكونُ جَوابي؟
مُفْرِحٌ وَجْهُكَ الحبيبُ ولكنْ
مُرْعِبٌ أنْ يَضيعَ وَسْطَ الضَّبابِ

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى